الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالفيديو أكرم اليازجي.. يطوفُ حول الخيوط الملوّنة لصناعة البُسط اليدوية بغزة

حجم الخط
أكرم اليازجي.
غزة – إيمان شبير – وكالة سند للأنباء

في فندق المتحف غرب مدينة غزة، وبين خيوط الصوف والحرير الملونة وأدواتٍ أخرى يجلس الستيني أكرم اليازجي بتركيزٍ عميق أمام "النول"، ينسج "البُسُط"، و"المخدات" و"الألبسة المطرزة"، وغيرها، في مشهدٍ يُعيدنا إلى الزمنِ الجميل المعبّق برائحةِ الأجداد والتراث الفلسطيني.

ويستخدم اليازجي (66 عامًا)، آلة "النول" اليدوية في صناعة السجاد والبسط، وهي الأداة الرئيسية المستخدمة في غزل السجاد منذ القدم.

والنول، جهاز خشبي غير آلي، يحتوي على 400 خيط مصفوف بشكل متوازٍ، وتعلوه قطعة خشبية تسمى المشط، وتعمل على تشبيك الخيوط بعضها ببعض بشكل متساوٍ ومتلاصق تمامًا دونما إحداث فراغ أبدًا، بحسب "اليازجي".

وعلى مرَّ التاريخ، ازدهرت حرفة الغزل والنسيج في مدن فلسطينية عدة؛ حيث كانت مدينتا المجدل وعسقلان الساحليّتان تصنعان السجاد وتصدرانه إلى أوروبا عبر القوافل التجارية المسافرة بحرًا، وعقب النكبة الفلسطينيّة عام 1948، هاجر أهالي المجدل وعسقلان إلى قطاع غزة؛ ما أدى إلى انتقال هذه الحرفة وانتشارها بالقطاع.

مهنة متوارثة..

يتحدث "اليازجي" عن بداية انغماسه في مهنته لـ "وكالة سند للأنباء": "أحببتُ هذه المهنة منذ نعومة أظفاري، عندما كنت صغيرًا كان والدي يصطحبني إلى ورشةٍ صغيرة يعمل بها هو وجدّي، وأصبحتُ أتعلم منهما شيئًا فشيئًا حتى أصبحت مزاولًا وعاشقًا لهذه المهنة".

ويشير ضيفنا إلى أن صناعة البسط اليدوية، لا تعتمد على أي نوع من الماكينات الحديثة، موضحًا أن بعض أنواع البُسط تتم صناعتها من الحرير، وهناك بعض الأنواع التي يتم صناعتها من الوبر أو الصوف.

ويغزل "اليازجي" أنواعًا وأحجامًا مختلفة من البسط، لتتناسب مع أذواق الجميع، ويضيف: "الوقت والجهد الذي أقضيه على إتمام البسط يختلف من قطعةٍ لأخرى، فهذه المهنة ليست سهلة، وتعتمد بشكلٍ أساسي على حركة اليدين والقدمين وتحتاج لجهد بدني كبير".

341572322_606170484900694_6718042967888664391_n.jpg
 

"وماذا عن الخيوط المستخدمة في البُسط"؟ يُجيبنا: "يدخل فيها الخيوط الطبيعية ونسبة من الأكريلك، إلى جانب صوف الغنم الصافي عالي الجودة"، لافتًا إلى أن البُسط المصنوعة من الصوف لا تضر الأشخاص الذين يُعانون من حساسية الربو والأمراض التنفسية.

تصميم تترجمه الخيوط..

ويبدأ عمل "اليازجي" بفكرة واضحة المعالم، ليستطيع ترجمتها على شكل خطوط وزخارف، ويحكي لنا عن خطوات عمله: "بالبداية أصمم السجادة كخطوة أولى على الورق بكل تفاصيلها، ثم العمل بواسطة صنارة ذات رأس معقود وشفرة عريضة لتقطيع الخيوط، إلى أن يأتي دور النول حيث يتم نسج السجادة عليه بالطرق التقليدية للنسيج اليدوي".

وتبدأ صناعة ونسج الصوف بمنتجاته المختلفة، من حلج أصواف الأغنام والخراف والإبل، وجمعها وبيعها لأصحاب مصانع النسيج، فيقومون بدورهم بفصل ألوان الصوف وأنواعه، ويتم معالجته بالتنشيف، تبعًا لضيفنا.

ويُكمل سرد خطوات مرحلة نسج الصوف: "يتم مرة أخرى غزلها وتحويلها إلى خيوط تُصبغ بألوان مختلفة، أما المرحلة الأخيرة فهي عبارة عن غسلها بماء بحر غزة؛ لتثبيت الألوان لتبقي محافظة على ألوانها الزاهية المميزة".

وينوّه إلى أن بعض البُسط تستغرق صناعتها يومًا أو يومين وربما أسبوع، وأخرى تحتاج إلى ثلاثة أشهر لتصبح جاهزة للبيع، مشيرًا إلى أن أكثر المشغولات التي يتفنن في صناعتها، "الأعلام الفلسطينية، البسط المليئة بالزخارف والنقشات المميزة، حقائب، ومنقوشات فلسطينية".

وتبدأ أسعار البسط في غزة بحسب سعر المتر والذي قد يصل إلى 30 شيكل بحسب الحجم والجودة والخامات بداخلها، وفق ما أورده "اليازجي".

341346942_553903083538983_4274321052396452252_n.jpg
 

ويعبّر "ضيف سند" عن شغفه وتعلّقه بمهنته بالقول: "هذه المهنة تستحق الاهتمام، فهي تعكس الأصالة والعراقة الفلسطينية التاريخية التي ورثها الأبناء عن الأجداد".

أما عن الإقبال على شراء البسط اليدوية، فيشير "اليازجي" إلى أن الطلب على شراء البسط في قطاع غزة لا يزال شحيحًا؛ بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بالمشغولات غير اليدوية، وارتفاع سعر المواد المستخدمة في صناعتها.

341569894_780492589959041_2025059137243195323_n.jpg

341516250_2361407610705704_7765361269215219644_n.jpg