قالت جامعة الدول العربية، إن القرارات الصادرة من أعلى جهات القرار الدولي لا تنفذ، ولا تُفعّل، ولا تعبأ بها آلة القتل "المجنونة" للاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن غزة صارت نموذجا يسعى الاحتلال لتكراره في حواضر عربية أخرى.
جاء ذلك خلال الإحاطة التي أدلى بها الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي لأعضاء مجلس الأمن والقمة العربية على المستوى الوزاري المخصصة لتعزيز البند الدائم المعنون: "التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية"، والتي عقدت اليوم تحت رئاسة، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية سلوفينيا، تانيا فاجون.
وأكد "أبو الغيط"، أن قطاع غزة ما زال "ينزف الدم كل يوم وينتظر إنقاذا لا يأتي رغم مرور عام كامل على المأساة"، مضيفا "بعد أيام يمر عام كامل على مأساة غزة، عام من القتل والتدمير والتشريد وأيضا عام من العجز عن الفعل، والاكتفاء بالمشاهدة الصامتة والوقوف على الحياد".
مشيراً إلى أن "يد القتل والتخريب تحركت من غزة إلى الضفة الغربية إلى لبنان وهي دولة ذات سيادة وعضو في هذه المنظمة الأممية يتعرض أهلها اليوم للقتل العشوائي على نحو لم يشهده هذا البلد".
ولفت أمين عام جامعة الدول العربية إلى "الناس في المنطقة العربية ترى أن إسرائيل دولة فوق القانون، وفوق هذه المنظمة الأممية، وقد مزق مندوبها في الأمم المتحدة ميثاقها على رؤوس الأشهاد، وهي خارج ولاية هذا المجلس (مجلس الأمن) وما يصدره من قرارات".
وبين أن "صدور القرار 2720 في ديسمبر/كانون أول الماضي والذي طالب بالإنفاذ الفوري للمساعدات إلى غزة، وكذلك في يونيو/حزيران 2024 صدر القرار 2735 مطالبا بوقف إطلاق النار وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وأيضا في يوليو/تموز صدر رأي استشاري من محكمة العدل الدولية ليبلور أصل المشكلة ويحصرها في استمرا ر الاحتلال غير القانوني لأرض فلسطين، كلها أدارت إسرائيل لها الظهر".
وتابع القول "كل هذه القرارات من أعلى جهات القرار الدولي لا تنفذ، ولا تفعل، ولا تعبأ بها آلة القتل المجنونة للاحتلال، هذا الواقع المحزن والمخجل يصيب كل ما يمثله المجلس من تجسيد للإرادة الدولية في مقتل، إنه واقع يجب أن يتغير جوهريا، لأن الصمت على الجرائم شجع المعتدي على التمادي".
ولفت "أبو الغيط" إلى أن "الصمت الدولي جعل حلقة النار والقتل والتدمير اليوم تتوسع، على نحو يهدد باندلاع حرب إقليمية واسعة لن تقف تبعاتها المؤلمة عند حدود المنطقة العربية".
وأشار إلى أن "الاحتلال لا يريد التخلي عن الأرض، كل الأرض بل إن سلطاته التشريعية تُصدر قرارات برفض حل الدولتين وقادته لا يخفون ذلك بل يباهون به".
وطالب أمين عام جامعة الدول العربية، بتدخل حاسم من المجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الأمن، لفرض الحل العادل، على أساس رؤية الدولتين ووفقا للمحددات المعروفة والتي تم التوافق عليها منذ ثلاثين عاما، مضيفا: "لا نريد حديثا عن السلام، بل شجاعة لجعله واقعا تعيشه الشعوب والأمم".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.