الساعة 00:00 م
الإثنين 19 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

بالفيديو فقدت طفلها بسبب البرد.. أم فلسطينية تروي تفاصيل معاناتهم

حجم الخط
الطفل علي عزام
غزة – وكالة سند للأنباء

وسط خيمة مهترئة يتسلل إليها الرياح من كل اتجاه، تجلس أم الطفل علي حسام عزام، تُعانق صور طفلها الذي خطفته موجات البرد القارس من أحضانها، وجعلت قلبها المكلوم في حسرةٍ وألم لا نهاية لهما.

ومنذ نحو أسبوعين وحتى صباح اليوم الثلاثاء، تسبب البرد في استشهاد أكثر عدد من النازحين غالبيتهم أطفال رضع نتيجة البرد القارس وغياب وسائل التدفئة، وسط تحذيرات حقيقية من ارتفاع عدد الضحايا في الفترة المقبلة في ظل الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الفلسطينيون في أماكن نزوحهم.

وفي مقابلة مصورة تابعتها "وكالة سند للأنباء" تقول والدة الطفل علي بصوتٍ متألم: "ما عنا حرامات ولا أواعي دافية، حتى الفرشات ما بتصلح للنوم. ولادي كلهم بناموا على فرشة وحدة، وبيلبسوا ملابس مش إلهم."

إذ تعيش أسرتها المكونة من عشرة أطفال، في ظروف إنسانية صعبة للغاية، أطفالها يرتجفون ليلًا تحت أغطية تكاد تكون معدومة، تضيف: "ابني كان يطلب مني دايمًا بدي بلوزة زي الناس"، بس ما كان عندي أجيب له إياها، لبسهم خفيف، والبرد كان أقوى منهم."

وفي تلك الليلة، عندما كان البرد أشد وطأة، رحل صغيرها الطفل علي حسام عزام، تجمدت أنفاسه البريئة، ولم تفلح محاولات الأم البائسة لإنقاذه، تقول بحرقة: "فقدت طفلي من البرد(..) ما كان عندي شيء أعمله، كل يوم أشوف ولادي بعانوا، وقلبي بينكسر عليهم."

العائلة التي تعيش تحت سقف خيمة مهترئة، تعاني من حرمان يمتد إلى أبسط حقوقها، "الأولاد بيناموا جنب بعض عشان يحاولوا يدفوا حالهم"، لكن ذلك لا يكفي لحمايتهم من موجات الصيقع والرياح العاتية.

لم يكن البرد مجرد فصل شتاء مر على هذه الأسرة، بل كان عدوًا قاتلًا خطف طفلًا صغيرًا، وترك أمّه تواجه فراغًا مؤلمًا وجسدًا لم يعد قادرًا على مقاومة المعاناة.

 

وإلى جانب ضحايا البرد، يشكو مئات آلاف الفلسطينيين الذي أجبرتهم آلة القتل الإسرائيلية على النزوح من منازلهم، من تأثرهم بحالة البرد القارس داخل مخيمات النزوح، حيث تسببت بآلام في العظام لبعضهم أما البعض الآخر فأصيب بنزيف من الأنف.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، من أن العديد من الأطفال النازحين في غزة يرتدون القليل من الملابس، بعد أن أجبر العديد منهم على الفرار من القصف الإسرائيلي بملابس الصيف، في وقت سابق من هذا العام.

يُشار إلى أنّ مئات الخيام غرقت وتضررت في مختلف محافظات قطاع غزة، جراء العاصفة الرعدية، والأمطار الغزيرة التي تتساقط على القطاع منذ يومين، كما غرقت الشوارع، في ظل غياب وسائل تصريف مياه الأمطار جراء تدمير الاحتلال البنى التحتية الخاصة بمياه الصرف الصحي وآبار المياه.

وهذه ليست المرة الأولى التي تغرق فيها خيام النازحين الذين يقدّر عددهم بنحو مليونين؛ بسبب أمطار موسم الشتاء وغياب أدنى مقومات الحياة الآدمية، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية للعام الثاني على التوالي.