الساعة 00:00 م
الجمعة 04 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.55 جنيه إسترليني
4.71 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.92 يورو
3.34 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

‏على حافة الموت.. "بتول" طالبة التوجيهي تفرّقها شظية إسرائيلية عن حلمها

مليون نازح محشورون في مساحة ضيّقة بغزة.. و51 أمر إخلاء منذ استئناف الحرب

بالفيديو والصور وصفوه بـ"يوم الحشر".. رعب التهجير من جباليا شهادات يرويها النازحون تحت النار

حجم الخط
نزوح جباليا
غزة - وكالة سند للأنباء

بعد حصار قارب على إتمام شهر، وتفاصيل لم يُظهرها الإعلام، شهادات قاسية، ولحظات مرعبة يرويها شهود عيان لـ"وكالة سند للأنباء"، بعد إجبار جيش الاحتلال الإسرائيلي لهم على النزوح قسراً من مخيم جباليا في ظروف وصفوها بـ"يوم الحشر".

نزوح قسري وتعنت إسرائيلي..

السيدة تحرير صالح، إحدى النازحين من مخيم جباليا منطقة العلمي، تصف لـ"وكالة سند للأنباء" معاناتها في النزوح القسري والتعنت الإسرائيلي من منطقة لأخرى.

بذهول المرتعبين تقول "صالح" إنها مكثت تحت القصف المستمر والقذائف وإطلاق النار هي وأبنائها وأهلها وجيرانها 17 يوماً، والقتل يزداد والرعب يقترب، وألوان الموت تلفهم من كل جانب.

"ماما بدناش نموت، بدنا نعيش يا ماما"، كان هذا صراخ الصغار الذين أرعبت طائرات الاحتلال وأصوات قذائفهم وآلياتهم قلوبهم الصغيرة، وتضيف "صالح": "وأنا خايفة أكثر منهم لكن أحاول أن أصمد أمامهم، وهذا حالي وحال النساء والأطفال حولي".

جباليا.jfif

ويلات..

وتزيد في معاناتها، "شفنا الويلات هذه على مدار الاجتياح كنا ننتقل من منطقة إلى منطقة، من بيت لآخر، ومن مدرسة إلى مستشفى ولكن لا يوجد أي مكان آمن الاستهداف الواحد يحصد أرواح أكثر من 40 شهيد".

لم يكن يدور في تفكير "صالح"، غير أطفالها وصراخهم، وهم الذين أنجبتهم بحقن مجهري بعد 14 عاماً، ما دفعها للتفكير في النزوح والخروج من منطقة جباليا، حمايةً لفلذات أكبادها، ولكنها لم تكن تعرف ما ينتظرها من عذاب في رحلة النزوح.

وتزيد "صالح" خرجنا دون أن نحمل شيء ظناً منا أننا سنعود، ووسط زحمة شديدة وصفتها بـ"يوم الحشر"، تساقطت القذائف فوق رؤوس النازحين في محاولةً لإرهابهم.

وتتابع "كان أحد جنود جيش الاحتلال يحتمي بدبابته يقول " ما تطلَّعوا ببعض، امشي وعينك قدامك"، وكان هذا الفخ الذي وقعنا فيه وعرفنا أن لا عودة".

حواجز الموت..

وبدأت معاناة الحواجز، فعند الحاجز الأول طلب الجندي من النازحين الركض بسرعة، وعند الحاجز الثاني تم فصل الرجال في مدرسة والنساء يكملنَ الطريق، وفقاً لشهادة "صالح".

"استسلمت وقلت خلص مُتنا.. والأولاد"؟، وتستكمل وصف المعاناة "الطريق وعرة جداً من الدبابات، والطريق عبارة عن حصى وحجارة وأكوام من الرمل، والناس مرتعبون والأطفال مختبئون خلف أمهاتهم خوفاً من الجيش".

أما الحاجز الثالث، فكان "أهوالاً قاسية" وفقاً لضيفتنا، وتنقل لنا الحدث قائلةً كان الجندي يصور النازحين والنساء من داخل دبابته ويسب بألفاظ قبيحة وبحسب مزاجه يأمر مَن يريد برمي أغراضه و "إنت وحظك ونركض كأنه يوم الحشر".

وبدأت الدبابات بعفر الرمال على النازحين وتصوِّب عليهم إطلاق النار، وبعد مشي طويل، وضع الجيش النازحين في مكان كبير أشبه بالصحراء، والكثير تعرض للإغماء من الخوف والإرهاق وآخرون مقعدون، ومَن يسقط على الأرض يجبر الجيش مَن معه أن يمشي ويتركه، بحسب شهادة ضيفتنا.

وكان برفقة السيدة "صالح" ابن أختها مصاباً على كرسي متحرك، وأطفالها أكملوا طريقهم فوق الحصى دون حذاء بعد ضياعه في الطريق، ومعاناة تواصلت دون رحمة!

وعند الحاجز الأخير تقول "صالح" لـ"وكالة سند للأنباء"، أجبرونا على رفع الحجاب حتى يتأكدوا أننا نساء، ثم وضعونا 4 ساعات تحت أشعة الشمس دون ماء، والجنود من حولنا يسبّون، حتى استكملنا الطريق دون أن يقف أحدنا ليرتاح وإلا أُطلِق النار عليه وعلى مَن معه.

وعلى أطراف جباليا ومع اقترابنا من النجاة، تلفظ حيش الاحتلال علينا بألفاظ دنيئة ووصوفنا بـ"الكلاب" وقالوا "ولا عمركم رح تشوفوا جباليا، اطلعوا يا كلاب".

إخلاء تحت التهديد والمراقبة..

وهذه الطفلة الصغيرة تنهار باكية متألمة من مشيها الطويل، دون معرفة الوجهة الذاهبة إليها، تنهار باكية وقد أدمت قدميها حصى النزوح.

 

وفي إحدى الشهادات الأخرى التي وصلت "وكالة سند للأنباء"، فقد أجبر جيش الاحتلال مواطناً على حمل منشورات إخلاء وأبلغوه بإيصالها يدوياً للأهالي في مشروع بيت لاهيا، وكان تحت مراقبة الجيش من خلال كاميرا وضعها على رأسه.

ويضيف، لقد حلقت طائرة كواد كابتر في محيط كمال عدوان والعلمي وسوق المشروع مزودة بمكبر صوت تُلقي أوامر إخلاء بالنص التالي: "كل من يتواجد في المنازل ومراكز الإيواء ومستشفى كمال عدوان الإخلاء فوراً، منطقة قتال خطيرة والتوجه لشارع بيت لاهيا العام أو شارع مستشفى العودة نحو المستشفى الأندونيسي"

وبحسب شهود العيان فإنه عند وصول الأهالي لمستشفى الأندونيسي يتم فصل النساء في مدرسة حلب، والرجال في مدرسة الكويت وهناك يجري تحقيق ميداني مع تواجد الجيش تحت أبراج زايد.

ويمارس الجيش ضغط نفسي من خلال بث رسائل تحريض واستفزاز للنازحين، وفقاً لشهادات النازحين.

وبعد ساعات الانتظار يسير النازحون الناجون تجاه شارع صلاح الدين ويمرون على تمركزات جيش الاحتلال عند دوار حمودة وأبو عيطة والإدارة حتى ما قبل مخازن أنيرا.

واعتقل جيش الاحتلال عدداً من النازحين لعدة ساعات، بينما اعتُقل آخرون واقتادهم الجيش إلى جهة مجهولة حتى اللحظة.

ورصدت "وكالة سند للأنباء" خلال متابعتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد النزوح القاسية على الأطفال والكبار، جراء الهجوم الوحشي على جباليا شمال قطاع غزة