استشهد طفل فلسطيني رضيع نتيجة البرد الشديد، فيما تضررت من جديد مئات الخيام التي يقطنها النازحون في قطاع غزة؛ جراء الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة؛ وهو ما فاقم معانتهم ومأساتهم.
وأفادت مصادر إعلامية صباح اليوم الثلاثاء بوفاة الطفل سند وسام كامل عياد (4 شهور) نتيجة البرد القارس وانعدام وسائل التدفئة في خيام وأماكن النزوح، مشيرةً إلى أنّه وصل جثة هامدة إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة.
وفي الآونة الأخيرة، تسبب البرد في استشهاد أكثر من سبعة نازحين غالبيتهم أطفال رضع نتيجة البرد القارس وغياب وسائل التدفئة، وسط تحذيرات حقيقية من ارتفاع عدد الضحايا في الفترة المقبلة في ظل الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الفلسطينيون في أماكن نزوحهم.
وفي الأثناء قال مراسل "وكالة سند للأنباء" إنّ مئات الخيام غرقت وتضررت خاصة في منطقتي المواصي (جنوبًا) ودير البلح (وسط)؛ جراء العاصفة الرعدية، والأمطار الغزيرة التي تتساقط على القطاع منذ يومين.
كما غرقت الشوارع في معظم محافظات القطاع وأعاقت حركة المواطنين، في ظل غياب وسائل تصريف مياه الأمطار جراء تدمير الاحتلال البنى التحتية الخاصة بمياه الصرف الصحي وآبار المياه.
وأضاف مراسلنا أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تغرق فيها خيام النازحين الذين يقدّر عددهم بنحو مليونين؛ بسبب أمطار موسم الشتاء وغياب أدنى مقومات الحياة الآدمية، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية للعام الثاني على التوالي.
ووثقت صور ومقاطع فيديو نشرها صحفيون ومواطنون على منصات التواصل الاجتماعي، تدفق المياه إلى داخل الخيام ما تسبب بتلف عدد منها، وتضرر مقتنيات النازحين الخاصة التي يستعينون بها لقضاء احتياجاتهم.
في حين، أشار جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، إلى تلقى مئات اتصالات الاستغاثة من النازحين الذين غمرت مياه الأمطار خيامهم وأماكن إيوائهم يناشدون بإنقاذ أطفالهم.
وأوضح في بيانٍ تلقته "وكالة سند للأنباء" أن طواقمه لا تستطيع سوى إخلاء النازحين من أمكان إيوائهم المتضررة إلى أماكن أخرى تكون في الأغلب غير صالحة للإيواء، ويبقون في العراء تحت المطر والبرد القارس.
وناشد الدفاع المدني، أصحاب الضمائر الحية التداعي لإنقاذ هذه العائلات، ومساعدتها في الانتقال إلى أماكن إيواء مناسبة تقيهم من مياه الأمطار، خاصة النازحين في مخيمات وسط مدينة غزة ومواصي خان يونس ورفح وغربي دير البلح.
من جانبها، حذرت بلدية غزة من حدوث كارثة صحية وبيئية مع بدء ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي والشّوارع بعد تعطل محطّة ضخ مياه الصّرف الصّحي في حيّ الزّيتون بمدينة غزة جراء قصفها من قبل الاحتلال.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد أشار في بيانٍ له قبل أيام قليلة إلى أنّ 81% من الخيام في قطاع غزة تدهورت بشكل كامل، بفعل عوامل الزّمن والظّروف الجوية.