تواجه 52 ألف امرأة فلسطينية حامل في قطاع غزة الخطر؛ بسبب انهيار النظام الصحي نتيجة حرب الإبادة التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
جاء ذلك في تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية قبيل اليوم العالمي للمرأة (8 مارس/ آذار)، التي أكّدت أن المخاوف لا تقتصر على الولادة نفسها، بل تتعدّاها إلى تحديات عدة مثل إبقاء الرضع على قيد الحياة في ظل انعدام المواد الأساسية كالماء والغذاء.
وبحسب معطيات نشرتها الأمم المتحدة في شهر فبراير/ شباط الفائت، فإن 12 مستشفى فقط من أصل 36 يعمل في قطاع غزة.
وفي مستشفى الإماراتي للولادة في مدينة رفح التي لجأ إليها نحو 1,5 مليون شخص، لم يتبق سوى خمس غرف للولادة.
ولا يقتصر الخطر على النساء اللواتي لا يجدن مستشفى يلدن فيه، فإن غالبية النساء الحوامل والمرضعات في غزة بخطر بسبب النقص الحاد في الغذاء، وهذا ما أكدته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
هذا ويمنع الاحتلال الإسرائيلي معظم قوافل المساعدات ومن بينها الطبية من الدخول، وفي هذا الإطار أشار صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أنّ 62 حزمة مساعدات من المواد الخاصة بحالات الولادة تنتظر السماح لها بالدخول عبر معبر رفح البري.
ونبّه الصندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أنّ انتشار المراحيض والحمامات غير الصحية يؤدي إلى التهابات المسالك البولية الخطِرة على نطاق واسع.
من جهتها، تحدثت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك ألن عن وجود "العديد من الأزمات في المنطقة التي تعتبر كارثية بالنسبة للنساء الحوامل"، مشيرةً إلى أنّه وبسبب الكثافة السكانية في غزة وغياب أماكن آمنة، الوضع "أسوأ من كل كوابيسنا".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الفائت، تشن "إسرائيل" حربا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت حتى اليوم الأربعاء 30 ألفًا و717 شهيدًا، و72 ألفًا و156 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
ومنذ اندلاع الحرب، تعاني غزة من شح حاد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود جراء قيود الاحتلال؛ مما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة وباتت مناطق عديدة في القطاع على شفا المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.