الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

أطفال مخيمات النزوح بغزة يستبدلون طابور المدرسة بطوابير الماء

حجم الخط
الحصول على المياه في غزة  (1).jpg
غزة- وكالة سند للأنباء

كان طابورا مليئا بالحيوية والبهجة والتمارين الصباحية التي تبدأ الساعة السادسة والنصف صباحا، تلاشت تلك البهجة لتحل محلها علامات التعب والإرهاق ويتحول الطابور لطابور تعبئة المياه.

ففي الوقت الذي كان من المفترض أن ينتظم أطفال قطاع غزة في طوابيرهم المدرسية مع بد العام الدراسي الجديد، يستيقظ الأطفال هناك لإيجاد دور لهم بين طوابير الانتظار للحصول على الماء، أو الغذاء، أو حتى قضاء حاجتهم.

وبدأ العام الدراسي لهذا العام 2024-2025 في محافظات الضفة الغربية، بينما حرم أكثر من 630 ألف طالب من مقاعد الدراسة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، بينهم أكثر من 58 ألف طفل حرموا من فرحة دخول الصف الأول بالمدرسة، بحسب بيانات لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

الحصول على المياه في غزة  (1).webp
 

تحت أشعة الشمس الحارقة، ينتظر الطفل أيمن دوره في طابور لتعبئة الماء، وريثما يصله الدور يقول لمراسلة "وكالة سند للأنباء": "أخرج قبل الضوء حتى أعبي جالونين لمياه الشرب، لايهمني مالحة أو حلوة، المهم نشرب".

ويسترسل: "أحمل الجالونات الكبيرة يوميا ولعدة مرات، أصطف في الطوابير حتى أستطيع تعبئة المياه لتكفي أفراد أسرتي الـ10، أصبحت أكتافي تؤلمني مما اضطرني لصنع عربة من صندوق بلاستيكي لأجر عليها الجالونات".

ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تعمدت طائرات الاحتلال قصف خزانات المياه ومحطات الضخ، والآبار، وقصف البنى التحتية وشبكات المياه ومحطات التحلية".

الحصول على المياه في غزة  (2).jpg
 

تشاركه المعاناة ذاتها الطفلة لمياء التي لم تتجاوز (12 عامًا)، تشكو من حملها لجالونات المياه يوميا، واصطفافها في الدور قائلة: "ظهري انكسر وأكتافي انكسروا من كثر ما حملت مية، كبرنا قبل أوانا.. وين حقوق الطفولة اللي بحكو عنها".

وتتابع حديثها لـ "وكالة سند للأنباء": "أحمل جالونين من الماء كل صباح، وأتشاجر مع فتى دائما في طابور الماء، لأنه يتسلل إلى مقدمة الطابور ويندفع نحو الصنبور ليملأ جالوناته دون أن يصطف في الدور.. هذا مش عدل، وأنا لا أستطيع السكوت عنه".

تتحدث الطفلة عن أمنيتها اليوم وتقول: "أتمنى الوقوف أمام مغسلة لغسل يدي والوضوء عليها، بدلا من إبريق الماء الذي تنفد منه المياه بسرعة".

وبحزن ملأ عينيها تروي لمياء: "لقد أصبح شغلنا الشاغل هو البحث عن الماء، وبنوقف دور طويل طويل بالشمس لنوفر مياه حلوة، ما بتكفي نص يوم، أحمل الجالون الثقيل على كرسي متحرك لجارنا، وفي كثير من الأحيان أحملها بيدي وأمشي مسافات طويلة، وباخد استراحة ما بتتعدى عشر ثواني".

الحصول على المياه في غزة  (2).webp
 

وتحوّلت حياة الغزيين منذ بدء الحرب على قطاع غزة عن اصطفاف بالدور للحصول على أبسط مقومات حياتهم، فيما أجبرت ظروف الحرب الشرسة الأطفال على تحمّل مسؤوليات تفوق قدراتهم، خاصة ممن فقدوا آباءهم وعائلاتهم وأصبحوا وحيدين في مواجهة ظروفهم.

وأدت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى انخفاض حصة الفرد الواحد من المياه إلى ما بين 3-15 لتر يوميا مقابل معدل استهلاك بنحو 84.6 لترا للفرد يوميا خلال عام 2022.

وفي وقت سابق، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، عن قلقها الشديد من أنه "إذا استمر الأطفال في شرب المياه غير الآمنة فسيرتفع عدد الوفيات بشكل كبير".

وتتواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ 339 تواليًا، مخلفة 40 ألفًا و972 شهيدًا، بالإضافة لـ 94 ألفًا و761 جريحًا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، وفقًا لآخر المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة.