الساعة 00:00 م
الثلاثاء 20 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
4.98 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.53 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

قيادات في مقاومة لبنان واليمن تحدثت لـ "سند"..

ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري ضد لبنان.. سياسة إسرائيلية هل تُحقق أهدافها؟ 

حجم الخط
رفع راية حزب الله في مكان استهداف إسرائيلي
بيروت – وكالة سند للأنباء

فيما يواصل جيش الاحتلال حملة القصف الدموي على لبنان لليوم الرابع على التوالي، ضمن سياسية "تصعيد الموقف عسكريًا من أجل خفض التصعيد، وإجبار حزب الله على المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار"، أكدت قوى المقاومة أنّ الأهداف الإسرائيلية لن تتحقق، وأنها جاهزة لجميع الخيارات بما في ذلك المواجهة البرية.

وبلغ عدد الشهداء في لبنان منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين أول الماضي 1247 شهيدًا إضافة إلى 5278 جريحًا حتى مساء أمس الأربعاء، معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء، وفق ما أعلن عنه وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين.

في المقابل، يواصل "حزب الله" اللبناني استهداف المدن والمستوطنات الإسرائيلية بمئات الصواريخ والطائرات المسيّرة منذ بداية الحرب على قطاع غزة؛ موقعًا خسائر بشرية ومادية في صفوف الاحتلال، ويرهن الحزب الهدوء على الحدود الشمالية بوقف العدوان على غزة.

أهداف الاحتلال من التصعيد الأخير في لبنان؟

يسعى الاحتلال عبر تصعيد وتيرة القصف منذ فجر الاثنين الماضي لتحقيق عدة أهداف أولها، فكّ الجبهة الشمالية (الجنوب اللبناني) عن جبهة قطاع غزة وإنهاء معادلة جبهات الإسناد، ثانيها دفع قوى المقاومة في لبنان إلى ما وراء الليطاني مع إعادة انتشار القوات الإسرائيلية هناك.

بينما يتمثل الهدف الثالث، في توجيه ضربة سياسية وعسكرية كبيرة لـ "حزب الله" وقوى المقاومة، تُمهّد لعبور جيش الاحتلال سياسيًا في المنطقة بشكلٍ أكبر.

ما الذي تحقق من هذه الأهداف؟ أكدت قيادات في قوى المقاومة اللبنانية، أنّ الضربات التي استهدفت القيادات المعنية بالملف الفلسطيني في "حزب الله" والجماعة الإسلامية، رغم ألمها المعنوي لم تحقق أيًا من أهدافها السياسية أو العسكرية.

وقالت أوساط قيادية في تصريحاتٍ منفصلة مع "وكالة سند للأنباء"، إنّ الضربات التي يدّعي الاحتلال أنه مسّ من خلالها قدرات القوة الصاروخية لـ "حزب الله" وحققت 50% من أهدافها الميدانية، سيُنفّدها الأمين العام للحزب حسن نصر الله في الأيام القادمة.

هذا ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال صباح اليوم الأربعاء عن خبراء أمنيين، حيث وصفوا الحديث عن تدمير قدرات "حزب الله" بأنه ساذج ومضلل، مؤكدين: "الجميع يعرف أنّ منصات الصواريخ محدودة في أعماق الجبال ومن الصعب تدميرها".

على الصعيد العسكري، فإن إعادة انتشار الحزب لما وراء الليطاني، يتخلله تهديد إسرائيلي بمناورة برية، لكن عجز الاحتلال عن اتخاذ قرار بهذا الشأن حتى هذه اللحظة، عزته الأوساط القيادية إلى "وجود معلومات استخباراتية إسرائيلية تشير لحجم القدرات التي بحوزة المقاومة على صعيد المواجهة البرية".

وأشارت إلى أنّ ذلك ينسف من حيث المبدأ المزاعم الإسرائيلية بشأن المساس الكبير بمقدرات المقاومة "لو كان ذلك صحيحًا لاتخذوا قرارًا مباشرًا بتنفيذ المناورة البرية".

وتعتبر المقاومة المناورة البرية المزمعة، "فرصة فاعلة لتوجيه ضربات مسددة للجيش الاحتلال الذي فقد بصره طيلة الأشهر الماضية، بعد توجيه ضربات لقواعده ومنصات مراقبته وكاميراته في عمليات جبهة الإسناد".

وأضافت الأوساط أنّ قوى المقاومة اللبنانية كانت تستعد ليوم يفرض فيه الاحتلال معادلة الهجوم الشامل على لبنان"، لكن كيف تعاملت هذه القوى مع التهديدات الإسرائيلية التي نُقلت عبر أطرافٍ عدة إزاء توسيع الهجوم في حال لم تمتثل المقاومة لمطالب الاحتلال؟

أكدت الأوساط القيادية في إجابتها على سؤالنا أنّ المقاومة نقلت ردها الواضح على سياسية التهديد ويتمثل في "ضرورة إلزام إسرائيل بوقف حربها على غزة، وإلا فإن قوى المقاومة جاهزة للتعامل مع كافة الخيارات على قاعدة الحساب المفتوح".

وفي السياق، قال الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية الإسرائيلية رونين برغمان إنّه "بالرغم من نقل قوات نظامية واحتياطية للحدود الشمالية، لا يوجد استعداد فوري لدخول لبنان بريًا، وترى أغلبية القيادة العليا أنّ إسرائيل ارتكبت خطيئة مأساوية ومريرة من قبل في عامي 1982 و2006".

ويعتبر كثيرون الهجوم البري على لبنان بمثابة "فخ الموت" الذي يعدّه حزب الله لـ "إسرائيل" وفق رونين برغمان لكن السؤال الأهم "ماذا بعد إذا لم ينجح الرهان على التوصل إلى اتفاق بين الطرفين؟".

ورأى الخبير الإسرائيلي أنّ "ذلك يُشبه إلى حد كبير سلوك إسرائيل في بداية حرب 2006 حين اعتقدت أنها تهزم حزب الله من خلال القوة الجوية دون غزو بري وعندما فشلت هذه السياسة اضطرت للعملية البرية التي لم تحقق أيًا من أهدافها".

من جانبه أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" علي الجابر أنّ الاحتلال لا يملك القدرة ولا القوة ولا الزمان ولا المكان الذي يؤهله لرفض معادلات سياسية وعسكرية في لبنان، ما يعني أنّ تصعيده سيفشل.

ولفت الجابر في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ تجربة جيش الاحتلال في قطاع غزة تُعبّر عن هزيمة مدوية وفشل في فرض أي من شروطه ومعادلاته السياسية والعسكرية؛ بالرغم مرور عام على حرب الإبادة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث.

وذكّر الجابر بالفارق الكبير من الإمكانات اللوجستية والعسكرية بين الموقعين غزة ولبنان، ما يعني استحالة تحقيق الأهداف المرجوة من التصعيد الأخير ضد لبنان.

وأوضح أنّ الصراع الطويل مع الاحتلال وفّر لـ "حزب الله" بيئة خصبة للتعامل مع التحديات وتقديم التضحيات في آنٍ واحد، واستيعاب نتائجها وتجاوز المؤلم منها، مشددًا أنّ دور جبهات الإسناد لن يتوقف إلا بإنهاء العدوان ووقف حرب الإبادة في غزة.

هذا ما ذهب إليه أيضًا نائب المسؤول السياسي في الجماعة الإسلامية بسام حمود، قائلًا: "شهية الاحتلال لم تكن لتتوقف عند حدود غزة أو حتى لبنان، وبالتالي كنا نستعد لمثل هذا اليوم من الغدر والإجرام".

وقال حمود لـ "وكالة سند للأنباء" إن لبنان يقف موحدا سياسيا وشعبيا وطائفيا خلف المقاومة التي تعبر عن نبض الأمة أجمع، وتتسلح بموقف شعبي، يرفض زمن الهيمنة الإسرائيلية على لبنان أو على قراره، كما يرفض الوجود الإسرائيلي على أي جزء من ترابه.

وحذر من أنّ كل ما يقوم به الاحتلال من جرائم؛ ستزيد من فاتورة حسابه، ولن تنجح في المحصلة في تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية في لبنان، معبّرًا عن فخر جبهات الإسناد بما تقدمه من أجل نصرة غزة في زمن المؤامرة على القضية الفلسطينية وشعبها.

موقف واضح: لا وقف للحرب دون غزة

هذا وقد عبر عضو المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" اليمنية حزام الأسد، عن تأكيده، بأن محور المقاومة يتابع عن كثب تطورات ما يدور في لبنان، مشددًا أنّ المعارك الجارية في غزة ولبنان، تسارع في انهيار الاحتلال؛ الذي يهرب للأمام بمواجهات ستدمي وجوده العسكري والسياسي بالمنطقة.

وتابع الأسد لـ "وكالة سند للأنباء" أنّ موقف جبهات الإسناد واضح ولن يتغير، "لا وقف للحرب بدون إنهاء حرب الإبادة في غزة"، مضيفًا: "في اليمن شكلوا حلفا لمقاتلتنا وقصفنا وتدمير منازلنا بقيادة أمريكية بريطانية، ولم يحقق ذلك لهم هدفا سياسيا ولا أمنيا".

واستدرك: "بتنا اليوم قادرين على ضرب تل أبيب بصواريخ فرط صوتية، نزلت للخدمة مؤخرًا، وبالتالي فإنّ مواصلة العدوان من شأنه أن يفصح عن أدوات وإمكانيات لم تستخدمها المقاومة بعد ضد الاحتلال ومعسكراته".