الساعة 00:00 م
الثلاثاء 20 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
4.98 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.53 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

سعي حثيث لتقليص قدسية المسجد الأقصى..

خاص عضو بعلماء فلسطين: انتهاكات المستوطنين في الأقصى منظمة وموجهة وقد تؤدي لانتفاضة ثالثة

حجم الخط
محمود الشجراوي
القدس - وكالة سند للأنباء

تستغل الجماعات الاستيطانية المتطرفة الأحداث والأعياد اليهودية لتوسيع اقتحام المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، وفرض واقع جديد فيه؛ لا سيما التمهيد لبناء "الهيكل" المزعوم.

وتُنظم الجماعات الاستيطانية، بدعم حكومي ورسمي من عدد من وزراء الاحتلال ونواب الكنيست المتطرفين، حملات تهويدية تستهدف المسجد الأقصى في سبيل تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، بينما تُوفر شرطة الاحتلال التابعة إداريًا لوزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو، إيتمار بن غفير، الحماية الأمنية والمشددة لتلك الجماعات خلال الاقتحامات.

وأمس الثلاثاء، شهد المسجد الأقصى اقتحامات مُكثفة من قبل الجماعات الاستيطانية بأعداد كبيرة وصلت إلى 2250 مقتحمًا لـ "الأقصى"، بمشاركة وزيران في حكومة الاحتلال ونائب في الكنيست الإسرائيلي، ضمن محاولات فرض واقع جديد في "الأقصى".

ويأتي هذا الاقتحام تلبية لدعوة الجمعيات الاستيطانية التي عملت منذ أسابيع على حشد المستوطنين لتنفيذ اقتحامات جماعية كبيرة لساحات المسجد، إحياءً لذكرى "خراب الهيكل".

"تقليص قدسية المسجد الأقصى"..

قال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والباحث المتخصص في شؤون القدس، محمود الشجراوي، إن أحداث الأمس في المسجد الأقصى المبارك كانت في غاية الخطورة، حيث استهدفت بشكل رئيسي تغيير هوية المسجد الأقصى المبارك من هوية عربية وإسلامية إلى هوية يهودية توراتية.

وأوضح "الشجراوي"، في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أن التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى قديم ومعقد، ويأتي ضمن خطة مدروسة للتهويد المستمر، الذي يسعى إلى تحويل "الأقصى" إلى هيكل يهودي مزعوم.

وأكد أن التصعيد الكبير في السياسات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى بدأ منذ عام 2000، عندما اقتحم شارون المسجد الأقصى. ثم بدأت الاقتحامات الإسرائيلية بشكل منتظم في عام 2003، وتوالت المحاولات لتقسيم المسجد زمانياً ومكانياً.

وبين "الشجراوي" أن السياسات الإسرائيلية تتصاعد بشكل رتيب، حيث يحقق الصهاينة تقدمًا في تهويد المسجد الأقصى، مثل تثبيت جولات الاقتحام في الساحة الشرقية للمسجد، والتي بدأت تُعتبر جزءًا من الهيكل المزعوم.

وأردف "ضيف سند"، أن الإسرائيليين يتعاملون مع المنطقة الشرقية كأنها جزء من هيكلهم المزعوم، حيث أصبح الإعلام الإسرائيلي يطلق عليها "البستان الشرقي" بدلًا من تسميتها بالمنطقة الشرقية، مما يشير إلى محاولات تقليص قدسية المسجد الأقصى.

وأوضح أن المحاولات لتقسيم المسجد زمانيًّا فشلت، إلا أن المستوطنين نجحوا في تحديد فترتين لاقتحام المسجد، مما يعيق دخول المسلمين إليه.

وأضاف أن الإسرائيليين بدأوا باستخدام سياسة جديدة منذ عامين، حيث يُلزمون السياح المسلمين بالدخول في أوقات الاقتحام، مما يمنعهم من أداء الصلاة في الأوقات المخصصة.

الاقتحامات والإحصائيات..

وأكد "الشجراوي" أن انتهاكات المستوطنين وقوات الاحتلال بالأمس كانت خطيرة، مشيرًا إلى أن عدد المقتحمين وصل إلى 2250، وهو أكبر عدد من المقتحمين في يوم واحد منذ احتلال القدس عام 1967.

وشدد أن هذا يُعتبر إنجازًا كبيرًا للصهيونية الدينية ومنظمات الهيكل، والذي يعتبر خطوة إيجابية نحو بناء الهيكل.

وأشار ضيفنا إلى أن هذه الاقتحامات تشير إلى عدم اعتراف الصهاينة بقدسية المسجد الأقصى، ويخططون للاستيلاء الكامل عليه.

وأضاف "الشجراوي" أن السجود الملحمي الجماعي الذي تم تنظيمه تحت إشراف وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير كان خطوة غير مسبوقة في المسجد الأقصى، حيث يشير إلى تغيير تحريمه من قبل الحاخامية الرسمية.

وقال إن محاولة تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى ليست جديدة، بل تحدث يوميًا، موضحًا أن الوضع القائم الأصلي كان قبل عام 2000، حيث كان يمنع دخول اليهود تمامًا إلى المسجد الأقصى.

وأضاف "الشجراوي"، أن الأوقاف الإسلامية قد تخلت عن دورها في حماية المسجد، مما أعطى مجالًا أكبر للانتهاكات.

وتطرق "ضيف سند" إلى أهمية العودة إلى الوضع الأصلي، مشيرًا إلى أن الحفريات والبحث عن أدلة يهودية في القدس لم تثبت أحقية اليهود بالقدس.

وبيّن "الشجراوي" أن تزايد أعداد المستوطنين في الاقتحامات يعود إلى التنظيم المسبق من الصهيونية الدينية، وتغطية رسمية حكومية لهذه الانتهاكات.

وأكد عضو علماء المسلمين على أهمية الرباط في القدس والمسجد الأقصى، ودعا كل من يستطيع الوصول إلى القدس للقيام بدور حمايتها، مشيرًا إلى أهمية دعم الفلسطينيين وتفادي التطبيع مع دولة الاحتلال.

وأوضح أن الضغوط والانتهاكات قد تكون الصاعق الذي يفجر انتفاضة فلسطينية ثالثة، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات تشكل تهديداً كبيراً ويجب مقاومتها بكل السبل.