الساعة 00:00 م
الأربعاء 22 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.67 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الرسام الزهارنة.. إبداعات فنية من فوق ركام المنازل المدمرة

الأم شهيدة والأب مفقود..

صغار عائلة اليازجي.. تُركوا وحدهم في خيمة نزوح بوجعٍ لا يُطاق

حجم الخط
428052686_1480645982515981_4550376730722807864_n.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

مئة وأربعة وثلاثون يومًا من حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، وكل يومٍ يمر عليهم أصعب من أخيه، تمشي بين خِيام النازحين وأماكن سُكناهم من الشمال إلى أقصى الجنوب، فتُناديك أوجاع الناس بمجرد النظر في ملامحهم التي يعتريها الأسى والكثير من الحزن الممزوج بمشاعر العجز!

ولا يختلف اثنان على أنّ الحزن والبأس والجراح التي أصابت سكان قطاع غزة، قد نالت من قلوب الأطفال النصيب الأكبر، بما لا يُليق بطفولتهم وسنوات أعمارهم الغضّة؛ فهذه عائلة "اليازجي" يعيش أفرادها التسعة في خيمةٍ بسيطة بمدينة رفح جنوبًا، لكن لا أم ولا أب في المكان، جميعهم صِغار أكبرهم لا يتجاوز الـ 15 عامًا.

استشهدت الأم "شوق" في إحدى غارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وبعدها بأيامٍ قليلة، ذهب الأب إلى منزلهم لجمع بعض الاحتياجات الأساسية؛ للنزوح مع أطفاله إلى جنوب القطاع، لكنّه لم يعد منذ ذلك الحين.

على إثر ذلك بقي الأطفال لوحدهم دون معيل، يرعاهم الأكبر سنًا نغم (15 عامًا)، ومحمد (14 عامًا) في ظروفٍ مأساوية ومخاوف تتزايد من تداعيات شن هجوم عسكري بري على مدينة رفح التي يدّعي الاحتلال أنها مناطق آمنة.

وقد وثق المصور عبد الحكيم أبو رياش، معاناة أطفال عائلة "اليازجي" الذين لجأوا إلى رفح، يقول "محمد" إنهم اضطروا للنزوح جنوبًا وحدهم، بحثًا عن ملجأ آمن، حيث جهّز خيمة صغيرة لعائلته، مشيرًا إلى أنه برفقة شقيقته "نغم" يحاولان الحفاظ على حياة إخوتهم الصِغار وسلامتهم؛ في ظل القصف المتواصل الذي تتعرض له المدينة الحدودية التي يدّعي الاحتلال أنها آمنة.

هذا الحِمل كبير على كاهل "محمد"، لكنّه وبالرغم من عجزه وقلّة الإمكانات التي بحوزته، يحرص أن يكون حانيًا عطوفًا على إخوته الصِغار ويُلبي لهم ما يستطيع من احتياجاتهم الأساسية، ويُضيف: "أقف في طابور المياه والمساعدات والخبز كل صباح، أشعل النار بالحطب وأسخن المياه، لأجهز الحليب لأختي الصغيرة".

وحاله لا يختلف عن بقيّة النازحين الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية بشكلٍ أساسي؛ لتلبية احتياجاتهم كالطحين والأرز والحليب، والمياه، والأغطية، لكّن حتى هذه المساعدات لا تصلهم بما يُلبي ضروريات الحياة.

هذا يدفع "محمد" للبحث عن عملٍ يومي، مردفًا: "حين لا يكون لدينا ما نأكله، وأكون بحاجة لكسب المال، لإعالة إخوتي، أبحث عن عمل مؤقت، لكن حتى هذه المحاولة في أحيانٍ كثيرة تفشل، وننام جائعين".

"الحياة صعبة وحزينة بشكلٍ لا يُطاق" بهذه الكلمات والدموع تملأ عينيه يصف "محمد" حاله بعد فقدان والديه، لكن لا خيار أمامهم سوى الصبر والتحمّل، خاتمًا حديثه: "حين يبدأ قصف الاحتلال ليلًا نخاف جميعًا، لكن المسؤولية التي على كاهلي أنا ونغم تُجبرنا للتجلّد؛ لتهدئة إخوتنا الصغار وطمأنتهم".

أما نغم التي غَلب على ملامحها الحزن، تحاول تعويض غياب أمها وتسعي لإتقان دورها في المهام الضرورية من طبخ وحنانٍ ومشاعر الأمومة تجاه إخوتها الصِغار، لاسيما شقيقتها الرضيعة.

وبنبرة صوتٍ مؤلمة تختم: "لا أفهم كل ما يحتاجه، الرُضع، أحيانًا تستيقظ أختي في منتصف الليل تبكي، لكنني عاجزة عن فهم ما تريد، فلا أدري هل هي جائعة؟ هل هي تتألم؟ عادة ما ينتهي بي الحال وأنا أبكي معها".