قال الكاتب الأردني والمحلل السياسي ماهر أبو طير، إن المصلحة الإستراتيجية الأولى والأخيرة للأردن تكمن في انغماس إسرائيل في مستنقع غزة وتدهورها هناك، لضمان بقاء الخطر بعيدًا عن الأردن.
وأوضح "أبو طير" أن اعتماد الأردن على استحالة المساس بأمنه من قبل إسرائيل واستمرار الدعم الأمريكي، بالإضافة إلى الاعتماد على الأطراف الإقليمية التي من المفترض أنها تدعم الأردن، هي جميعها عوامل تحتاج إلى إعادة تقييم، لأن المشروع الإسرائيلي اليوم قد بلغ مرحلة خطيرة جدًا.
وأشار في مقال له، اطلعت عليه "وكالة سند للأنباء"، إلى أن الأردن كان ولا يزال جزءاً من المشروع الإسرائيلي الأوسع، وأن دولة الاحتلال تفكر في عدة سيناريوهات داخل الأردن، منها إضعافه بشكل أكبر، أو إثارة فتنة داخلية، أو التسبب بفوضى بهدف تحضيره لمرحلة معينة.
وأضاف "أبو طير" أن إسرائيل تعول على سيناريو التهجير في الضفة الغربية، رغم أن هذا السيناريو قد فشل حتى الآن في قطاع غزة.
وأشار "أبو طير" إلى أن "الخطر الأكبر لا يكمن في التهجير نفسه، لأن هناك العديد من العوائق التي تعترض هذا السيناريو. فالضفة الغربية مجزأة أصلاً، ويعيش فيها أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني، ومهما فعلت إسرائيل، لا يمكنها إجبار الناس على مغادرة منازلهم باتجاه الأردن. لذا، قد تلجأ إسرائيل إلى تنفيذ إجراءات تمهيدية لهذا السيناريو والتجهيز له."
وشدد على أن المخطط الإسرائيلي الاستراتيجي يهدف إلى تفكيك السلطة الحاكمة في غزة، مع احتمال تفكيك السلطة في رام الله، مما ينذر بنتائج مستقبلية خطيرة على جبهات متعددة.
ورأى "أبو طير" أن الجهود الحالية في الضفة الغربية لتفكيك سلطة أوسلو بعد انتهاء دورها الوظيفي تشكل تهديدًا كبيرًا على الأردن.
ولفت إلى أن هذه الأخطار تفرض على الأردن معالجة متوازنة يتوحد فيها الجميع أمام السيناريو المقبل، وضرورة تحديد هوية العدو المعروف للجميع، دون استبدال العدو الإسرائيلي بأعداء جانبيين يخدمون أهداف ومآلات إسرائيلية.
وكان القيادي في حركة حماس زاهر جبارين، وجّه أمس رسالة للدوائر العميقة في الأردن عبر نافذة إلكترونية شارك فيها بمهرجان خطابي ضمن فعالية أقامها حزب جبهة العمل الإسلامي، شدد فيها على الأمن القومي الأردني يبدأ من انتصار المقاومة في فلسطين.
وقارن جبارين والذي يشغل مسؤول ملف الضفة في حركة حماس بين معركة الكرامة التي انتصر فيها الجيش الأردني على الجيش الإسرائيلي ومعركة طوفان الأقصى، مشيراً إلى أن المشروع الإسرائيلي اليميني والذي يتمثل في ضم الضفة، يشكل خطراً مباشراً على الأمن القومي الأردني.
ونهاية الأسبوع الماضي، صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" على شرعنة 5 مستوطنات في الضفة وبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات الإسرائيلية، إضافة إلى سحب صلاحيات السلطة الفلسطينية المدنية في المناطق المصنفة (ب) وتسهيل هدم المنازل الفلسطينية في تلك المناطق.