الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

وقائع مرعبة من التعذيب .. شهادات جديدة عن معاناة أسرى غزة

حجم الخط
أسرى مفرج عنهم من غزة.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

مع كل شهادة يدلي بها أسير أو أسيرة من المفرج عنهم من سجون الاحتلال تتكشف فصول مرعبة من التعذيب الإسرائيلي ضد أسرى غزة وسط صمت مخجل من العالم بأسره.

وكشفت شهادات استعرضتها وكالة سند للأنباء لأسير وأسيرة من المفرج عنهم عن دلائل جديدة على ما يرتكبه سجانو الاحتلال من تعذيب وحشي يقترب من السيادة ويعكس النزعة العنصرية.

تعرية وضرب وإهانات

يروي م. س، (فضل عدم ذكر اسمه) ويبلغ من العمر 34 عاماً، متزوج وأب ل4 أطفال، تفاصيل مع تعرض له منذ اعتقلته قوات الاحتلال خلال نزوحه من شمال غزة إلى الجنوب في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

يقول: "أثناء الطريق وقبل عدة أمتار من واد غزة، شاهدت قوة عسكرية إسرائيلية ضخمة، وأوقفتنا وطلب مني جندي اسرائيلي إبراز هويتي الشخصية ففعلت، ثم فتشني وأجبرني على خلع ملابسي، وقيد يدي برباط بلاستيكي بقوة، وشعرت ببرد شديد".

اقتاد جندي آخر المعتقل إلى خلف تلة ترابية وأعطاه بلوزة وبنطال خفيفين، ثم أجبره على الجلوس أرضاً -وفق شهادته التي نشرها مركز الميزان لحقوق الإنسان- قبل أن يضربه على أنحاء متفرقة من جسده، مع شتمه بألفاظ نابية.

وأضاف: استمر ذلك لحوالي (4) ساعات تقريبا بشكل متقطع. سمعت أصوات ضرب بجانبي يبدو أنها لمعتقلين مثلي، ثم عصبوا عيناي واقتادوني عبر وسيلة نقل، سارت لمسافة تقدر بحوالي الساعة تقريباً.

يتابع: أنزلوني بعد ذلك منها، واقتادوني مشياً على الأقدام، وشاهدت من تحت العصبة أنني أدخل إلى غرفة، وأعطاني جندي غطاء خفيف، ومكثت في هذا المكان ولم أستطع النوم يومها بسبب البرد الشديد. 

وعند حوالي الساعة 5:00 من فجر اليوم التالي أجبر المعتقل على الجلوس أرضاً، وقدموا له طعاما قليلا، واستمر حجزه في المكان 24 يوم تقريبا، دون أن يتم التحقيق معي.

وقال: بعد ذلك جرى التحقيق معي لمدة ساعة تقريبا، وكان يتخلل ذلك ضربي بقبضة اليد على أنحاء متفرقة من جسدي وخاصة صدري ووجهي، وسألني عن أماكن إطلاق الصواريخ وعن نشاط حركة حماس، وأنا لم أكن أعرف شيئاً. 

في اليوم التالي أجبر م. س على التوقيع على محضر أقوالهن ثم اقتاده جنود الاحتلال في حافلة مع مجموعة معتقلين- إلى موقع جديد وقام حوالي 6 جنود بالاعتداء عليه بالضرب بأيديهم وأرجلهم على أنحاء متفرقة من جسده لمدة 15 دقيقة تقريباً.

يتذكر بمرارة ما حدث في ذلك اليوم قائلا: ضربني أحدهم بقدمه على وجهي، فشعرت بألم شديد في فكي الأيمن، ثم عرضوني على طبيب بشكل سريع وظاهري لم يعطيني علاج.

يضيف: ثم نقلوني بواسطة حافلة (باص) إلى سجن النقب، ووضعوني في غرفة، وكنت أتعرض للضرب لمدة 15 دقيقة تقريبا بالأيدي. استمر ذلك لمدة 12 يوم تقريبا، لم أر الشمس خلالها. وكنت استحم وأشرب من مياه غير نظيفة، وأرقد على البلاط.

ويتابع: ثم نقلوني إلى خيمة مكثت بداخلها لمدة 18 يوم تقريبا. بعد ذلك نقلوني عند حوالي الساعة 3:00 فجراً بواسطة حافلة (باص) سارت بنا حوالي 4 ساعات تقريبا، حتى وصلنا إلى معبر كرم أبو سالم، حيث تم الإفراج عني برفقة حوالي 150 معتقل.

ناريمان فقدت شقيقها وعانت الاعتقال

نماريمان، متزوجة وأم لأربعة أطفال، عاشت هي تجربة الاعتقال القاسية بعد اعتقالها في 24 ديسمبر/كانون الأول 2023، من مدرسة عمرو بن العاص التي نزحت إليه بعد نزوح متكرر منذ بداية الحرب، التي استشهد فيها شقيقها وثلاثة من أبنائه. 

تقول: "مكثنا في مدرسة عمرو بن العاص 20 7 يوما تقريبا من تاريخ 2 ديسمبر/كانون الأول حتى تاريخ 24 ديسمبر. في ذلك اليوم سمعنا أصوات انفجارات قوية وسمعنا أصوات الدبابات تتجه إلينا وسمعنا صوت الرشاشات وهي تطلق على منازل محيطة بالمدرسة وصوت تكسير أبواب، فاختبأ جميع النازحون داخل الصفوف في المدرسة. 

تضيف: عند الساعة 10:00 صباحا اقتحم جيش الاحتلال المدرسة وطالب عبر مكبرات الصوت الجميع بالخروج إلى ساحة المدرسة، وقاموا بتقسيمنا لقسمين قسم للرجال وقسم للنساء. قاموا بتعرية جميع الرجال وتركهم فقط بالملابس الداخلية، من ثم تم تجميعهم بطوابير واخراجهم على دفعات كل دفعة عبارة عن 5 رجال، ويخرجوهم عاريين إلى ساحة مسجد التقوى المجاورة للمدرسة.

وتتابع: ألحقونا نحن النساء والأطفال إلى ساحة مسجد التقوى في طوابير، وعند وصولنا الى ساحة المسجد نادى علي جندي وقال لي "إنت الي لابسة بني اقفي على جنب بجوار باب المسجد". كنا حوالي سبع سيدات وطلبوا هوياتنا وبعد التدقيق بهم، طلب الضابط من مجندة تفتيشي بجوار المسجد بمكان معزول عبر شوادر، فقامت المجندة بتفتيشي بشكل كامل وخلعت ملابسي بالكامل دون أي شيء، ومن ثم صحبتني إلى الضابط في ساحة مسجد التقوى.

 سألها الضابط الإسرائيلي عن ما حدث في 7 أكتوبر، وعن عناصر من حماس وأماكن تواجدهم وأماكن الأسرى، ولأنها لا تملك إجابات لم تجب، لذلك أمر باعتقالها على الفور.

تقول: قامت مجندة بتعصيب عيناي وربط أيدي بمربط بلاستيكي إلى الأمام. ثم قاموا بوضعي داخل جيب عسكري برفقة ست معتقلات وقاموا بنقلنا إلى منطقة زيكيم. 

تتابع: كنت أشاهد الطريق لأنني استطعت أن أزيل طرف العصبة على عيناي. كانت تمشي خلفنا دبابة عسكرية وعليها رشاش موجه علينا. أنزلونا بعدها بمنطقة زيكيم داخل منطقة لا أعرف شيئا عنها وأجلسونا على الحصى لمدة ساعتين.

وذكرت أن مجندة عصبت عينيها بإحكام وربطت يديها بربط بلاستيكي خلف ظهره، ثم نقلوها مع باقي المعتقلين وسط ضرب وشتائم مهينة.

معتقل عانتوت

 وقالت: وصلنا بعد ذلك لمكان لا أعرف عنه شيئا وهو بجوار معتقل عانتوت بالقرب من جبال القدس. وأثناء نزولي من المركبة قامت مجندة بدفعي بقوة فأسقطتني على الأرض وأصبت بعيني اليسرى والجهة اليسرى من وجهي وأدخلوني إلى غرفة. قامت مجندة بتجريد ملابسي بالكامل وأعطتني ملابس أخرى لونها رمادي. 

وأشارت إلى أنها نقلت إلى معتقل عانتوت وهو عبارة عن بركس مغلق من السقف والجدران وله ثلاثة أبواب ومساحته حوالي 300 متر ومفتوح على بعض.

تضيف: كان عددنا 9 أسيرات داخل البركس، ولقد كان لكل أسيرة فرشة رقيقة وبطانية خفيفة. وكانت وجبات الطعام عبارة عن ثلاث وجبات في اليوم متشابهات يجمعهم الجبنة والخبز وتختلف بينهم الكمية. بقيت في المعتقل ثمانية أيام ولم يتم استدعائي لأي جلسات تحقيق خلالها.

تتابع: كانوا يقومون كل صباح بإزعاجنا عن طريق طرق الأبواب بصوت عالي ويبدأ الجنود بالصراخ. كان يتم ايقاظنا يوميا من الساعة السادسة صباحا، وكان يطلب منا الوقوف في طابور كل صباح، للتأكد من وجودنا وعددنا داخل المعتقل. 

وخلال اليوم كله كان المعتقلون والمعتقلات مربوطي الأيدي إلى الأمام ويتناولون الطعام وهم مربوطي الأيدي ويستخدمون الحمام وهم مقيدين، وكان هذا هو الروتين المكرر على مدار الثمانية أيام من وجودها داخل المعتقل.

رفض تقبيل على الاحتلال

وأشارت إلى أن إحدى المجندات طلبت منها تقبيل علم اسرائيل عندما رفضت ضربت على رأسها بيدها بقوة، ونقلت بعدها إلى سجن الدامون.

تقول: عند وصولنا السجن جاءت مجندة فقامت بفك العصبة من عيناي وفك يداي، وقامت مجندة أخرى بخلع ملابسي وتفتيشي بالكامل، وأرسلتني إلى غرفة التحقيق وكان يوجد بها ضابط تحقيق، وكانت عبارة عن غرفة مساحتها 12 متر مربع ويوجد بها طاولة وكرسي، ويوجد أمام المحقق جهاز لابتوب.

تضيف: سألني المحقق عن زوجي وأولادي وأهلي وعن عمل زوجي، فأبلغته بأنه موظف في السلطة الفلسطينية في جهاز حرس الرئيس، وسألني عن دراسة أولادي ومكان دراستهم وأبلغته بأننا لا علاقة لنا بحماس لا من قريب ولا من بعيد، وبعد ذلك أخرجوني من غرفة التحقيق وتم عرضي على طبيب السجن وتم فحص الضغط والحرارة والوزن، ليدخلونا بعد ذلك إلى سجن النساء.

كان في ذلك السجن 102 أسيرة من غزة والضفة الغربية، وحجزت في غرفة مساحتها 9 متر مربع، برفقة خمس أسيرات لعدم وجود غرف أخرى وعدم وجود متسع داخل السجن. وكانت الغرفة سيئة جدا ولا يوجد بها تهوية، حيث يوجد بها شباك صغير مغطى بالحديد ويوجد بجانبها حمام.

وبعد بأسبوع كان لها أول جلسة تحقيق في هذا السجن، وكانت الأولى والأخيرة، حيث أفرج عنها في 8 فبراير/شباط 2024.