يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت أن عملية "طوفان الأقصى" ستسجل في كتب التاريخ بأنها التجربة الأكثر تقويضاً لعقيدة الأمن الإسرائيلية، التي صيغت واعتمدت في خمسينيات القرن الماضي.
ووفقاً لشلحت فإن عقيدة إسرائيل الأمنية تقوم على أربعة أسس هي: الردع، والإنذار المبكّر، والحسم، والدفاع.
مضيفاً في مقالة اطلعت عليها "وكالة سند للأنباء":"إذا ما تم التوقف عند كل واحد من هذه الأسس، فبالإمكان العثور على عدة براهين تثبت هذا الفشل على أكثر من صعيد واتجاه، وهو ما يقرّ به باحثون وخبراء في الشؤون الأمنيّة".
وحسب شلحت فإن الخبراء المختصون في موضوع عقيدة الأمن الإسرائيلية يطالبون بإعادة صياغة هذه العقيدة، لتصبح أكثر ملائمة للظروف الجديدة الديناميكية.
وعن هذه الظروف الجديدة، يقول الباحث في الشأن الإسرائيلي:"العولمة، والثورات التكنولوجية في مجالات الاتصالات، والسايبر، والفضاء، والتغيرات الجيوسياسية الإقليمية والدولية، وتبدّل طبيعة الحروب، والمستجدّات في المجتمع الإسرائيلي، تستدعي هذه الإعادة".
إضافة لهذه التحديات، يكتب شلحت عن زيادة أهمية الساحة البحرية من المنظور الإسرائيلي، والتي طرحت بقوة خلال الحرب الحالية.
ضرورة استبدال الأسس الأربعة
ويتحدث شلحت عن اجتهادات إسرائيلية جديدة تدعو إلى إعادة صياغة عقيدة أمنية إسرائيلية جديدة، بعد أن حطمت "طوفان الأقصى" الأسس القديمة.
وينقل شلحت عن مدير في هيئة شعبة العمليات في هيئة الأركان التابعة للجيش، دعوته لضرورة استبدال الأسس الأربعة القديمة (الردع، الإنذار المبكّر، الحسم، الدفاع) بأخرى جديدة: طول نفَس قومي وعسكري لمواجهات مستمرّة؛ مرونة تتيح إمكان الانتعاش السريع من المفاجآت في أثناء القتال؛ إثبات أفضلية نسبية في مواجهة تهديدات جديدة طوّرها الخصم.
غير أن هذا المسؤول الأمني يقرّ بأن هذه الأسس الجديدة المقترحة ليست قابلة للتقدير أو للقياس، في حين أن الأسس السابقة كانت قابلة أكثر لهذا الأمر.