الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بالصور قصص لم تكتمل.. شهداء غزة أحلام تلاشت وآمال تسابقت إلى السماء

حجم الخط
وداع شهداء.jpg
غزة- فاتن حميدي - وكالة سند للأنباء

كان لكل منهم حكاية، لكنها لم تكتمل، وحلم تلاشى ولم يتحقق، فشباب غزة الشهداء الذين ارتقوا جراء آلة الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، ارتقت معهم آمال وأحلام، وبعضهم لم يبقَ مَن يروِ قصته.

ووسط ركام القصص والحكايا، رصدت "وكالة سند للأنباء" بعضاً منها، وجزءاً من الحكاية التي لم تكتمل، والكثير من الأحلام التي لم تتحقق، وآخر ما كتبته أنامل الشهداء.

فهذه الشهيدة العروس عبير جبر (23 عاماً)، سرق منها الاحتلال الإسرائيلي بهجة عرسها، مُخلِّفةً وراءها خطيبها عبدالله بركة يكتوي بألم فراقها.

فجر الحادي والعشرين من فبراير/ شباط الجاري، ارتقت الشابة عبير برفقة عائلتها في قصف استهدف منزلهم في حي الزوايدة وسط قطاع غزة، دون أن يُبقِ فرداً من عائلتها.

وتروي لنا شهد أبو دحروج صديقة الشهيدة عبير بعضاً من أمنياتها والتي بدأتها بالقول "عبير كانت إحدى ساردات القرآن الكريم أواخر العام الماضي في برنامج صفوة الحفاظ، والتي حظيت بجائزة لذلك رحلة عُمرة، لكنها رأت الجنة قبل أن ترى بيت الله الحرام".

وبِعَبرة خانقة وصوت متحشرج، تذكر لنا صفات عبير وأخلاقها الرفيعة، ولسانها الحلو الذي كانت تفيض به شعراً وقولاً لمن أحبتهم، كيف لا وقد أحبت اللغة العربية التي كانت اختصاصها الجامعي.

تضيف "أبو دحروج" لمراسلة "وكالة سند للأنباء"، كانت عبير حسنة السمت، شغوفة بالقراءة والشعر، وعضواً في فريق "أُصبوحة"، تشارك الجميع إنجازاتهم، وتفخر برفعة صديقاتها، ودائمة المدح والتشجيع لهن.

أما آخر ما نشرته على قصتها في موقع انستغرام قبل رحيلها الأبدي، صورة لصفحة من كتاب كُتِب فيها :"يا أخي أقدارنا كلها مقدرة، وما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، فأبشر واستبشر وانتظر من الله نصراً قريباً وفتحاً في الدنيا والآخرة".

WhatsApp Image 2024-02-26 at 4.36.40 PM.jpeg
 

" قلب متعثر يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه"

وهذا الحكيم مصطفى النجار (21 عاماً) الذي يصف نفسه بـ" قلب متعثر يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه"، فقد نجا من القصف الإسرائيلي أربعة مرات، لكن هذا القلب حلَّق وارتقى إلى ديار الآخرة في المرة الخامسة.

ورصدت مراسلة "وكالة سند للأنباء"، بعضاً من قصة الشهيد "مصطفى" التي لم تكتمل، بعد ارتقائه في السادس من فبراير/ شباط الجاري، ليلحق بأخته "الوحيدة"، وزوجها وأبنائها الأربعة.

تمسَّك مصطفى برحمة الله ليهوِّن على نفسه طريق الحرب، ذاكراً على صفحته الشخصية قبل استشهاده بيوم " لا ملجأ من الله إلا إليه".


WhatsApp Image 2024-02-26 at 4.40.06 PM.jpeg
 

أما عن حلمه الذي لم يكتمل، فقد تخرج الشهيد "النجار" من جامعة الأزهر في مدينة غزة، ليستكمل مسيرة حياته بأن يكون حكيماً في مستشفيات القطاع، لكن طائرات الغدر الإسرائيلية انتزعت منه روحه، بينما طال الموت 340 شهيداً من العاملين في الطواقم الطبية، ويبقي رهن الاعتقال 99 منهم، وفق آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في 23 شباط الجاري.

الحكاية..

ولم يسلم الأكاديميون والعلماء كذلك من آلة الحرب، فكم من حلم تلاشى، وشهادة مُزِّقت وعلم ينتظر من يدرسه، فهذا أستاذ آداب اللغة الإنجليزية والمحاضِر في جامعات غزة رفعت العرعير سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ارتقى في السابع من ديسمبر/ كانون أول الماضي، عالِماً يقاوِمُ بقلمه.

إذا كان لا بُد أن أموت فلا بُد أن تعيش أنت لتروي الحكاية، إذا كان لا بُد أن أموت فليأتِ موتي بالأمل، فليصبح حكاية.."، كان هذا مقطعاً من قصيدة للشهيد "العرعير"، يؤكد فيه على أهمية الحكاية في القضية الفلسطينية، حيث تتجاوز كونها فن أدبي لتصبح أداة لتأكيد الحق ونقل الحقيقة.

وتابعت "وكالة سند للأنباء"، فيديو نشره الشهيد "العرعير" قبل استشهاده يقول فيه: "أنا شخص أكاديمي وأصلب شيء عندي في المنزل هو قلم السبورة، وإني سأرميه، على الجنود الإسرائيليين إذا حاولوا اقتحام منزلي، ولو كان ذلك آخر شيء أفعله"، وبالفعل كان ذلك آخر شيء فعله قبل أن تستهدف قوات الاحتلال منزله ليرتقي شهيداً مع جميع أفراد عائلته.

WhatsApp Image 2024-02-26 at 4.40.24 PM.jpeg