جدد فصائل ومؤسسات فلسطينية التذكير بمعاناة الأسرى الفلسطينيين، في بيانات منفصلة صدرت عنها، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف اليوم (17 إبريل/ نيسان) ، مؤكدة مواصلة العمل والكفاح لتحريرهم.

وتمر ذكرى يوم الأسير الفلسطيني هذا العام، في ظل أوضاع مأساوية وغير مسبوقة يعيشها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.

وتصاعدت حملات الاعتقال في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ اندلاع الحرب على القطاع، حيث بلغ عدد المعتقلين داخل السجون 9500 أسير، فيما تمارس سلطات الاحتلال جريمة الإخفاء القسري ضد أسرى وأسيرات قطاع غزة.

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات الأسرى انطلاق الفعاليات لإحياء يوم الأسير الفلسطيني، مشيرة إلى أنها ستمتد إلى مخيمات الشتات وإلى العديد من عواصم العالم.

 

"حماس" تجدد العهد..

من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن هدف تحرير الأسرى في قلب معركة طوفان الأقصى المتواصلة، وأنه سيبقى على رأس أولوياتها، مضيفة: "لن تدّخر الحركة جهداً لإنجاز صفقة وفاء لهم، يتنسّمون فيها الحريَّة على أرض الوطن، بإذن الله وقوّته".

وقالت "حماس" في بيان، اليوم الأربعاء: "إنَّ تصعيد الاحتلال جرائمه وانتهاكاته ضد أسرانا وأسيراتنا في سجونه؛ من عزل انفرادي، وإهمال طبّي متعمّد، وتفتيش وإذلال، وتعذيب نفسي وجسدي، وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية؛ هي جرائم لن تفلح في كسر إرادتهم، وفي الوقت نفسه، لن يفلت مرتكبوها من العقاب، ولن تسقط بالتقادم مهما طال الزَّمن".

وحمّلت الحركة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة آلاف المختطفين المعتقلين في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي، الذين يتعرّضون لأبشع صنوف التعذيب والتنكيل الانتقامي، مستهجنة الصمت الدولي أمام استمرار جرائم الإعدام والقتل تحت التعذيب التي يتعرّضون لها في أماكن احتجازهم، ودعت للتدخل لإنقاذهم والإفراج الفوري عنهم.

 

فصائل المنظمة بلبنان..

أكدت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، أن قضية المعتقلين ستبقى حية وعلى سلمّ أولويات الشعب الفلسطيني وقيادته.

وأضافت في بيان صدر عنها، أن "الرئيس محمود عباس يشدد دائما وفي كل مناسبة على رفضه القاطع المساومة أو المُهادنة حول حقوق المعتقلين والشهداء وذويهم رغم كل الضغوطات، رغم قرصنة الاحتلال الإسرائيلي لأموال "المقاصة" لحرمان عائلاتهم من العيش بكرامة".

وطالبت الفصائل، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية بفضح ممارسات الاحتلال والتدخّل الفوري والعاجل للضغط على دولة الاحتلال وإلزامها بالانصياع للقانون الدولي والاتفاقات ذات الصلة.

 

المكتب الإعلامي الحكومي بغزة..

قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن الاحتلال "الإسرائيلي" يمارس أبشع صور التعذيب بحق الأسرى في سجونه، مطالبًا العالم بتحمَّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه قضيتهم الإنسانية.

وأضاف "الإعلامي الحكومي" في بيان صد عنه اليوم: "تمر علينا ذكر يوم الأسير الفلسطيني هذا العام في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة ضد المدنيين والأطفال والنساء للشهر السابع على التوالي، ومازال الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لأبشع أنواع الإجراءات الانتقامية، والتي تهدف إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم الأساسية".

وبيّن أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل خلال الحرب أكثر من 5000 أسير من قطاع غزة لوحده، مما يجعل أعداد الأسرى داخل سجون الاحتلال يقارب الـ10,000 أسير.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والحقوقي بتحمَّل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية والقانونية، والتدخل العاجل لحماية الأسرى من الانتهاكات الصارخة التي يتعرضون لها.

 

الجبهة الشعبية: الأمل بصفقة نوعية..

في بيان لمكتب الشهداء والجرحى والأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، قالت الجبهة إن سلطات الاحتلال تستفرد بأبشع وأفظع الجرائم الإنسانية منذ السابع من أكتوبر الماضي، من ضرب وحشي وإذلال واغتصاب وقتل وتكسير وحرمان من أدنى مقومات الحياة.

وأضافت: "ارتقى حتى اليوم حوالي خمسة عشر شهيداً جراء القتل المباشر أو الإهمال الطبي المتعمد، كان آخرهم عميد الحركة الأسيرة وحبيبها ومفكرها الرفيق القائد وليد أبو دقة، عدا عن الجرائم اللاإنسانية التي يتعرض لها أهلنا وأحرارنا في غزة هاشم حيث عشرات من الكوادر الذين مضى على اعتقالهم عشرات السنين".

وأشارت إلى أن أي صفقة نوعية يجب أن يتحقق فيها شروط المقاومة وهي: الإفراج عن 57 أسير من أسرى صفقة وفاء الأحرار الذين تم إعادة اعتقالهم، وعدم احتسابهم من عدد الأسرى في الصفقة، و إعادة الأسرى إلى أماكن سكنهم وعدم إبعادهم، والإفراج عن أسرى القدس، وفلسطينيي الـ 48، وعدم استثنائهم، والإفراج عن المرضى وكبار السن، ووجود ضمانات واضحة بعدم التعرض لهم وإعادة اعتقالهم".

وأكدت أن تحقيق هذه الصفقة وإن كانت جزئية، إلا أنها ستفتح الباب أمام تحرير كل الأسرى الفلسطينيين الذين تصر المقاومة على عدم التنازل عن أي أسير منهم، والذي نراه أيضاً أنه لن يطول أمد تحقيق هذا الأمر، لهدنة سيتبعها هدنات، والصفقة يتبعها صفقات متقاربة، النصر يتبعه انتصارات وخيار المقاومة هو السبيل إلى ذلك، وفق تعبيرها.

 

مؤسسات الأسرى..

بدورها، أشار نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى، في بيانات وتقارير مشتركة، بماسبة يوم الأسير الفلسطيني، إلى أن تاريخ السابع من أكتوبر شكّل محطة فرضت تحولات جذرية على واقع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، مضيفة "أن ذلك انعكس تلقائيا على كافة المعطيات التي تتعلق بهذه القضية، وعلى كافة الأصعدة وذلك في ضوء العدوان الشامل على شعبنا وأسراه، واستمرار الإبادة الجماعية بحقّ شعبنا في غزة منذ أكثر من 6 شهور متتالية".

وقالت مؤسسات الأسرى: "على مدار تلك الفترة نفّذت أجهزة الاحتلال بمستوياتها المختلفة، جرائم مروعة بحقّ الأسرى، أدت إلى ارتقاء 16 أسيرًا جرّاء عمليات التّعذيب والممنهجة، والجرائم الطبيّة، وسياسة التجويع، إضافة إلى جملة من الانتهاكات وعمليات التنكيل والاعتداءات التي طالت الأسيرات والأسرى منهم الأطفال وكبار السّن والمرضى".

وبينت أنه بالإضافة إلى ما تم الإعلان عنه من الشهداء الأسرى والمعتقلين، فإن قضية معتقلي غزة تبقى حبيسة لجريمة "الاختفاء القسري" التي فرضها الاحتلال عليهم منذ العدوان، حيث تعرض الآلاف من أبناء شعبنا للاعتقال خلال عمليات الاجتياح البري لغزة، منهم نساء وأطفال ومسنين ومرضى.

وأوضحت أن الاحتلال يواصل رفضه الإفصاح عن أي معلومات واضحة عن معتقلي غزة الذين ما زالوا رهن الاعتقال في السجون والمعسكرات، مشيرة إلى مجموعة من التقارير الذي كان إعلام الاحتلال قد كشف من خلالها مجموعة من المعطيات المروعة، كان أبرزها استشهاد 27 معتقلًا من غزة داخل المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.

 

معطيات حول الأسرى..

ويبقع حاليًا في سجون الاحتلال أكثر من 9500 معتقل، منهم 80 أسيرة، وأكثر من 200 طفل موزعين على سجون "مجدو، وعوفر، والدامون"، وفق المعطيات التي نشرتها مؤسسات الأسرى بمناسبة يوم الأسير.

فيما شهد عدد المعتقلين الإداريين ارتفاعًا ملحوظًا حيث وصل حتى بداية نيسان/ إبريل إلى أكثر من 3660 معتقلًا، من بينهم 22 من النساء، وأكثر من 40 طفلا.

أما عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال فقد بلغ 56 صحفيا، منهم 45 اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، وما زالوا رهن الاعتقال، من بينهم 4 صحفيات.

وتشير المعطيات إلى أنّ عدد المعتقلين القدامى بلغ بعد استشهاد الأسير المفكر وليد دقة 21 معتقلا، أقدمهم المعتقل محمد الطوس من بلدة الجبعة بمحافظة بيت لحم، المعتقل منذ عام 1985.

وهناك من بين الأسرى 600 معتقل يمضون أحكامًا بالسجن المؤبد مدى الحياة، لمرة واحدة أو لمرات عدة، وهنا المؤبد مفتوح، ومن دون تحديده بسنوات كما هو متعارف عليه في دول العالم،ويُعتبر الأسير عبد الله البرغوثي الأعلى حكماً، إذ صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 67 مرةيليه إبراهيم حامد 54 مؤبدا.

وحول الأسرى الشهداء، فقد ارتقى 252 أسيرًا بعد الاعتقال منذ سنة 1967، جرّاء التعذيب والإهمال الطبي المتعمد والقتل بعد الاعتقال، هذا بالإضافة إلى مئات آخرين توفوا بعد خروجهم من السجن، متأثرين بأمراض ورثوها من السجون.

أما عدد الشهداء المعتقلين المحتجزة جثامينهم فقد بلغ 27 شهيدًا، أقدمهم الشهيد أنيس دولة المحتجز جثمانه منذ عام 1980.