أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الأربعاء، أن ما يجري شمال قطاع غزة من جرائم ومذابح هو أكبر من أن يوصف، لافتة أن الاحتلال تجاوز بجرائمه هذه حتى حدود مصطلحات الإبادة والتطهير العرقي.
وأضافت الجبهة بتصريح وصل "وكالة سند للأنباء"، أن "ما نشهده اليوم في مخيم جباليا من إبادةٍ جماعية وقصف متواصل على المدنيين امتداد لسياسة الإبادة، ولكن اليوم أصبحت أكثر وحشيةً من أي وقتٍ مضى".
ورأت "الشعبية" أن الاحتلال يصعد من عملياته الإجرامية بعد فشله بمواجهة المقاومة، ما يضطره لانتهاج سياسة "الانتقام الجماعي"، مشيرة أن هذا ما يحدث عبر استهداف مخيم جباليا المكتظ باللاجئين.
وأردفت "الشعبية" أن استهداف مباشر للمستشفيات والبنية التحتية، يكشف عن نية مبيتة للإبادة الجماعية، وهي سياسة يتوسع فيها الاحتلال بدعمٍ كامل من الإدارة الأمريكية والأنظمة الغربية التي تزوّده بالسلاح.
واعتبرت ادعاءات جيش الاحتلال المجرم بوجود "طرق آمنة" لخروج المدنيين من المخيم كاذبة، ولا يجب أن تنطلي على أحد، وسرعان ما تنكشف على حقيقتها.
ولفتت أن الاحتلال قد استهدف القلة التي تحاول المغادرة بالقصف المباشر والقنص، مما يضيف المزيد من الضحايا إلى القائمة الطويلة للمجازر التي ارتكبها الاحتلال.
وشددت الجبهة بأن ما يحدث في جباليا من قتلٍ جماعي لا يمكن وصفه إلا بأنه جزء من مجزرة كبرى غير مسبوقة بالتاريحخ الحديق، وتتجاوز حتى أبشع الجرائم التي ارتكبت بتاريخ الحروب.
واعتبرت الجبهة أن تهديدات الاحتلال للمشافي في شمال قطاع غزة، وقصفه لها، وسعيه لإخلائها وتدميرها، محاولة لقتل آلاف المرضى والجرحى والمدنيين الذين يتلقون العلاج في المستشفى.
وعَدّت مواصلة الاحتلال استهداف المنظومة الصحية إصرار على إبادة المدنيين بشكلٍ منهجي، دون أي اعتبار للمعايير الإنسانية أو للقانون الدولي، وتكشف عن النية الواضحة لتصفية كل من تبقى بشمال القطاع.
وطالبت الحركة بالتحرك العاجل؛ لإيقاف هذه المجازر الوحشية، لافتة أنه إذا لم يتم محاسبة الاحتلال على جرائمه فإن "المنطقة برمتها ستغرق في بحرٍ من الدماء والنار، وستتسع رقعة النار لتطال العالم بأسره".
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، قد أشار في تصريح صحفي تابعته "وكالة سند للأنباء" صباح اليوم الأربعاء، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاصر ما لا يقل عن 400 ألف شخص شمال قطاع غزة.
وفي السياق، حذر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من التطورات الأخيرة في شمالي غزة معتبرا إياها "مروعة بشكل خاص" مع تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ومنذ مساء السبت الماضي، يواصل الاحتلال القصف المدفعي والجوي المكثف مناطق شمال قطاع غزة، تزامنا مع إعلانه شن علمية عسكرية في المنطقة.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، فجر الأحد، شن عملية عسكرية على شمال قطاع غزة، فيما أصدر أوامر إخلاء لأهالي هذه المناطق والاتجاه نحو جنوب القطاع.
وتواصل "إسرائيل" حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ 369 تواليًا، في ظل استمرار أعمال القتل والإبادة وتدمير شامل لكل مقومات الحياة في القطاع.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41,965 شهيدا، إضافة لـ 97590 جريحا، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الثلاثاء.