أكد مدير عام الرعاية الصحية بوزارة الصحة الفلسطينية، موسى عابد، أنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يمنع إدخال اللقاحات والتطعيمات اللازمة لمكافحة فايروس "شلل الأطفال"؛ ما يُهدد صحة مئات الآلاف من المواطنين في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة منذ 10 شهور.
وأعلنت وزارة الصحة في الـ 29 من تموز/ يوليو المنصرم، أنّ غزة منطقة وباء لـ "شلل الأطفال" بعد اكتشافه في مياه الصرف الصحي بمحافظتي خانيونس والوسطى؛ ما يُشكل "تهديدًا صحيًا لسكان القطاع والدول المجاورة وانتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالميًا".
وحذر عابد في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" من خطر انتشار فايروس "شلل الأطفال" في صفوف الغزيين؛ بسبب استمرار العدوان، وما أفرزه من وضع متردي لشبكات المياه والصرف الصحي، وغياب الخدمات الطبية المناسبة وأدوات التنظيف.
وأكد أنّ قطاع غزة بحاجة لـ 1.3 مليون جرعة لقاح؛ لمكافحة فايروس "شلل الأطفال"، لكن الاحتلال الإسرائيلي يرفض حتى اللحظة إدخالها.
وأشار إلى أنّ الأعداد المتوفرة من اللقاحات وتنتظر موافقة الاحتلال للعبور غير معلومة، لكن أي تأخير في توريدها من شأنه أن يُفاقم الأوضاع الصحية؛ ويترك أثارًا خطيرة على صحة الأطفال والشرائح الضعيفة مثل كبار السن والمرضى.
وشلل الأطفال، الذي ينتشر بشكل رئيس عن طريق البراز والفم، هو فيروس شديد العدوى يمكن أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل، ويصيب بشكل رئيس الأطفال دون سن الخامسة.
وفي أعقاب اكتشاف الفايروس، وصفت منظمة الصحة العالمية اكتشافه بـ "مقلق جدًا"، مرجحةً تفشيه بين الغزيين مع حرمان جميع السكان في القطاع من تدخلات أساسية في الصحة العامة من شأنها الوقاية من انتشار الأمراض.
وبحسب معطيات "الصحة العالمية" في هذا الإطار، فإنّ نسبة الأطفال في القطاع الذين تلقّوا اللقاح المضاد لـ "شلل الأطفال" قُدّرت بنحو 89%، في عام 2023 الماضي"، لكن معدّلات التحصين تتراجع، على خلفية الظروف الكارثية التي يواجهها الفلسطينيون كما المنظومة الصحية في غزة.
وثمة أمراض عديدة انتشرت في قطاع غزة بعد خروجها عن السيطرة، في ظلّ انهيار المنظومة الصحية نتيجة استهدافها المتعمد طوال أشهر الحرب، أبرزها التهاب الكبد الوبائي وأمراض الجلدية.
وأكثر من مرة دعت وزارة الصحة ومنظمات حقوقية إلى وقف العدوان الإسرائيلي فورًا وتوفير المياه الصالحة للاستخدام، وإصلاح خطوط الصرف الصحي وإنهاء تكدس السكان في أماكن النزوح.
وقد حذرت منظمات دولية مرارا من أن تدمير الاحتلال للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في قطاع غزة، وإجباره السكان على النزوح والاكتظاظ في مناطق ضيقة مع حجب إمدادات الغذاء والمياه، أدى إلى تصاعد خطر الأمراض والأوبئة القاتلة.