يبدع الفنان الفلسطيني محمد الكرنز بريشته في تجسيد معاناة مخيمات اللاجئين وحياتهم من خلال لوحاته التشكيلية المبدعة والمتميزة باستخدام أدوات مختلفة، وإعادة تسليط الضوء على قضية اللاجئين.
ثلاث سنوات، قضاها الفنان الكرنز من مخيم البريج وسط قطاع غزة، في التجهيز لمعرضه "ريف المخيم"، والذي يضم عشرين لوحة فنية تحمل في طياتها الجانب الإنساني والجمالي، من خلال امتزاج الألم بألوان الفرح.
المخيم مصدر إلهام
وقال الكرنز في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إن المعرض أشبه بدراسة كبيرة قمت بها على مدار تلك السنوات لتجسيد فكرة التمدد العمراني على حساب الأرض، والتي أجبرت السكان على التوسع في محيط المخيمات مما أدى إلى معانة جديدة وانعدام الخدمات والتي ترفض البلديات تقديمها بحجة أنها خارج حدود المخيم الرسمية. ".
وافتتح الفنان الكرنز معرضه المميز بألوانه في يوم الأرض الذي يصادف الثلاثين من مارس، ويستمر حتى 21 أبريل الحالي.
والفنان محمد (44 عاماً)، حاصل على بكالوريوس اجتماع وعلوم سياسية من جامعة الأزهر بغزة، وحاصل على العديد من الدورات التدريبية في مجال الفنون التشكيلية.
وأضاف "حبي الشديد للمخيم، وتهجير عائلتنا قسراً من قرية الفلوجة عام 1948، هو ما دفعني لتسليط الضوء على المناظر الجميلة هناك".
وشارك الكرنز في العديد من المعارض الجماعية المحلية والخارجية، بالإضافة لمشاركته في العديد من ورش العمل الفنية.
تجسيد للواقع
ويُنفذ مشروع "من ريف المخيم"، ضمن برنامج المنح الإنتاجية، والذي ينظمه محترف شبابيك، دائرة الفن المعاصر التابعة للاتحاد العام للمراكز الثقافية، وبالشراكة مع مؤسسة عبد المحسن القطان عبر منحة مشروع "الفنون البصرية - نماء واستدامة "الدورة الثانية.
وأوضح "أردت أن أجسد الواقع المرجو للمساحات الخضراء، والتي تم قضمها بفعل البنيان العشوائي أو المُنظم، إذ صَوّر أطفالًا يلهون في أحضان الطبيعة، وسيدات يسرن في الشارع وقد حملن الخضروات، وأطفالًا يعزفون الموسيقى، إلى جانب مشاهد الأشجار المثمرة، والورود المُزهرة".
وعلى الرغم من ما تحمله اللوحات من مشاهد قاسية وحزينة لقصص المخيم، إلا أنه رأى أن يعطي المشاهد روح الأمل والثبات نحو الحياة بالألوان الزاهية ورسم الألم بألوان الفرح لإخراج المتلقي من حالة الكآبة من جانب، وجانب آخر دفعه للبحث ما خلف هذا الجمال.
ووفق الفنان فإن هناك من لا يحب أن يقرأ ولكنه يحب أن يرى، لذا حاول أن يعكس قضية الزراعة والأرض والتصحر من خلال لوحاته الفنية.
وعن الألوان التي يستخدمها في الرسم، يوضح أنه يستخدم ألوان "الأكريليك" على القماش، لكن القماش الذي يستخدمه ليس من النوعية الجيدة نظراً للإمكانيات وللمواد المتوفرة في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ 14 عاماً متواصلة.