الساعة 00:00 م
الإثنين 05 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.06 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.05 يورو
3.59 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الاحتلال يمنع إدخال الحليب.. موت آخر يُطارد أرواح 3500 طفل في غزة

غالبيتهم أطفال.. 57 فلسطينيًا لفظوا أنفاسهم بسبب سياسة التجويع بغزة

الرضيعة جنان السكافي ضحية جديدة لسوء التغذية.. تحذير من تداعيات خطيرة لأزمة الجوع بغزة

"عهد على البقاء ورفض النزوح".. سكان شمال قطاع غزة يرفضون التهجير

حجم الخط
الثبات في شمال غزة
غزة_ هداية عصمت حسنين_ وكالة سند للأنباء

مجازر لا تتوقف، وشلال دم نازف على مدار الساعة، والوقت من دم وموت، واللحظات كأنها سنوات قهر متتابعة، هكذا يبدو الحال في شمال قطاع غزة، في أقل تعبير، والحال أصعب من أن تصفه كلمة، وأعجز من أن تنجح لغة بإيضاحه، وأصعب من أن يستوعبه عقل بشري، وبالرغم من كل ذلك الألم، ثمة حالة من الثبات  التي تستمد وهجها من عناد أهالي شمال القطاع الصامدين، الذين لو نطق التراب لما توقف كلامه إيفاءً بحق تجذرهم بالأرض. 

عهد الثبات..

"الناس أخذت عهد على نفسها ما تخرج من بيت لاهيا، وأعداد كبيرة متواجدة في بيت لاهيا ومنطقة المشروع "، بهذه الكلمات ينقل الناشط الفلسطيني، يوسف عرام، الثابت في شمال قطاع غزة لـ "وكالة سند للأنباء" ردود فعل المواطنين حول الإدعاءات الإسرائيلية بتفريغ بيت لاهيا، ومناطق شمال القطاع من سكانه، والذين يواجهون حصارا مطبقا تنقطع فيه كل سبل الحياة والنجاة منذ 20 يوما، في ظروف إنسانية  توصف بالإبادة الأبشع في العصر الحديث.

وفي إطار حديثه عن مزاعم الاحتلال بإفراغ سكان شمال قطاع غزة، يقول "عرام": "التقديرات تشير بأن عشرات الآلاف من السكان ما يزالوا في بيوتهم، إضافة لعدد من مراكز الإيواء التي تمتلئ بالنازحين، ويرفضون فكرة النزوح، رغم ما يواجهون من خطر كبير، والواقع شاهد على ذلك".

لماذا النزوح للجنوب غير مطروح؟، وفي إجابة "ضيف سند" على سؤالنا يؤكد أن "المواطنين في شمال القطاع يرفضون فكرة النزوح؛ خشية تكرار تجربة نزوح الناس لجنوب القطاع بداية الحرب، وعدم تمكنهم من العودة لبيوتهم؛ بسبب الحواجز وفصل الجنوب عن الشمال".

ومن مكان تواجده، من داخل بيت لاهيا المحاصرة منذ 20 يوما في شمال قطاع غزة، والتي تتعرض لإبادة ممنهجة لكل سبل الحياة، يدعو الناشط "عرام" إلى ضرورة تعزيز صمود المواطنين في شمال القطاع، والعمل على رفع الروح المعنوية للناس بعيداً عن ترويج ما يبث الخوف في نفوسهم.

إفشال التهجير..

وبالرغم من الحديث المتصاعد عن مخطط التهجير القسري لأهالي شمال قطاع غزة، وتنفيذ ما يسمى "خطة الجنرالات"، بالتوازي مع حرب التجويع والتعطيش المتواصلة، إلا أن الصحفي محمد الشريف، المتواجد في مستشفى كمال عدوان، والصامد بشمال قطاع غزة، يرى أن سياسة الاحتلال بالضغط العسكري، وتجويع السكان ستفشل كما فشلت طيلة عام كامل رفض فيها الأهالي ترك بيوتهم، والنزوح لجنوب القطاع.

وخلال حديث الصحفي "الشريف" لـ "وكالة سند للأنباء"، يضعنا بصورة المشهد، حيث القناعة التي تشكلت لدى الكثيرين من أهالي شمال القطاع، ويقول: "الناس يرفضون فكرة النزوح ويعتبرون أن كل مكان في قطاع غزة مستهدف، وهذا ما يدفعهم للبقاء في بيوتهم رغم الخطر والموت".

خطة الجنرالات 

وفي وقت سابق كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن خطة الجنرالات التي اقترحها مجموعة من الجنرالات المتقاعدين، تدعو نتنياهو و"كنيست" الاحتلال الإسرائيلي لتصعيد الضغط، من خلال إعطاء الفلسطينيين مهلة أسبوع واحد لمغادرة الثلث الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، قبل إعلانها منطقة عسكرية مغلقة.

ولفتت إلى أن "إسرائيل" ستعتبر من يبقون فى المنطقة من المقاتلين، ما يعنى أن القوانين العسكرية ستسمح للجنود بقتلهم، وسيمنعون من الحصول على الطعام والماء والدواء والوقود، وفقا لنسخة من خطة أرسلها مهندسها الرئيسى لوكالة أسوشيتد برس، الذى يقول إن الخطة هى الطريقة الوحيدة لكسر حماس فى الشمال، والضغط عليها لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين.

وتدعو الخطة "إسرائيل" إلى الإبقاء على سيطرتها على شمال غزة لفترة غير محددة في محاولة لإنشاء إدارة جديدة بدون حماس، مما يقسم قطاع غزة إلى قسمين.

وتشير نسخة من الخطة إلى أنه إذا كانت الاستراتيجية ناجحة فى شمال غزة، يمكن أن تُطبق فى مناطق أخرى، بما فى ذلك مخيمات الخيام فى الجنوب التى تأوى مئات الآلاف من الفلسطينيين.

وفي وقت سابق، قالت صحيفة " هآرتس" عن مصادر رفيعة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية  طلب منها الرد على "خطة الجنرالات" التي طرحها "آيلاند، أوضحت أنها "لا تتلاءم مع القانون الدولي، وأن احتمالية أن تؤيدها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي "ضئيلة جداً"، بل وتمس بالشرعية الدولية.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قد قالت "إن صمود الفلسطينيين في جباليا ورفضهم أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء يُحبط تنفيذ ما تسمى "خطة الجنرالات" الهادفة إلى إخلاء شمال غزة من سكانه".

شمال القطاع.. حصار منذ 20 يوما

‫وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مناطق شمالي القطاع، داعيا السكان لإخلاء مساكنهم مع استمرار عمليات القصف ونسف البيوت فوق رؤوس ساكنيها.‬ ‫ويأتي العدوان في محاولة لاستمرار تهجير عشرات الآلاف من المواطنين، وتنفيذ "خطة الجنرالات".

 ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله في محافظة شمال القطاع، حيث يشن الاحتلال هجوما واسعا على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا لليوم العشرين على التوالي، ويفرض حصارا مشددا على مناطق شمال القطاع.

وأخلى جيش الاحتلال عدداً من مراكز الإيواء شمال قطاع غزة، واعتقل قرابة 200 فلسطيني، وأجبر النساء والأطفال النزوح تجاه مدينة غزة قسرا، موثقا ذلك بالتصوير بهدف دفع الآخرين للنزوح.

وارتقى أكثر من 800 شهيد، وأصيب أكثر من 1000 جريح، عدا عن عشرات المفقودين في شمال قطاع غزة خلال 20 يومًا من الحصار، وفقا لما أورده المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان.

ويعاني شمال القطاع أوضاعًا صعبة، في ظل نقص المياه الصالحة للشرب والأدوية والمواد الغذائية، ومنع إدخال المساعدات، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي وعمليات التجريف والنسف في المنطقة، مما فاقم الأزمة الإنسانية.