الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

يواجهون مخطط التهجير في ظل انعدام سبل النجاة والحياة على حد سواء..

بالفيديو بمزيج من الثبات وسط القهر والبقاء رغم الموت.. أهالي شمال غزة يلتصقون بالأرض

حجم الخط
ثبات في الأرض من داخل قطاع غزة
غزة- هداية عصمت حسنين - وكالة سند للأنباء

بمزيج من ازدواجية الثبات وسط القهر، والبقاء رغم الموت، ومواجهة النار والدمار بالإصرار، يواصل الفلسطينيون في شمال قطاع غزة تشبثهم بأرضهم في "صمودٍ فريد" تعجب له النفوس البشرية، في ظل حرب التجويع والتهجير والتدمير، وانعدام سبل النجاة والحياة على حد سواء إيمانا بالآلاف منهم بما يرددونه  بيقين  "أن لا خروج من الشمال إلا للجنة".

 وفي جملة من المقابلات التي أجرتها "وكالة سند للأنباء" مع عدد من المواطنين الصامدين في شمال القطاع، رغم  الحصار والعدوان الإسرائيلي المتتابع لليوم الـ 12 تواليا، ترصد حالة الثبات الغزي العنيد، الذي يقف حائلا أمام تنفيذ "خطة الجنرالات" التي يهدف الاحتلال من خلالها إلى التهجير القسري  لقرابة 400 ألف فلسطيني من شمال القطاع.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قد قالت قبل يومين "إن صمود الفلسطينيين في جباليا ورفضهم أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء يُحبط تنفيذ ما تسمى "خطة الجنرالات" الهادفة إلى إخلاء شمال غزة من سكانه".

ثبات متجذر..

"رغم الجوع، والقتل، والدمار، وكل النيران صامدون في هذا المكان، ولن نتزحزح من شمال القطاع، ولن نخرج من هنا إلا إلى لقاء الله" بهذه الكلمات ينطق مواطن من شمال قطاع غزة بخلاصة الحال الذي يعبر عن آلاف المتمسكين بترابهم، والملتصقين بأرضهم في شمال القطاع، الذين أكثرهم ببقائهم يفضلون الموت على خيار النزوح ومغادرة مناطقهم، التي أنهكتها الحرب أساسا، وكأنهم يثبتون معادلة مفادها "اختيار البلاد الذي لا خيار بعدها".

وهناك من وسط الركام، وبين رماد البؤس الذي يخيم على كل المشهد في شمال القطاع، وبينما رائحة الموت تعبق بكل زقاق، وزاوية، ومكان، يعلو صوت متحديا للواقع، ومعاندا للرضوخ، وبلهجة غزية، تلعوها نبرة الحزم، يقول "لو ماتوا أطفالنا من الجوع، مش طالعين من الشمال، لبسنا أكفاننا قبل يومين وقعدنا مكانا ومش حنتحرك نهائيا، ونحن صامدون بإذن الله تعالى".

رفضا للتهجير..

ومن داخل مدرسة إيواء، حيثُ مرارة النزوح المتكرر بمدينة غزة وشمال القطاع، ورغم تجرع كأس المر الذي لم يشبع بعد من اقتياته على أرواح المكلومين أساسا هنا، وهو الذي يتغذى على ما تبقى من أرواحهم المنهكة، تحكي سيدة فلسطينية وتجاعيدها شاهدة على صدق بقائها "ما في تهجير جديد، بيكفي اللي هجروهم، عرفنا خطتكم، وأكثر من هيك إجرام ما ضل يا نتيناهو، فاعمل اللي بدك إياه، وهينا قاعدين مش طالعين".

 وفي سؤالنا هل تفكر بالنزوح للجنوب في ظل الرعب المتصاعد؟ تستهجن السيدة محض السؤال وتقول باختصار "والله لو نزلوا كل اللي ضايل من البيوت والأماكن على روسنا مش طالعين، وكله إلا نطلع، ونحقق خطة الاحتلال بالتهجير".

وبالرغ من هذا اليقين والثبات والتمسك بالتراب، لا تغفل السيدة عن طبيعة المرء وضعفه أحيانا، وشعوره، والغزيون هم من جملة البشر، لكنها تضعنا في صورة الازدواجية العجيبة التي تتشكل لدى المكلوم، وتقول بصبر الأمهات العفوي الحقيقي: "مين حكى  إحنا مش محروقين على ولادنا، وعلى بيوتنا وعلى كل اللي بيصير، بس ما في خيار تاني، ما ضل شيء نخسره، خسرنا كل شيء، وكله صار عادي حتى الموت، إلا طلوعنا من الشمال بتطلع بعدها روحنا وإحنا لسة عايشين".

ويتشابه الحديث والكلام مع سيدة أخرى تختم "وكالة سند للأنباء" الحديث معها، وتُجمِل لنا واقع الحالة الاستثنائية للصمود بالشمال، تقول: "بإذن الله سوف نبقى في بلادنا، مهما تعرضنا، ومهما أصابنا من أذى الطيران والمدافع الإسرائيلية لكننا سنبقى مرابطين في أرضنا إلى آخر يوم في حياتنا، ثابتين مؤمنين بأمر الله".

شمال القطاع.. عدوان وحصار متواصل 

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في جباليا بذريعة "منع المقاومة من استعادة قوتها في المنطقة"، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي.

ويواصل جيش الاحتلال فرض حصاره المطبق على شمال قطاع غزة ومستشفياتها، لليوم الـ 12 تواليا، وسط قصف مدفعي وجوي مكثف وإطلاق النار على كل من يتحرك ويتنقل من خلال الشوارع العامة أو الفرعية.

وحسب تقارير حقوقية فإن نحو 200 ألف فلسطيني في محافظة شمال غزة غير قادرين على الحصول على أي مواد غذائية أو ماء للشرب، نتيجة حصارهم داخل منازلهم أو مراكز الإيواء التي يلجؤون إليها".

وارتفع عدد شهداء العدوان على شمال غزة لليوم الثاني عشر على التوالي إلى نحو 400 شهيد، ومئات الاصابات، وأعداد كبيرة من المفقودين.