ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الإثنين، مجزرة جديدة باستهدافه العائلات المحاصرة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة أثناء محاولتها الوصول لمخازن المؤن للحصول على الطعام؛ ما أدى لارتقاء 10 مواطنين وإصابة 40 آخرين.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل، إنّ الاحتلال ارتكب مجزرة بحق سكان جباليا المحاصرين الذين كانوا يحاولون الوصول لمركز التموين الرئيسي التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" للحصول على طعام لعوائلهم.
وأضاف بصل لـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ مدفعية الاحتلال قصفت بعدة قذائف المواطنين مع غطاء ناري كثيف من الجو؛ نتج عنها ارتقاء وإصابة العشرات، مشيرًا إلى أنّ جثامين الشهداء والجرحى ملقاة في الشوارع ولا تستطيع فرق الإنقاذ الوصول إليهم؛ نظرًا لصعوبة الظروف الميدانية.
وأوضح أنّ هؤلاء حرّكهم الجوع وتوجهوا لمركز تموين الوكالة بحثًا عن الدقيق، في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال على المنطقة الشمالية منذ 10 أيام، بالتزامن مع عملية عسكرية هي الأعنف منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
ووصف بصل ما جرى بـ "تغميس اللقمة بدماء أصحابها"، مؤكدًا أنّ الاحتلال يتعمّد استهداف وتدمير كل ما قد يعين المواطنين على الحياة والصمود؛ لإرغامهم على الهجرة القسرية تنفيذًا لـ "خطة الجنرالات".
وأوضح أنّ طواقم الدفاع المدني لا تستطيع الوصول بشكلٍ كامل حتى هذه اللحظة إلى جميع المناطق المستهدفة في جباليا، فالاحتلال يستهدف كل من يتحرك أو يحاول الاقتراب من المصابين والشهداء.
وتابع: "من المؤسف أن تُترك جثامين الشهداء في الطرقات تنهشها الكلاب الضالة، وتُزهق أرواح عشرات الجرحى يوميًا الذين يطلقون نداءات استغاثة لإنقاذهم دون جدوى لأن الاحتلال يمنع وصولنا إليهم؛ وسط صمت دولي مخجل إزاء جريمة الإبادة الجماعية".
وشدد بصل على ضرورة التدخل الفوري من المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي؛ من أجل إنقاذ 260 ألف إنسان في شمال غزة 60% منهم أطفال ونساء، ويخضعون لأساليب قتل وحصار وتجويع ممنهجة.
ومنذ بداية الأسبوع الماضي، فرض جيش الاحتلال حصارًا على مخيم جباليا للاجئين مع بدء اجتياح بري للمنطقة، تزامنًا مع قصف مكثّف من الطيران والمدفعية؛ ومنع وصول أي شاحنات محمّلة بالغذاء والماء والدواء من الوصول إلى شمال القطاع.
وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قد حذر من التأثير الكارثي على للحصار الإسرائيلي على الأمن الغذائي لسكان قطاع غزة، مؤكدًا أنّ الاحتلال أغلق المعابر الرئيسية الموصولة بمحافظة غزة وشمالها، ولم يُدخل أي مساعدات غذائية منذ بداية شهر أكتوبر/ تشرين أول الجاري.
ولفت "الغذاء العالمي" في بيانٍ صدر عنه أنّ المطابخ ونقاط توزيع الغذاء في شمال غزة قد أغلقت بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية وأوامر الإخلاء، مشيرًا إلى أغلاق المخبز الوحيد (الشلفوح) العامل في شمال القطاع بعد قصفه وإحراق مخازن الدقيق التابعة له.
وتحدث مدير البرنامج في فلسطين عن أن "الشمال معزول بشكلٍ أساسي، والتدهور المتسارع هناك يأتي في وقت وصلت به المساعدات التي تدخل غزة إلى أدنى مستوياتها منذ شهور، كما أنّ السلع التجارية بالكاد تصل، واستنفد الناس كل السبل للتكيف وانهارت أنظمة الغذاء وأصبح خطر المجاعة حقيقيًا".
واستنادًا لمراقبين فإن ما يجري في شمال غزة من فظائع وحصار خانق ومنع لإمدادات الغذاء والدواء والوقود، يُمثل تنفيذًا لـ "خطة الجنرالات" التي يسعى من خلالها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لإفراغ شمال القطاع من السكان (700 ألف نسمة) الذين قرروا البقاء في منازلهم وأحيائهم، أو سيكون مصيرهم "الموت جوعًا".