قال الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" أبو عبيدة، إن معركة طوفان الأقصى جاءت كضربة استباقية للاحتلال الإسرائيلي بعدما وصل تخطيطه مراحله النهائية للقيام بضربة كبرى للمقاومة في غزة، مشدًا أن المقاومة صامدة وتثخن في الاحتلال بعد مرور عام على العدوان من الـ7 من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وأكد "أبو عبيدة"، في كلمة متلفزة له، اليوم الاثنين، تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أن المقاومة باقية بالرغم من اغتيال قادتها، "ولو كان اغتيال القادة يؤثر على المقاومة لانتهت منذ اغتيال عز الدين القسام قبل 90 عاماً".
ولفت أبو عبيدة في مطلع كلمته إلى أنه وبعد مرور عام على معركة طوفان الأقصى التي انطلقت صباح يوم الـ7 من أكتوبر/تشرين أول الماضي، "فنحن أمام شعب فلسطيني أسطوري بصمود أسطوري رغم الخذلان وبطش عدو يسانده الأمريكان والغرب".
وأضاف "نحدثكم من غزة العصية الصامدة القاهرة بعد مرور عام على أكثر عملية كوماندوز احترافية هزت جيش الاحتلال بكل أجهزته، وغيرت المنطقة".
وتابع "معركة طوفان الأقصى جاءت بعدما توغل الاحتلال الإسرائيلي في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى، فهذا الاحتلال وخصوصا حكومته الحالية الإرهابية لا تريد أن ترى فلسطينيا غرب نهر الأردن".
وشدد أن "عمليات المقاومة تستنزف القدرات الأمنية والدفاعية للاحتلال، وتكبده خسائر اقتصادية وتفرض على مستوطنيه التهجير، فبعد مرور عام على طوفان الأقصى الاحتلال الوحشي المجرم منبوذ من كل العالم، ولا يفكر سوى ببناء الأسوار العازلة والاستقواء بسلاح الجو الأمريكي".
وبين "أبو عبيدة" أن "مقاتلينا ومقاومو شعبنا يواصلون صمودهم البطولي في كل شبر من قطاع غزة"، مشيراً إلى أنهم "أسقطوا آلافا من جنود الاحتلال قتلى وجرحى وأخرج من الخدمة مئات الآليات العسكرية".
وقال "عام كامل ونحن نقاتل في معركة غير متكافئة عدوا مجرما، على كافة محاور القتال وعلى امتداد غزة، وقتلنا واستهدفنا مئات الجنود ودمرنا آلياته ومركباته مع تطوير في التكتيكات".
وأضاف "طورنا تكتيكاتنا وتشكيلاتنا القتالية بشكل مستمر ومتواصل وغير متوقع لقوات الاحتلال مما يتناسب مع كل السيناريوهات المتوقعه، ونجح خيارنا في الاستمرار بالمواجهة والاستنزاف للاحتلال".
وأكد "أبو عبيدة" على أن "العدو المتغطرس لا يفهم دروس التاريخ ولا حقائق الواقع ولا ثقافة شعبنا وأمتنا، فهذه الأرض تنبت المقاومين كما تنبت الزيتون، وتورث الإباء للأجيال جيلا بعد جيل، وخيارنا هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة مع هذا الاحتلال والمعارك أثبتت نجاح هذا الخيار".
أسرى الاحتلال في غزة..
وفيما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين، أشار "أبو عبيدة"، "نقول لجمهور الاحتلال إنه كان بإمكانكم استعادة أسراكم منذ عام لو ناسب ذلك طموحات نتنياهو(رئيس وزراء حكومة الاحتلال)، ومصير الأسرى مرهون بقرار من حكومة الاحتلال".
وتابع القول "ما حدث مع الأسرى الستة في رفح ربما يتكرر مع آخرين طالما يتعنت نتنياهو وحكومته الإرهابية"، مشددا على أن "لدينا تعليمات أنه إذا تعرض الأسرى للخطر أو لاشتباكات قريبة يتم نقلهم إلى أماكن أخرى أكثر أمنا".
ولفت "أبو عبيدة" إلى أن "المخاطر على الأسرى الإسرائيليين تتعاظم يوما بعد يوم، ومناطق الاشتباك يتعرض فيها الأسرى لتقاطع النيران وربما لنيران جيش الاحتلال نفسه".
وبين أن "كل مجموعاتنا المكلفة بحراسة الأسرى لديها تعليمات، بأن أي توغل إسرائيلي لمكان أسرهم، يعني بأن القرار يعود للمقاومين في الميدان".
وثمن "أبو عبيدة" ما يقوم به مقاومو الضفة الغربية، وقال إن "أبطال الضفة يمرغون أنف الاحتلال؛ من جنين الى طوباس الى طولكرم الى نابلس الى الخليل، فما عملية يافا الأخيرة إلا حلقة واحدة في ما هو قادم، والقادم أمرّ وأقسى بإذن الله".
ودعا مقاومي الضفة إلى "تصعيد مقاومتهم للرد على عنهجية الاحتلال وجرائمه، فالاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، والسلاح لا يواجه إلا بالسلاح".
ووجهة "أبو عبيدة" رسالة إلى كل المقاومين في المنطقة من جبهات الإسناد، بالقول "ما يجري في الإقليم من عمليات إسناد مواقف مقدرة وعظيمة في نظر شعبنا، ونبارك جهود جبهة الإسناد في اليمن ونثمن حراكهم الشعبي"، مشيراً إلى أنه "وبعد مرور عام على معركة طوفان الأقصى مسيّرات اليمن والعراق تتجول في سماء فلسطين المحتلة وتضرب العدو وتكبده خسائر كبيرة".
وأضاف "نقول لإخواننا في حزب الله أيضاً؛ نحن على ثقة في قدراتكم على هزيمة الاحتلال وإنهاكه وصد عدوانه، وإننا على ثقة من بأسكم وقوتكم لتكبيده خسائر مؤلمة"، وتابع "فالاحتلال الإسرائيلي اليوم يعيش منبوذا من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة، وعمليات المقاومة في كل المنطقة تستنزف القدرات الأمنية والدفاعية للاحتلال وتكبده خسائر كبيرة".
ودعا "أبو عبيدة" الأمة العربية والإسلامية وقادتها وعلمائها إلى "تجاوز مرحلة الإدانة اللفظية، ونقول لهم هل تنتظرون خبر هدم المسجد الأقصى المبارك"، وأضاف "ندعو إلى أكبر تضامن عربي وعالمي مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومقاطعة الاحتلال، وإطلاق أوسع هجوم سيبراني عليه".
وختم "أبو عبيدة" بالقول "نحن نعمل بإرادة الله وعلى عينه، يخلف القائد قادة والجندي عشرة والشهيد ألف مقاوم، وهذه الأرض تورث المقاومين كما غصون الزيتون، وما استشهاد القائدين الكبيرين إسماعيل هنية وحسن نصر الله إلا دليل واضح على عدم فهم العدو طبيعة المقاومة".
وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.