قالت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان إن بعض أسرى غزة الذين نقلوا مؤخراً إلى سجن عوفر، لا زالوا يتعرضون بشكل يومي لأشكال متعددة من التعذيب والمعاملة القاسية، إلى حد إصابتهم بالإغماء من شدة الإيذاء.
وأشارت المؤسسة في بيان وصل "وكالة سند للأنباء" عقب زيارتها لعدد من معتقلين غزة في سجن عوفر القريب من رام الله، إلى أن المعتقلين يتعرضون للعقوبة في أعقاب زيارة المحامين لهم بوضعهم تحت أشعة الشمس مباشرة لمدة تزيد عن 6 ساعات.
ونقلت الضمير عن أحد الأسرى قوله:" خلال احتجازي في أحد البركسات، تعرضت للكمة قوية على عيني أدت لنزيف فقدت على أثرها الرؤية، وطوال فترة الاحتجاز هناك، بقيت مقيد الأيدي ومعصوب الأعين، وكنا مجبرين على الجلوس على ركبنا طوال الوقت".
ويتحدث معتقل عن هذه البركسات، فيقول:"هي بمثابة قبور فوق الأرض وتتسع لـ120 معتقلاً ينامون بشكل متلاصق على فرشات رقيقة جداً مليئة بالأوبئة والحشرات التي أصابتنا بأمراض جلدية مؤلمة، وكنا نجلس في وضعية مؤلمة للأرجل وبدون حركة لساعات طويلة".
مشيراً إلى أن أي أسير يتحرك يتعرض للضرب المبرح، ويتم إفلات الكلاب عليه، الأمر الذي أدى لإصابة بعض الأسرى بكسور في الأضلاع.
وتنقل الضمير عن أسير آخر قوله:"بقيت مقيد اليدين ومعصوب العينين 90 يوماً متواصلة، كنت أنام في هذا الوضعية".
وتابع:"غالبية المعتقلين يتم إدخالهم إلى بركس يحتوي مضخمات صوت كبيرة تبث موسيقى صاخبة جداً، حيث يتم تعريض المعتقل لهذه السماعات فترات طويلة، تكاد تفقده السمع من شدة الصوت".
وأكدت مؤسسة الضمير على أن هذه الإجراءات الانتقامية والثأرية هي سياسة ممنهجة تعبر عن توجهات حكومة الاحتلال الإسرائيلي وخاصة وزيرها المتطرف "بن غفير".
وتلفت المؤسسة إلى أن ممارسات التعذيب التي يتعرض لها الأسرى تعتبر جريمة ضد الإنسانية وفق ما نصت عليه اتفاقية مناهضة التعذيب، وجرائم حرب بموجب ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية.
وطالبت الضمير الصليب الأحمر بالعمل على متابعة أوضاع المعتقلين والكشف عن مصير معتقلي غزة وزيارتهم وفضح الممارسات والانتهاكات التي يتعرضون لها.
كما طالبت المحكمة الجنائية بفتح تحقيق فوري في أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، باعتبار أن ما تقوم به سلطات الاحتلال يمثل جرائم حرب ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
ودعت الضمير المقرر الخاص المعني بالاختفاء القسري بالتحرك الفوري اتجاه معتقلي قطاع غزة والكشف عن مصيرهم وأماكن احتجازهم.