يتواصل نهج الجماعات الاستيطانية المتطرفة في استغلال مختلف المناسبات والأعياد الدينية اليهودية؛ لتكثيف اقتحامات المسجد الأقصى ومحاولة بسط السيطرة عليه من خلال بعض الشعائر والطقوس التلمودية والاستفزازية؛ لخلق واقع جديد بالأقصى، والمدينة المقدسة بشكل عام.
وتبرز نشوة المتطرفين بتدنيس المقدسات في الموسم الأعتى للعداون على الأقصى، والذي يكون خلال "الأعياد اليهودية"، حيثُ سيناريو الانتهاكات والاقتحامات الأوسع الذي يترقب المسجد؛ لفرض الوقائع الجديدة عليه.
وعلى مدار سنوات، يزداد عدد المقتحمين للأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية، ويتعمدون تنفيذ طقوسهم الاستفزازية بشكلٍ علني، مع محاولات متواصلة لتحقيق مكاسب دينية مرجوة.
دعوات "جماعات الهيكل" لاقتحامات واسعة
واستكمالًا لمخطط تهويد المسجد الأقصى وتقسيمه، تتأهب "جماعات الهيكل" المزعوم حشد أنصارها لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة؛ لمناسبة ما يسمى "حِداد الأيام التسعة"، وأعلنت نيتها إقامة سلسلة بشرية تحاصر المسجد الأقصى وتدعو لهدمه.
ودعت الجماعات الاستيطانية لأكبر اقتحام للمسجد الأقصى المبارك غدًا الثلاثاء، تزامنًا مع "ذكرى خراب الهيكل المزعوم".
وعلى إثر ذلك، تتوعد جماعات الهيكل المتطرفة بتنفيذ اقتحامات مركزية للمسجد الأقصى، تشمل طقوس الحداد والصلوات الجماعية داخل ساحات المسجد.
طقوس تلمودية استفزازية
وبدأت الجماعات الاستيطانية بالتحضير لإحياء الذكرى المزعومة، داعية أنصارها للمشاركة في سلسلة بشرية حول سور القدس القديمة عشية "الذكرى".
وحسب برنامج الفعالية التهويدية، ستبدأ السلسلة البشرية الاستعمارية من حائط البراق باتجاه البلدة القديمة، وصولا إلى باب النبي داوود، سيتخللها مسيرة أعلام.
وككل ذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل المزعوم"، فيستعد المتطرفون غدا، لتلاوة النصوص التوراتية، وأداء الصلوات الصامتة والعلنية، والغناء والرقص داخل الساحات وأثناء الخروج من المسجد، وأداء السجود الملحمي بالمسجد الأقصى.
انتهاكات متصاعدة
وتتصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تزامنًا مع الأعياد والمناسبات اليهودية، وبتواصل التضييق على المصلين والوافدين للمسجد ومحيطه.
ومنذ بداية الأسبوع الحالي، نشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي قواتها في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس، وأعاقت وصول المصلين للمسجد، وفرضت إجراءات مشددة على أبوابه.
وبجماية من شرطة الاحتلال، نفذ المستوطنون اقتحامات جماعية واسعة للأقصى من باب المغاربة عبر مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية وطقوسًا تلمودية في باحاته.
ذكرى خراب الهيكل المزعوم
ويعتبر الإسرائيليون "خراب الهيكل" المزعوم يوم حزن وحداد على تدمير "هيكل سليمان" على يد البابليين، بينما تعكف منظمات الهيكل المزعوم سنويا قبيل هذه الذكرى على حشد الرأي العام الإسرائيلي من أجل المشاركة في الاقتحام الجماعي الكبير الذي تنفذه المنظمات الاستيطانية للأقصى.
ويدّعي اليهود أن البابليين دمروا "الهيكل الأول" عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا "الهيكل الثاني" عام 70 للميلاد، وبالتالي يجب تلاوة نصوص من "سِفر المراثي" يوم 9 أغسطس/آب حسب التقويم العبري من كل عام داخل الكنس.
وتتناول هذه المرويات "احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى ديارهم وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا".