الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور في يوم الأسير.. أطفال نازحون يحلمون بجمع شملهم مع آبائهم

حجم الخط
437931299_1142488136792697_6186906471756121503_n.jpg
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

لم يتمكن الطفل عبد الرحمن الهباش وشقيقته الصغرى ليان، من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، من إخفاء اشتياقهم لوالدهما الأسير في سجون الاحتلال أيمن عاشور، حيث يحلمان برؤيته واحتضانه، مثل باقي أطفال العالم.

وتأتي الذكرى السنوية ليوم الأسير الفلسطيني، والتي تُصادِف 17 من أبريل/ نيسان كُل عام، في ظل إجراءات إسرائيلية هي الأشد والأقسى في تاريخ الحركة الأسيرة من حيث مستوى كثافة التعذيب والتنكيل والإجراءات الانتقامية التي فرضت على الأسرى داخل السجون، ومست بمصير الآلاف منهم.

وتحل الذكرى السنوية هذا العام ثقيلة على قلوب أطفال الأسرى، لا سيما في غزة، حيث تأتي مع تواصل الحرب الإسرائيلية المروعة والتي اعتقل جيش الاحتلال خلالها مئات الآباء وعشرات الأمهات من مختلف محافظات القطاع خلال الأشهر الستة الماضية.

ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال قرابة الـ 9500، منهم 80 أسيرة، وأكثر من 200 طفل موزعين على سجون "مجدو، عوفر، والدامون"، فيما شهد عدد المعتقلين الإداريين ارتفاعًا ملحوظًا حيث وصل حتى بداية نيسان الجاري إلى أكثر من 3660 معتقلًا، بينهم 22 سيدة، وأكثر من 40 طفلا وفق معطيات فلسطينية حديثة.

437958876_7803117963032676_7244042864808230289_n.jpg
 

اعتقال الأب وتدمير المنزل..

ولم يستطع الطفل عبد الرحمن الهباش إخفاء مشاعر الاشتياق لوالده، وقال لمراسل "وكالة سند للأنباء": "أشتاق لأبي واللعب معه واحتضانه ومرافقته إلى السوق، وزيارة منزل أقاربي وبيت جدي مثل بقية أطفال العالم".

ونوه إلى أن التواصل مع والده الأسير في سجون الاحتلال انقطع بعد أن نزحت عائلته من مخيم الشاطئ إلى مدينة رفح قبل 5 أشهر، "بعد أن دمر الاحتلال بيتنا بالشاطئ نزحنا من هناك ولم أسمع صوت والدي بعدها".

واعتقل عبد العزيز الهباش (48 عاما) والد عبد الرحمن وليان، أثناء نزوحه عبر الحاجز العسكري الإسرائيلي الفاصل بين مدينة غزة ووسط وجنوب القطاع، يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 الماضي.

ومنذ ذلك الوقت انقطعت أخبار "عبد العزيز" عن أسرته؛ إذ تقول ابنته ليان: "آخر اتصال كان مع أبي قبل دخوله الحاجز بربع ساعة، وبعدها لم نسمع صوته، ولا نعرف شيئًا عنه".

وتضيف ليان "في يوم الأسير أخاطب أبي أن يصبر ويصمد؛ لأن يوم الحرية بات قريبًا وسيعود لنا وسنعود جميعا إلى بيت حانون نعمر منزلنا من جديد".

وتعاني أسرة الهباش من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة لا سيما وأنها تقطن في خيمة مثل معظم النازحين غرب مدية رفح، وتتفاقم أوجاعها في ظل انقطاع أخبار رب الأسرة رغم التواصل المستمر مع الصليب الأحمر الدولي.

437931299_1142488136792697_6186906471756121503_n.jpg
 

أسرة نازحة بدون مُعيل..

وقالت والدة عبد الرحمن وليان لـ "وكالة سند للأنباء"، إن حياتهم انقلبت رأسًا على عقب بعد اعتقال زوجها ونزوحها وقصف وتدمير منزلها في مخيم الشاطئ.

وأضافت: "لم نتوقع اعتقاله (زوجها).. خرجنا قبله إلى الجنوب وهو قرر الخروج بعد 5 أيام من نزوحنا، وكان يحمل بعض الملابس والأغراض من أجل إعانتنا على الحياة في الجنوب".

وتوضح أنها وجهت عدة رسائل لمنظمة الصليب الأحمر الدولي للوقوف على مصير زوجها "لكن دون جدوى"، ورغم ذلك لم تستسلم؛ "أتوجه دومًا للسؤال عنه حاملًا صورته في كل مرة يُفرج فيها عن أسرى من سجون الاحتلال، لعل أحد قد التقى به أو رآه".

وتشير "أم عبد الرحمن" إلى أنها علمت من أحد الأسرى الذين خرجوا ضمن الدفعة الأخيرة أن زوجها معتقل في معسكر إسرائيلي شرق غزة، وأن فرصة خروجه من الأسر أصبحت قريبة جدا.

ودأب جيش الاحتلال على اعتقال الفلسطينيين أثناء اجتيازهم الحواجز العسكرية التي نصبها جنوب مدينة غزة أو في أماكن توغله مثل مدينتي خان يونس وحمد، حيث تتحول الحلبات لكمائن لاعتقال وتغيب الفلسطينيين.

photo_2024-04-17_16-19-59.jpg
 

وقال أطفال الأسير أيمن عاشور من بلدة بيت حانون إنهم يتوقون لرؤية والدهم واحتضانه واللعب معه كما كانوا يفعلون قبل بضعة أشهر.

ياسر عاشور (14 عاما) وشقيقه عمرو (12 عاما) لا يتوقفان عن المشاركة بالفعالية المساندة لقضية الأسرى الفلسطينيين بعد اعتقال والدهم أيمن أثناء نزوحهم من بيت حانون إلى رفح في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.

ويقول "ياسر" إن والده كان يحمل شقيقته الصغرى ويسير معهم على الحاجز الإسرائيلي جنوب مدينة غزة عندما تم اعتقله من قبل جيش الاحتلال دون رحمة أو شفقة.

ويوضح الطفل الفلسطيني أنه لا يعرف سبب اعتقال الاحتلال لوالده سوى الانتقام من الإنسان الفلسطيني وعائلته وأطفاله. متسائلًا: "ما ذنبي وأشقائي أن نعيش دون أب في ظل النزوح والحرب والقصف والترويع؟!".

photo_2024-04-17_16-20-04.jpg
 

إجراء انتقامي..

من جانبها، قالت الناشطة في قضايا الأسرى تغريد المدلل، إن يوم الأسير الفلسطيني يأتي هذا العام في ظل إجراءات إسرائيلية غير مسبوقة ضد الحركة الأسيرة، مست بمصير الآلاف منهم.

وأضافت المدلل لـ "وكالة سند للأنباء" أن تلك الإجراء الانتقامية تعبر عن فاشية الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف جرائم الاحتلال بحق شعبنا وأسرنا.

photo_2024-04-17_16-20-18.jpg