كشف المدير الفني لمنتخب الناشئين الفلسطيني لكرة القدم "فراس أبو رضوان" أن غياب لاعبي قطاع غزة أحدث تأثيراً سلبياً على مستوى وأداء المنتخب الوطني في بطولة غرب آسيا بنسختها الأخيرة.
وأكد "أبو رضوان" في حوار إنساني مع الناشطة الحقوقية "هبه خوري" تابعته وكالة سند للأنباء أنه لديه سبعة لاعبين من قطاع غزة، غابوا قسراً عن تجمع المنتخب، ولا يعرف حتى اللحظة مصيرهم، سواءً كانوا شهداء أو مفقودين أو جرحى أو مشردين ونازحين بسبب حرب الإبادة المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
الطفولة الفلسطينية ... معاناة لا تنتهي
وتحدث ابن محافظة الخليل باستفاضة مؤلمة عن معاناة وهموم اللاعب الفلسطيني، وواقع الطفولة البريئة في قطاع غزة والضفة الغربية ومخيمات اللجوء والشتات، بسبب قيود الاحتلال الإسرائيلي.
وقال:" إن الطفل الفلسطيني لا يشبه أي طفل بالعالم، فهو مشرد ومكبوت ومقهور، ومتألم، وهو طفل في عمر الطفولة، وشيخ بعمر الواقع، وكهل بعمر المعاناة، ويحمل هم قضية 76 عاما".
وتابع:" الطفل الفلسطيني في غزة يبحث عن أشلاء والده بين الركام، ويبحث عن شقيقه بين الهدم، ويحمل قارورة ماء ليروي عطش أمه وجده، ثم يبحث عن صديقه ليلعب معه الكرة، لكن الصديق مفقود برسم الشهيد، والملعب مفقود برسم المهدوم".
رياضيون في رسم المجهول
وعلى صعيده الشخصي، وجد المدرب الوطني أنه ليس بمعزل عن الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، حيث يودع زوجته وأولاده في كل مرة يخرج فيها إلى التدريبات، متوقعاً أن يكون الرقم القادم لاسم شهيد أو أسير.
وأبدى قلقه الدائم من إمكانية تعرض لاعبيه للتنكيل أو الاعتقال خلال سفرهم بين الحواجز العسكرية الإسرائيلية، متذكراً بحزن حكاية أسر نجم المنتخب الوطني "سامح مراعبة"، وحارس مرمى البيرة "محمد يوسف".
واستطرد قائلاً :"لا اعلم كيف ستسمح لي الظروف بالعودة إلى بيتي في مدينة الخليل، ولست متأكدا من معانقة أبنائي بعد غياب طويل.. لا أعلم كيف سيعود اللاعبين؛ ابن نابلس أو ابن جنين أو ابن طولكرم في ظل الاقتحامات الإسرائيلية لمدن ومخيمات الضفة.
ولم ينس "مدرب فريق البيرة" الأسبق، الصدمة التي أصابته خلال شرحه خطة مباراة ضد ثقافي طولكرم في دوري المحترفين الفلسطيني، حين تفاجئ بأن اللاعب "أحمد دراغمة" المكلف بمراقبة المهاجم الخصم، قد أصبح شهيداً !!
الرياضة مقاومة
يرى "أبو رضوان" أن مشاركة المنتخبات الوطنية في البطولات الدولية، في ظل العدوان المستمر على غزة والضفة، ليس معيباً، كما يعتقد البعض، بل هي واجب وطني، مضيفاً أن الرياضة الفلسطينية اليوم باتت جزء مهم من المقاومة الشعبية.
وواصل القول :"إن رياضتنا الفلسطينية ليست وليدة اللحظة، بل هي تاريخ، وأن فلسطين من أولى الدول التي شاركت بتصفيات كأس العالم في أعوام الثلاثينيات".
و أضاف أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يُعد من أقدم الاتحادات في الوطن العربي، ويحمل رسالة إنسانية عادلة، وصوت لكل العالم الحر بأن الفلسطينين من جنس البشر ويحبون الحياة".