الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

رحلةٌ مع 45 عامًا من الحرفية..

بالفيديو القطايف.. "فاكهة رمضان" حاضرة رغم مآسي المحرقة الإسرائيلية

حجم الخط
2caea6488d1ed3502dada099e8ea00c8.jpg
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

في أحد شوارع مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ينهمك إبراهيم فحجان في صناعة القطايف، تلك الحلوى الرمضانية التي تُعدّ رمزًا للكرم والضيافة.

ومع حلول شهر رمضان المبارك هذا العام في ظل الحرب الإسرائيلية المروعة على القطاع، واصل فحجان عمله في صناعة القطايف، حيث تُعرف باسم "فاكهة رمضان".

ويعمل فحجان في صناعة القطايف منذ 45 عامًا، حيث ورث المهنة عن والده والآن يورثها لأبنائه وأنسباءه. ويبدأ يومه الشاق في التاسعة صباحًا، إذ يسكب أقراص عجينة القطايف على فرن مسطح، ويستمر في ذلك حتى أذان المغرب، دون توقف، ليقدم منتجاته لزبائنه الذين يترددون على بسطته بانتظام.

يقول فحجان (71 عامًا) لـ "وكالة سند للأنباء": "تعلمتُ من والدي، وأنا أُمارس هذه المهنة بحبّ وشغف كبيرين. صحيح في حرب وارتفاع في الأسعار لكن هذه الفاكهة هي بمثابة رمز في الشهر الفضيل".

ويضيف: "أعملُ طوال اليوم دون توقف، من التاسعة صباحًا حتى أذان المغرب، لتوفير هذه الحلوى اللذيذة للزبائن".

لكن فحجان يشهد منافسة هذا العام مع عدد من الحلوانيين من مدينة غزة وشمال القطاع بعد نزوحهم مع أكثر من مليون نسمة إلى مدينة رفح جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة للشهر السادس على التوالي.

ويُكمل: "اليوم هناك عشرات النقاط التي تباع فيها القطايف وبعضها لصناع محترفين من غزة وشمال القطاع. الجميع يريد أن يكسب قوت يومه، والناس تريد أن تتذوق فاكهة رمضان". منوهًا إلى أن 10 أسر تعيش اليوم على مردود هذه الصناعة.

ويمثّل فحجان نموذجًا للحرفيين الذين يُحافظون على التراث الفلسطيني، ويُقدمون للناس حلوىً رمضانيةً تقليديةً تُضفي على الشهر الفضيل طابعًا خاصًا رغم مآسي وأهوال المحرقة الإسرائيلية الحالية.

وتحولت شوارع رفح الرئيسية، إلى أسواق مفتوحة مكتظة بمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، وأوجدت طائفة جديدة من صانعي فاكهة رمضان في خضم الحرب التي تسببت في استشهاد أكثر من 31 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 72 ألفا بجراح مختلفة، وفق بيان وزار الصحة في غزة.

كما تسببت الحرب الإسرائيلية بنزوح 1.9 مليون شخص من مناطق سكنهم في قطاع غزة، وسط دمار ضخم قدرته الأمم المتحدة بأكثر من 70 % من المنازل السكنية والبنى التحتية.

وتستخدم "إسرائيل" حرب التجويع ضد الفلسطينيين في إطار حربها المروعة والمتواصلة على القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

وحظرت حكومة الاحتلال كل مقومات الحياة عن غزة في إطار إجراءاتها العقابية وغير الإنسانية ضد سكان القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ورغم ذلك، إلا أنّ هناك إقبالًا من السكان على شراء القطايف. إذ اشترى ياسر صلاح وهو نازح من غزة كيلو واحد فقط من القطايف، لكنه أحجم عن شراء العسل والمكسرات اللازمة لتجهيزها لارتفاع أسعارها.

وقال صلاح (45 عامًا)، وهو يقيم في خيمة غرب رفح: "الجميع يحب القطايف، وهي من أهمّ الحلويات التي تُزيّن موائد رمضان".

وأضاف: "يوجد آخرين لا يجدون طعاما جراء حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين". بينما أوضح آخرون أنهم لا يتخيلون مائد إفطار رمضان دون هذه الفاكهة. مؤكدين "تقليص الكمية".

وتُعدّ القطايف من أقدم الحلويات التي ارتبطت بشهر رمضان، حيث تعود أصولها إلى الحضارة العربية القديمة، وتُصنع من خليط من الطحين والماء والخميرة، ويُمكن حشوها بأنواعٍ مختلفة من الحشوات، مثل الجبن أو المكسرات أو القشطة.

كما تتميز بمذاقها اللذيذ وسهولة تحضيرها، مما يجعلها من أكثر الحلويات شعبيةً في شهر رمضان. ويُمكن تحضيرها بطرقٍ مختلفة، سواءً بالشوي أو القلي.