الساعة 00:00 م
الخميس 09 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.64 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.71 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

"حرب غزة" تسرق حياة العاملين وترفع معدلات البطالة

حجم الخط
عمال غزة.jpg
فاتن الحميدي- غزة- وكالة سند للأنباء

لم تكتف الحرب الطاحنة على قطاع غزة المستمرة في شهرها السابع بتدمير البيوت والمباني وارتكاب المجازر فحسب، بل دمرت حياة كل عامل يصارع صفوف البطالة قبل السابع من أكتوبر، حتى كوته بنيران القعود عن العمل أضعافاً مضاعفة.

سرَقَت فرص العمل..

فهذه الحرب سرقت من الشابة ساجدة أبو كرش فرصتها بالعمل بعد أن كانت تضع قدميها على بداية الطريق لتحقيق هدفها بأن تصبح أكاديمية في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، لكن الحرب باغتت كل الآمال والطموحات.

تقول "أبو كرش" إن هذه الحرب أفقدتها في البداية عملها كمدربة في المركز الإعلامي بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وعملها كأكاديمية فيها، بعد أن توقفت الجامعات عن العمل.

وتتابع حديثها لمراسلة "وكالة سند للأنباء": "الحرب لم تفقدنا العمل فحسب بل دمرت آمالنا وذكرياتنا بتدمير عدة أجزاء من مبنى الكلية في شارع 8 بمدينة غزة".

وتجوب عدة تساؤلات في خاطر ضيفتنا التي ما لبثت تتساءل عن حال التعليم والعمل حتى بانتهاء الحرب، وتقول: "سيبقى القطاع عاطلاً لمدة ليست بالقصيرة، وسنتجرع مرارة الأحوال القادمة ونحن في مقتبل العمر وريعان الشباب".

وتلفت "أبو كرش" إلى أن الحرب جعلت الشباب يعيشون في طوابير البطالة أضعافاً عمَّا كان سابقاً، وأصبح شغلهم الشاغل البحث عن فرصة عمل في ظل الأوضاع الصعبة التي يتعرضون لها في القطاع.

وترى أن انقطاع الإنترنت عن شمال قطاع غزة أحد أهم العوامل المساعدة في ضياع فرص العمل، فلم تبقَ أي فرصة للعمل من جديد، ناهيك عن فقدان التواصل مع العالم الخارجي وفقدان العمل الذي كنا نشغله على منصات العمل الحر.

وبحسرة بالغة، تتابع ضيفتنا "الحرب أخذت منا كل شيء جميل، قضت على الأمان والاستقرار والعمل، وأُبدِل ذلك مكانهم بالخوف والفقد والتنقل والنزوح من مكان إلى آخر.

"قهر الرجال"..

وليس حال الخمسيني غسان سويلم بأفضل، بل هو حال كل عامل يومي أو حتى عاملٍ في القطاع الخاص أفقدتهم الحرب مصادر رزقهم.

يقول "سويلم" لـ "وكالة سند للأنباء"، إنه كان يعمل كحارسٍ لأحد الشاليهات وسط القطاع، ويتقاضى أجراً يومياً بسيطاً نهاية كل أسبوع، وبالكاد كان يستطيع تلبية حاجات أسرته الأساسية.

ويضيف أن الحرب فاقمت أزمة العمل والبطالة في القطاع، فلم يتمكن من الذهاب للحراسة بسبب خطورة الأوضاع، إلى أن اكتظت الشاليهات بالنازحين وطال أمد الحرب، فلم يتمكن من العودة لمصدر رزقه الوحيد.

وبحُرقة تعتصر القلب، يوضح "سويلم": "بالكاد كنا ندير حياتنا وبالأسعار البسيطة قبل الحرب، بينما الآن زاد الحمل، وتفاقمت المسؤوليات ونعيش على بركة الله".

ويتخوف "ضيف سند" من فقدان عمله نهائياً حتى بانتهاء الحرب، فقد يتخذ مالكو الشاليهات منها بيوتاً بعد أن دمرت آلة الحرب الإسرائيلية بيوتهم، ما يُنهي عمله بالحراسة.

"الله بيستر وبيرزق لكن الحال صعب"، بهذه العبارات يختم ضيفنا حديثه الممزوج بقهر الرجال، متمنياً انتهاء الحرب وعودة العاملين لما كانوا عليه.

ارتفاع نسبة البطالة..

وتُظهر تقديرات صادرة عن منظمة العمل الدولية والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن حوالي 201,000 وظيفة فُقِدت في قطاع غزة بسبب الحرب المستمرة، وهو ما يمثل حوالي ثلثي إجمالي العمالة في القطاع.

وفي حال استمرار الحرب لربع ثانٍ، أي حتى نهاية حزيران/ يونيو 2024، فمن المتوقع أن يرتفع المعدل السنوي للبطالة إلى 45.5%.

وتصف منظمة العمل في تقرير لها حصلت "وكالة سند للأنباء" على نسخة منه، الحال في القطاع بـ "أزمة إنسانية عميقة".

وأشارت إلى أنه "في كل غزة، تضررت البنية التحتية بشكل بالغ، وأغلقت الشركات، وحدثت موجة واسعة من النزوح، في ظل نقص الماء والطعام، مما أدى إلى شلل النشاط الاقتصادي".

وتلفت إلى أن الوضع كان "سيئا في غزة قبل الحرب الحالية، نتيجة حصار للقطاع دام 17 عاما، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وهشاشة الوضع الاقتصادي".