في ظل الفشل بتحقيق أهدافها

ترجمة خاصة.. واشنطن بوست: إسرائيل تبحث "تحولاً نحو التراجع" في غزة

حجم الخط
الحكومة الإسرائيلية
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن أغلب القادة الإسرائيليين متفقون على أن الوقت قد حان للتفكير في عملية انتقالية في غزة، حيث تريد الحكومة الإسرائيلية "تحولاً نحو التراجع" حتى تتمكن من التركيز بشكل أكبر على التهديد المتزايد الذي يشكله حزب الله في لبنان.

وسلطت الصحيفة في تحليل مطول لها، الشكوك التي تخيم على استراتيجية اليوم التالي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في ظل الفشل بتحقيق أهدافها وعلى رأس ذلك القضاء على المقاومة الفلسطينية.

وقالت الصحيفة إنه عند الطلب من أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين وصف كيف يبدو "اليوم التالي" في غزة، على افتراض إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار، يجيب بأنه "سوف يكون طويلاً ودموياً".

وذكرت الصحيفة أن "هذه هي الحقيقة الصارخة التي تواجه الوسطاء الأمريكيين وهم يسعون إلى التوصل إلى هدنة بدعم جديد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

المقاومة ستستمر

ذكرت واشنطن بوست أنه حتى لو تم إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار فإن "إسرائيل" ستحاول البقاء ملتزمة بتجريد الفصائل الفلسطينية من السلاح، ومن المؤكد أن حماس وباقي هذه الفصائل ستبقي تقاوم مثل هذا المسعى.

واعتبرت أن من الواجب على المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، إنشاء إطار زمني للحد من العنف والإصابات بين المدنيين عندما يبدأ هذا الصراع المروع في التراجع، وتتحرك إدارة بايدن في هذا الاتجاه، بدعم من القيادة العسكرية الإسرائيلية، إن لم يكن من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقد واصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن دبلوماسيته المكوكية المتقطعة هذا الأسبوع عندما سافر إلى المنطقة، وذكّر نتنياهو بأن "النصر الكامل" يمكن أن يكون سرابًا.

كما ذكر بلينكن نتنياهو بأن الولايات المتحدة "تعلمت بالطريقة الصعبة في العراق وأفغانستان أنها تستطيع الانتصار في كل معركة ولكنها تخسر الحرب لأنها تفتقر إلى استراتيجية سياسية واقعية".

كما يأمل بلينكن أن يقبل قادة حماس الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وبدء ما قد يكون طريقًا طويلًا ووعرًا بلا شك نحو سلام دائم وقد أرسلت الحركة "ردًا" يوم الثلاثاء لكن مسؤولي الإدارة لم يعلقوا على ما قد يعنيه ذلك.

خطة وهمية لليوم التالي

بحسب واشنطن بوست تمتلك "إسرائيل" خطة لليوم التالي، حسبما صرح المسؤولون، وقد أقرها مجلس الوزراء الحربي (بما في ذلك نتنياهو) قبل استقالة زعيم المعارضة بيني غانتس في نهاية الأسبوع الماضي.

وقد اقترح هذه الخطة وزير الجيش يوآف غالانت الذي لا يزال في الحكومة، ويطلق عليها الاسم المختصر "الفقاعات الإنسانية".

والفكرة هي أن "إسرائيل" تريد بدء عملية انتقالية أحادية الجانب في شمال غزة تكون خالية إلى حد كبير من المقاومة، وبعد إقامة محيط محكم هناك، سينسحب الإسرائيليون ويتركون الحكم والأمن المحلي لمجلس فضفاض يتألف من عائلات محلية وتجار ونقابات عمالية وأعيان آخرين.

وبحسب الخطة الإسرائيلية فإنه لتوفير القوة اللازمة ستعتمد هذه المجموعة الحاكمة على فلسطينيين محليين تم التدقيق فيهم ودعمهم بقوة دولية، بما في ذلك بعض القوات العربية ذات الخبرة من دول مثل مصر، ومن باب حسن التدبير، قد تقوم "الفقاعة" أيضًا بتوظيف مقاولين أمنيين غربيين.

إلا أن المسئولين الأمريكيين أكدوا أنهم متشككون في هذه الخطة الإسرائيلية.

إذ أن هناك اختلاف بين "مجتمع مسور" في ضاحية خيالية بعيدة عن غزة ومفهوم "القرية الاستراتيجية" الذي أثبت فشله في فيتنام.

وبحسب الصحيفة يرى المسؤولون الإسرائيليون أن الفقاعة ستكون نموذجًا تجريبيًا لخلق مساحة سياسية بديلة حيث يمكن تسليم المساعدات الإنسانية ويمكن البدء في إعادة الإعمار.

المقاومة لم يتم القضاء عليها

لكن يجادل بعض المسؤولين الإسرائيليين الأكثر خبرة لصالح نهج الفقاعة، لأنهم يقولون إن المقاومة لم يتم القضاء عليها.

ويؤكد هؤلاء المسؤولون أن اللجوء إلى السلطة الفلسطينية ليس أمراً منطقياً، لأن لديها بضعة آلاف فقط من الأعضاء الذين يمكن الاعتماد عليهم في غزة، كما أن قادتها كبار في السن ومتعبون ومكروهون من قبل الجمهور.

وبحسب واشنطن بوست لا يوجد "تنشيط" للسلطة الفلسطينية حتى الآن، بل فقط "تجميل"، كما يقول أحد المسؤولين.

واعتبرت الصحيفة أن "إسرائيل" لا تستطيع أن تقود اليوم التالي بمفردها، ولإنهاء الحرب، سواء بوقف إطلاق النار أو بدونه، وهناك حاجة الى دعم من المجتمع الدولي.