نبه رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يرتكب جرائمه في قطاع غزة ويُجوّع ويُحاصر أهلنا في القطاع ويجتاح رفح، ويخوض معارك إجرامية في كل أنحاء غزة.
وشكر "مشعل" في كلمة له اليوم السبت، خلال مؤتمر "طوفان الأحرار" بمدينة إسطنبول التركية، كل من ضحى من أجل فلسطين بمختلف السُبل والطُرق الجهادية والمالية، والتظاهرات والمقاطعة، ونصر غزة وقدم الرواية الفلسطينية.
واستطرد: "العدو ما زال يرتكب جرائمه في الضفة، وساحات الأقصى ما زالت تشهد الانتهاكات والاستباحة لمسجدنا المبارك من قطعان العدو (جنوده ومستوطنيه)". مستدركًا: "عدونا يلاحقنا في كل مكان".
وأكد: "نحن أمام عدوان مستمر، وفي المقابل بفضل الله تأتينا الرسالة من غزة العزة؛ المقاومة بخير بفضل الله، أعادت التموضع في كل مكان". لافتًا النظر: "الحاضنة الشعبية رغم آلامها صامدة ملتفة حول المقاومة".
وقال رئيس حركة "حماس" في الخارج: "غزة العزة تقف في وجه حرب عالمية تقودها أمريكا وبعض العواصم الغربية مع الكيان الصهيوني".
وأوضح أن "العالم يتغير، وغزة كشفت عن الأصالة في الإنسانية، وعن الروح في أمتنا، فنحن اليوم أمام مشهد يبعث فينا الثقة بالنصر، واليوم هذا التغير في الساحة الإقليمية والدولية يقول لنا: نحن المنتصرون، نحن المنغرسون في أرضنا".
وأشار إلى أن الاحتلال "يتقهقر ويفقد ثقته بنفسه ويتآكل". مبينًا: "تنتقل الأزمة إلى صفوفه (الاحتلال) الداخلية، يتنازعون فيما بينهم، لأن الشعور بالهزيمة يثير لديهم الإحباط".
وأفاد بأن "العدو تعود أن يخوض معارك سريعة خاطفة، أما أن يخوضها 8 أشهر ضد غزة فيعجز أمامها، هذا بعث فيه روح الهزيمة؛ إسرائيل اليوم تهتز جدرانها وقواعدها، وتعود إلى نقطة الصفر".
وجدد التأكيد: "نحن أمام لحظة تاريخية بكل أمانة وبدون مبالغة، أمام فرصة لهزيمة إسرائيل بإذن الله، وفرصة لتفكيك المشروع الصهيوني، ونضع أقدامنا على طريق التحرير وحسم الصراع".
وأردف: "هذه أرض لا تقبل إلا أن تكون عزيزة كريمة تحت لواء الأمة العربية والإسلامية، هذه الأرض المباركة، (..)، أرض النبوات والرسالات، (..)، روح الأمة النابض".
وتابع: "نحن أمام فرصة لتغيير العالم ولتكون فلسطين بركة للعالمين بالقضاء على الصهاينة وعلى مشروعهم الأثيم الذي يريد شراً بالعالمين، ليس فقط بالعرب والمسلمين".
ودعا خالد مشعل، الأمة العربية والإسلامية إلى مواصلة ما بدأته منذ اللحظة الأولى بعد 7 أكتوبر؛ "الفعاليات والبرامج التي فعلتموها طوال الشهور الثمانية الماضية، عليكم أن تواصلوها".
وأضاف: "نحن ما زلنا في قلب الطوفان وفي قلب المعركة. لذلك واصلوا جهادكم بكل ما تستطيعوا". مطالبًا بـ "طوفان القانون" لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم.
واستدرك: "نريد أن ننخرط في معركة الجهاد والمقاومة، اليوم واجبنا أكبر من كل ما فعلناه، نعم، هناك مشاركات جهادية مباركة يشكر أصحابها من جبهات عدة، نريد اليوم أن تنخرط الأمة بكليتها في المعركة في الميدان".
ونبه إلى أن "بُعد المسافات لا يعفينا من واجب الجهاد والمقاومة". داعيًا إلى "طوفان الضغط السياسي والاعتصامات".
وبيّن القيادي في حماس: "نريد جبهة سياسية عريضة تواجه الصهاينة وتواجه الإدارة الأمريكية التي ما زالت تصطف مع نتنياهو رغم خلافها معه، وتدعمه بأدوات الدمار وتعلن أنها لا تتخلى عن حماية إسرائيل".
ودعا الدول العربية والإسلامية إلى "تغيير بعض المواقف". مؤكدًا أنها "قادرة على تشكيل هذه الجبهة، وقيادتها والمبادرة لها، وجمع الشرق والغرب على كلمة سواء، على موقف رجولي إنساني يضع حداً للجريمة الصهيونية".
وطالب في نهاية كلمته بـ "ترجمة سياسية توقف هذا العدوان، والأمة قادرة". داعيًا "أبناء الأمة" إلى الانخراط في معركة الجهاد والمقاومة والانطلاق إلى جبهة سياسية لوقف الجريمة على أرض غزة.