الساعة 00:00 م
الأربعاء 08 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.63 جنيه إسترليني
5.22 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

مع دخول حرب الإبادة الجماعية شهرها الخامس

منظمات تحذر من تصاعد العدوان والتهديد الإسرائيلي بالهجوم البري على رفح

حجم الخط
تدمير غزة.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

دقت مؤسسات حقوقية فلسطينية، ناقوس الخطر حول التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عسكري بري على رفح جنوب قطاع غزة، في وقت دخلت حرب الإبادة الإسرائيلية شهرها الخامس.

وقالت المؤسسات في بيان لها، الأربعاء: دخل الهجوم العسكري الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة اليوم الأربعاء، شهره الخامس (124 يومًا)، وسط ارتفاع غير مسبوق لأعداد الضحايا، 70% بينهم من الأطفال والنساء.

وأشارت إلى استمرار أوامر التهجير القسري التي تفاقم الوضع الإنساني نتيجة نزوح قرابة 90% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، 65% منهم داخل مدينة رفح، التي تلوّح إسرائيل بهجوم بري وشيك عليها.

وأكد البيان الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان ومؤسسة الحق، استمرار اقتراف الاحتلال لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر وهي جريمة الإبادة الجماعية، مع التجاهل التام لقرارات محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع هذه الجريمة.

وأشارت إلى استشهاد نحو 44 فلسطينياً/ة، وإصابة العشرات من النازحين/ات والسكان داخل ومحيط مقر جمعية الهلال، خلال الأسبوعين الماضيين، إلى جانب اقتحام مدخل المستشفى عدة مرات، وإرسال طائرات مسيّرة تطالب النازحين/ات بالإخلاء خلال الأيام الماضي.

ووفق ما أعلنت جمعية الهلال الأحمر فقد بقي داخل المستشفى 40 نازحًا/ة فقط من كبار السن، بالإضافة إلى حوالي 80 مريضاً/ة وجريحاً/ة، و100 من الطواقم الإدارية والطبية.

وأشار البيان إلى استمرار القيود والمخاطر على طواقم الاسعاف أثناء أداء عملهم في مجمع ناصر الطبي في خانيونس، والذي يتعرض محيطه للقصف بشكل مستمر، ويعاني من نقص حاد في أدوية التخدير والعناية المركزة ومستلزمات وخيوط العمليات الجراحية.

ويقدر عدد النازحين/ات داخل المجمع يقدر بحوالي 10 آلاف نازح/ة، بالإضافة إلى 450 جريحا/ة، و300 من الطواقم الطبية.

وبات المستشفى ومن هم داخله في مرمى نيران قناصة الاحتلال الذين يطلقون النار بشكل عشوائي، حيث استشهدت طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا، صباح اليوم الأربعاء خلال وجودها في باحة المستشفى، وفق البيان.

وأشار إلى استمرار قوات الاحتلال في الأيام الماضية، في محاولة تفريغ غرب مدينة غزة من السكان الذين تبقوا هناك، عبر مداهمة مراكز الإيواء والمنازل، واعتقال العديد من المدنيين/ات وإجبار البقية على التوجه نحو دير البلح.

ورغم أن الاحتلال حدد دير البلح ورفح، كمناطق آمنة، إلاّ أنه كثف هجماته الجوية على المنازل السكنية والتجمعات التي تأوي نازحين/ات، ما أدى إلى وقوع عشرات الشهداء، بما فيهم أطفال ونساء. 

وحسب البيان؛ فمنذ السبت الماضي وحتى فجر اليوم الأربعاء، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على رفح، قصفت خلالها 8 منازل على رؤوس ساكنيها دون أي إنذار مسبق، إلى جانب قصف مدنيين خلال تحركهم، ما أسفر عن استشهاد 40 فلسطينيًّا/ة، منهم 14 طفلاً، و7 نساء، وصحفي، وإصابة عشرات آخرين بجروح، بعضهم بترت أطرافهم.

وأشارت إلى أن طائرات الاحتلال شنت 5 غارات على امتداد الحدود المصرية الفلسطينية جنوب مدينة رفح ما أدى إلى تدمير الطريق الممتد من معبر رفح شرقاً وحتى المواصي غرباً والذي تستخدمه حالياً شاحنات المساعدات.

وقال: يأتي تصعيد الهجمات في إطار إصرار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على اقتراف المزيد من جرائم الحرب وجريمة الإبادة الجماعية، متجاهلة قرارات محكمة العدل الدولية التي ألزمتها باتخاذ تدابير لمنع هذه الجريمة.

ومنذ قرار المحكمة الصادر في 26 يناير/كانون الثاني 2024، قتلت قوات الاحتلال حتى ظهر اليوم الأربعاء 1,625 فلسطيني/ة، وارتكبت 175 مجزرة، في استهداف مُركز على منازل تأوي عدد كبير من المدنيين/ات، كما وأصابت 2,452 آخرين بجروح، علمًا أن جزءا كبيرا من الضحايا هم من الأطفال والنساء، وفق البيان.

وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حتى ظهر اليوم، إلى 27,708 شهيدًا/ة، بالإضافة إلى 67,147 جريحًا/ة، 70% منهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وهناك 11 ألف جريح/ة ومريض/ة بحاجة ماسة لمغادرة قطاع غزة للعلاج من أجل إنقاذ حياتهم وفق وزارة الصحة.

وتشير المنظمات الحقوقية إلى أن العدد الفعلي للشهداء هو أكبر بكثير من الرقم المعلن؛ بالنظر لوجود أعداد كبيرة من الضحايا وهم بالآلاف (بين 7-8 آلاف مفقود/ة) تحت الأنقاض أو في الشوارع، وفي كثير من الحالات يضطر الأهالي لدفنهم لتعذر نقلهم للمشافي.

وضمن هؤلاء هناك أعداد كبيرة تحللت جثثهم، ما ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة الصحية، فضلا عن انتهاك كرامة الميت.

وأشار البيان إلى تفاقم المعاناة الإنسانية الصعبة نتيجة نزوح نحو مليوني فلسطيني/ة، بينهم قرابة أكثر من 1.5 مليون في رفح، التي تحولت إلى مدينة خيام، بلا بنية تحتية ولا خدمات قادرة على تلبية هذه الأعداد الهائلة من النازحين/ات، مع استمرار المخاوف من تردي الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض والأوبئة التي أصابت مئات الآلاف مع غياب الرعاية الصحية.

كما تتفاقم أزمة المجاعة التي تتفشى بشكل خاص شمال وادي غزة، إذ لا يزال يوجد قرابة 400 ألف نسمة (وفق تقديرات الجهات الحكومية في غزة) مع محدودية وصول المساعدات إليهم، ويتكرر هناك استهداف الاحتلال للمدنيين/ات الذين يأتون من مناطق بعيدة إلى المنطقة القريبة من الحواجز الإسرائيلية التي تقع على شارع صلاح الدين، حيث تتوقف الشاحنات القليلة التي يسمح بوصولها لتلك النقطة، على أمل استلام الطحين أو أي مساعدات أخرى، وأدى ذلك بشكل متكرر لوقوع شهداء وجرحى.

وأشار إلى أنه في 5 فبراير/ شباط 2024، أُصيبت قافلة معونات بنيران قوات الاحتلال عندما كانت تنتظر التوجه إلى شمال غزة، ولم تسفر عن وقوع ضحايا، حسبما أفاد نائب منسق الشؤون الإنسانية. 

وفي كانون الثاني/ يناير، رفضت السلطات الإسرائيلية وصول 56% من البعثات التي كانت مقرّرة لإيصال المعونات الإنسانية إلى شمال غزة (34 من أصل 61 بعثة) و25% من البعثات التي كانت مقرّرة لإيصال المعونات الإنسانية إلى المنطقة الوسطى (28 من أصل 114 بعثة)، وفق بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

كما تتواصل المآسي الناجمة عن الحرب والنزوح، لا سيما على صعيد الفئات الأكثر هشاشة مثل النساء والأطفال، حيث تزيد الأعباء عليهم مع ارتفاع أعداد الأرامل والأيتام، وفقدان المعيلين إما بسبب القتل أو الاعتقال أو الفقد، أو التشتت نتيجة النزوح، وفق البيان.

ووفقًا لليونيسف، يُعدّ جميع الأطفال في غزة تقريبًا، والبالغ عددهم 1.2 مليون طفل، في حاجة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، وهو ما يُمثّل ضعف عدد الأطفال بالمقارنة مع التقديرات التي كانت قائمة قبل الحرب. من بين هؤلاء نحو 17,000 طفل لا يرافقهم أحد أو مفصولين عن أسرهم، ولكل طفل/ة منهم قصته فقدانه لأسرته. 

وحذرت بأن استمرار التهديد الإسرائيلي بالهجوي البري على رفح، سوف يشكل ذروة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وأن الهدف منه هو إيقاع أكبر قدر من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين/ات وإجبارهم على النزوح جنوباً باتجاه الحدود المصرية التي لا تبعد عنهم سوى عشرات الأمتار، وعندئذ ستفرض نكبة جديدة على الشعب الفلسطيني وتصبح أمراً واقعاُ لا محالة.

وحذرا المجتمع الدولي، خصوصاً الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية والمفوض السامي لحقوق الإنسان، من خطورة الوضع القائم في قطاع غزة وطالبتهم باتخاذ تدابير فورية لمنع النكبة الجديدة في فلسطين ووقف الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.