الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

فلسطينية تروي تفاصيل مجزرة الاحتلال في كنيسة القديس برفيريوس بغزة

حجم الخط
ريم.jpeg
غزة - وكالة سند للأنباء

قررنا البقاء في غزة ورفضنا النزوح إلى الجنوب .. خوفا من مخططات الترحيل والهجرة، لذلك أصرينا على البقاء في غزة.. بهذه الكلمات استهلت الفلسطينية ريم الصوري شهادتها حول معاناتها مع استمرار الحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة.

واضطرت الصوري إلى ترك منزلها في مدينة غزة، يوم ١٣ أكتوبر 2023، بعد أيام من القصف الإسرائيلي المتواصل، وبعدما أرسل الاحتلال رسائل بإخلاء غزة والشمال والنزوح للجنوب، ولجأت وجزء من عائلتها إلى كنيسة العائلة المقدسة في منطقة الزيتون فيما لجأ باقي أفراد العائلة في كنيسة القديس برفيريوس في منطقة الزيتون أيضاً. 

تفاصيل المجزرة

وقالت الصوري وهي فلسطينية مسيحية: كانت ولا تزال أيام صعبة على الجميع من شدة القصف والضرب وعدم الشعور بالأمان، فلا أمان في أي مكان في غزة.

وتروي في شهادتها -التي نشرها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان-، تفاصيل مجزرة اقترفها الاحتلال في ١٩ أكتوبر تقريبا الساعة ١٠ مساء، حيث اشتد القصف على المنطقة الموجودين فيها، وتعرضت قاعة كنيسة القديس برفيريوس للقصف.

وقالت: سمعنا القصف حيث تبعد عنا الكنيسة ما يقارب ١٠٠ متر. تواصلت مع الأقارب هناك لمعرفة الوضع، وعلمت بأن مبنى مجلس وكلاء الكنيسة التابع لها والموجود داخل أسوارها قد تعرض للقصف المباشر دون سابق إنذار. وعلمت من قريبتي التي كنت أتحدث معها بأن هناك عددا من الشهداء والمصابين وآخرين تحت الأنقاض والجميع يبحث والكل لا يعرف من هم الموجودين تحت الانقاض.
 
وأضافت: كان يوما صعبا علينا بعد أن فقدنا ١٨ شهيداً وشهيدة من أقاربنا وأحبتنا، عدد منهم من الأطفال رحمهم الله، وكذلك كان هناك مصابون.


مسح عائلات من السجل المدني 

ووفق الصوري؛ من الشهداء في ذلك القصف، عائلة مسحت من السجل المدني مكونة من عبد النور سامي الصوري وزوجته فيولا جريس العمش (الصوري) وابنتهما الطفلة علياء عبد النور الصوري، وكذلك عائلة طارق سامي الصوري واستشهد مع زوجته ليزا وليد الصوري وابنهما الطفل عيسى طارق الصوري. 

ومن الشهداء أيضًا الأطفال الشهداء سهيل ومجد وجولي رامز الصوري، وبقي والداهم بدون أبناء. ومن الشهداء أيضًا يارا جريس العمش (الصوري) وطفليها جورج وجوليت صبحي الصوري، وبقي رب الأسرة صبحي جورج الصوري وحيدا بدون الزوجة والاطفال وهو مصاب بكسور في معظم أنحاء جسمه. 

ومن الشهداء المسنة إلين حلمي ترزي، ومروان سليم ترزي، وزوجته ناهد ترزي، والطبيب سليمان جميل طرزي، والطفلة سناء عطالله العمش، والشاب وسيم عرفات عكيلة ابن حارس الكنيسة. كما استشهدت بعد شهر تقريبا المصابة ايفا سليم ترزي متأثرة بإصابتها.
 
وذكرت أنه في اليوم التالي، تم تشييع الشهداء من ساحة الكنيسة، مشيرة إلى أنهم تفاجؤوا من هول المشهد وفظاعة الحدث.

وقالت: شاهدت المبنى المنهار والذي كان يضم حوالي ٩٠ شخصا قد مال باتجاه الشمال واستند المبنى على سور الكنيسة والذي منع انهيار المبنى بالكامل وإلاّ لكان عدد الشهداء تضاعف مرات. كان الحدث مريعا ومنظر الشهداء ممددين وملفوفين بالأكفان البيضاء وصلاة الخوري على مثل هكذا عدد هو مشهد فظيع لم تعتده الكنيسة ولم أره في حياتي. 


الوضع الاقتصادي

وتشير الصوري إلى وجه آخر من المعاناة مع استمرار الحرب الإسرائيلي، مبينة أن سوق غزة يشهد عجزا كبيرا في جميع المنتجات والمواد الغذائية المطلوبة للسكان أدى الى ارتفاع هائل ومخيف بالأسعار، حيث تذهب إلى السوق فلا تجد سوى بعض المعلبات الصغيرة وبعضها منتهية الصلاحية. 

وقالت: إذا توفرت بعض السلع الأساسية التي يحتاجها الناس تجد أن أسعارها خيالية ومخيفة.
 
وأشارت إلى أن الحصول على مياه الشرب، يحتاج إلى الوقوف في طوابير طويلة للحصول على جالون مياه سعته ٢٠ لترا، وقد تضطر للانتظار عدة ساعات لتحصل عليه بسعر ٥ شيكل.

 أما مياه الحمام والاستعمال المنزلي فهي ضمن طوابير الانتظار أمام المساجد والأماكن التي يتوفر لديها بئر مياه، حيث يتعذر وصول المياه إلى المنازل بعد أن دمر الاحتلال البنية التحتية وتعطلت بفعلها قدرة عمل البلديات على إيصال المياه للمنازل.

تهجير داخلي 

وتؤكد أن معظم المواطنين باتوا مهجرين داخل مدينتهم فقلة من الناس ما زالوا يقطنون بيوتهم، مبينة أنه لا أحد يقطن حي تل الهوا ولجأ سكانه إلى شرق غزة ليعيشوا في المدارس أو بيوت الأصدقاء. وهرب سكان الشرق إلى غرب غزة ودخلوا بيوت المواطنين المتروكة وعاشوا فيها منذ عدة أشهر.

وقالت: يتنقل الناس داخل غزة من منطقة إلى أخرى حسب الهجوم اليومي المتوقع لقوات الاحتلال. فإذا استهدف منطقة رحل سكانها إلى منطقة أخرى وتنقلوا عدة مرات حتى باتت بيوتهم ليست لهم وقد يسكنها أناس غيرهم وهم يسكنون بيوت غيرهم أو يعيشون في مدرسة لا يتوفر بها أي مقومات للحياة الآدمية فهي غير مهيأة للأعداد الكبيرة التي التجأت لها بحثا عن الأمان.