الساعة 00:00 م
الأربعاء 26 يونيو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.74 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

50097 طالبا يبدؤون اليوم "امتحان الثانوية العامة"

رغم الحرب والمجاعة..

بالصور بارقة أمل وحياة.. مبادرة تُعيد لأطفال غزة روح التعليم من جديد

حجم الخط
مبادرة تعليم أطفال في غزة  (3).jpeg
غزة - فاتن الحميدي- وكالة سند للأنباء

ثمانيةُ أشهر من الركض نحو المجهول، وحربٌ ضروس حرمت أطفالاً من خطواتهم الأولى من مقاعد الدراسة، وشكلت هاجساً تعليمياً لسنة مضت دون معرفة مصيرها، إلّا أن بارقة أمل أضاءت من بُقعة أعدمها الاحتلال بعملياته العسكرية، ليشع النور فيها مجدداً وتدب حياة العلم بين خيامها من جديد.

ومن مشهد عابر في الطريق لطفل يُعلِّم طفلاً آخر الحروف وسط مدينة غزة، استلهمت الشابة "الطالبة" دانية عجور (19 عاماً) فكرتها بحرقة، للشروع بمبادرة عودة تعليم الأطفال في المدينة.

دراسة تحت أزيز الرصاص..

انطلقت الشابة "عجور" في مبادرتها لعودة التعليم في مدينة غزة في 25 أيار/ مايو الماضي، بدءاً من مدرسة يافا، بمساعدة مدير المدرسة وأحد المشرفين من مديرية التربية والتعليم شرقاً، حيث شرعت بأخذ إحصائيات للطلبة والمعلمات النازحات وأماكن النزوح، إلى أن حصلت على المعلومات الكافية، باستثناء الدعم الذي لم يكن كافياً حينها.

مبادرة تعليم أطفال في غزة  (1).jpeg
 

تقول "عجور" لـ"وكالة سند للأنباء" إن مشروع العودة إلى التعليم يضم 160 طالباً وطالبة في مركز إيواء يافا، مقسمين إلى 30 لكل فصل دراسي من الأول حتى الثالث الابتدائي، بينما يشمل طاقم المدرسين 4 معلمات وأخصائيتي إرشاد نفسي، والعديد من المتطوعين في الخدمات والإرشاد.

وتوضح ضيفتنا أن المبادرة لم تلقَ دعماً كافياً في البداية، وما حصلت عليه من مبلغ زهيد، تم شراء القرطاسية به للطلبة المسجلين، ثم أخذت بالانفراج بعد ذلك وتطورت بإنشاء 5 خيام، 3 منها للطلبة مع مصلى المدرسة، وخيمتين للمعلمات والإدارة.

وتصف "عجور" إقبال الطلبة للتعليم بـ"المُبهج"، حيث شرع العديد من الطلبة بالانضمام، مستدركة أن الخيام لا تكفي حالياً.

وفيما يتعلق بالنظام المدرسي، تشير "دانية" إلى أن الدوام الدراسي يبدأ عند الساعة السابعة والنصف صباحاً بالطابور الصباحي، وينتهي عند الساعة الحادية عشر ظهراً، بواقع 5 حصص مدة الواحدة منها 35 دقيقة، في أيام السبت والإثنين والأربعاء، أما باقي الأيام فتكون عبارة عن إرشاد نفسي للطلبة.

مبادرة تعليم أطفال في غزة  (4).jpeg
 

يتعلم الطلبة فترة دراستهم حصتي لغة عربية، وحصتي رياضيات تفصل بينهم حصة إرشاد نفسي، وفقاً لخطة دراسية قامت بتسليمها كل معلمة، تشمل تعليم القاعدة النورانية ومواد استدراكية وأساسيات لازمة يجب أن يخرج بها كل طالب، بحسب ما ذكرت "عجور".

وبنبرة تملؤها الأمل، تواصل ضيفتنا حديثها "رغم أزيز الرصاص وانعدام الأمن وقلة الحيلة وانتشار المجاعة في مدينة غزة، ورغم ضيق المكان، إلا أننا مستمرون بهذه المبادرة للنهضة بطلابنا من جديد".

أساليب متنوعة..

أما المعلمة رواء أبو العون فتتبع مع طلبتها أساليب متنوعة بين التعلم النشط الحديث، والأساليب التقليدية مثل السبورة والطباشير، البطاقات، لجذب انتباه الطلاب.

وتقول "أبو العون" لمراسلة "وكالة سند للأنباء" إنه لا يمكن تقييم الطلبة في المستوى الحالي؛ كَون المدة التي بدأ المشروع فيها غير كافية لمعرفة مستواهم، مستدركة، "يوجد قابلية واستجابة للتعليم فالمستوى بدأ بالتحسن، وتوجد مستويات عليا ومتوسطة وأخرى ضعيفة".

وتتابع: "عندما يكون الأمل موجودًا، حتى لو لم يتم دراسة العام كاملاً، فإننا قد نستطيع استدراك ما فات الطلبة خلال الوقت المنقضي".

مبادرة تعليم أطفال في غزة  (2).jpeg
 

أهلاً بالمدرسة من جديد..

وهذه السيدة أمل الجاعوني والدة إحدى الطالبات الملتحقات بمشروع العودة إلى التعليم، تُبدي في حديثها اهتماماً كبيراً وحباً لعودة ابنتها إلى مقاعد الدراسة.

تُعيدنا "الجاعوني" إلى بادئ الأمر حيث كانت متواصلة مع طفلتها في التعلم خلال الفترة الأولى للحرب على اعتبار أنها أيام قليلة وستنتهي، إلا أنه مع طول أمد العدوان الغاشم، شعرت بالخوف والالتهاء بالوضع العام، وتركت مراجعة الدروس مع طفلتها.

وتلفت النظر إلى أنه كان لطفلتها الرغبة والقابلية للعودة إلى العلم بعد انقطاع، فقد اشتاقت إلى المدرسة والعودة إلى مقاعد الدراسة، مضيفةً: "أصبحت بنتي تستعجلني لحل واجباتها المدرسية وتُبدي رغبة وسرعة في مراجعة دروسها، كذلك انتظار اليوم الدرارسي بفارغ الصبر".