الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

خلال شهر رمضان

في زنازين القهر.. محاولات لخلق فسحة من الفرح

حجم الخط
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء:

يُشكل شهر رمضان مناسبة اجتماعية لالتئام شمل أفراد العائلة، والتفافهم حول مائدة الإفطار، إلا أنّ هذا المشهد يغيب عن موائد عائلات الأسرى الفلسطينيين الذين يرقبون تلك اللحظة بشغف، علّ أمانيهم تتحقق باجتماعهم مع أبنائهم الأسرى.

وبالرغم من معاناة الأسرى وبعدهم عن عائلاتهم خلال هذا الشهر الفضيل، إلا أنّ محاولاتهم لا تتوقف عن تطويع كل الظروف الصعبة التي يعيشونها من قلة الموارد، وتنغيص إدارة معتقلات الاحتلال عليهم، من أجل خلق فسحة من الفرح.

أجواء مشابهة لرمضان

ويحل شهر رمضان هذا العام ولا يزال 5000 أسير فلسطيني يقبعون داخل سجون الاحتلال، من بينهم عشرات النساء والمسنين ومئات المرضى والأطفال، حيث يواجهون غطرسة الاحتلال ومحاولة عرقلته لمنعهم من ممارستهم للشعائر الدينية.

ويوضح رئيس نادي الأسير قدورة فارس لـ"وكالة سند للأنباء" أن الأسرى يحاولون خلق طقوس معينة في شهر رمضان، بما يوفر لهم شعور وجداني في إطار العبادة والتقرب الى الله، وإيجاد أجواء مشابهة للمة العائلة، للتخفيف من معاناتهم، إلا أن هذا الأمر يتعذر هذا العام بسبب كورونا.

ويبين فارس أن الأسرى هذا العام سيعانون من عدم وجود الزيارات، وربما عدم تمكن عدد من عائلاتهم دفع "الكنتين" لمشترياتهم، وتقييد الحركة داخل المعتقلات وطريقة خروجهم الى الفورة.

2969K.jpg

منهجية التنغيص

ويشير لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن إدارة السجون كانت قديماً تتعاطي بقدر معين مع هذا الاحتياج، وخصوصية شهر رمضان، لكن خلال السنوات الاخيرة تراجعت عن هذا التفهم، وزادت من حدة سطوتها على الأسرى، ولم تلتفت لمطالب الأسرى خلال رمضان.

ويلفت إلى منهجية الاحتلال التنغيص على حياة الأسرى عبر لجنة حكومية إسرائيلية تفكر بكيفية جعل حياة الأسرى أكثر صعوبة بإصدار تعليماتها لإدارة السجون.

وقدمت هذه اللجنة مؤخراً عدة مقترحات، بينها تقليص 140 صنفا من حاجيات الأسرى، وهو ما لا ينفع أو يضر الأمن الإسرائيلي، فقط من أجل التنغيص على حياتهم، كما يرى فارس.

يروي الأسير المحرر إسماعيل أبو عيشة لـ "وكالة سند للأنباء" ظروف الأسرى في شهر رمضان والتي تغيرت خلال السنوات الأخيرة، وسياسة التضييق عليهم من قبل إدارة السجون، دون مراعاة لخصوصية رمضان.

18 رمضان بالأسر

سيقضي المحرر أبو عيشة من بلدة بيت وزن قضاء مدينة نابلس، شهر رمضان هذا العام بجانب أسرته بعد أن مر عليه 18 رمضان خلف قضبان الأسرى، وقد اعتقل عام 2002، وأفرج عنه قبل عدة أيام فقط.

ويشير أبو عيشة في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن إدارة سجون الاحتلال لا تولي أي أهمية، أو تغير في تعاملها مع الأسرى خلال شهر رمضان، وفي حين أن ظروف الأسرى تختلف ما بين المعتقلات من إتاحة الإمكانيات لمحاولة خلق أجواء رمضانية.

ويوضح أن الأسرى في الخيم كمعتقل النقب، حيث يحتوي القسم الواحد على قرابة 120 اسيراً يستعدون قبل حلول شهر رمضان، بتجهيز أدوات بسيطة للزينة كالقماش الأحمر، وتلوين بعض الأضواء لإضفاء جو من الفرح، في حين أن الأسرى في المعتقلات الأخرى يحاولون بأدوات أقل بساطة لخلق هذه الأجواء.

تحضيرات ما قبل رمضان

ويعمد الأسرى قبل أسابيع من حلول شهر رمضان على تجميع كميات من الأطعمة كالدجاج واللحوم، وتخزينها انتظاراً لطبخها في شهر رمضان.

 ويبدأ يوم الأسرى – كما يروي أبو عيشة – خلال شهر رمضان متأخراً عند أغلب الأسرى، وتتاح فرصة لهم للسهر لساعات أطول، والاستيقاظ قبل صلاة الظهر.

وينهمك عدد من الأسرى في إعادة إعداد وجبات الطعام التي تجلبها إدارة السجون، ليحضروا وجبات الطعام التي يلتف كل ستة أسرى على طبق من الطعام في ساحة القسم، أو داخل كل غرفة، والتي يتواجد فيها ذات العدد تقريبا.

 وجبة الإفطار لدى الأسرى تبدأ ببضع من حبات التمر والعصائر، ولا تغيب الحلويات المصنعة محلياً بما تتوفر من مكونات داخل المعتقل.

في بعض الأقسام والغرف هناك من يجيد صناعة الكنافة والقطايف والبسبوسة، وغيرها من الحلويات التي تتشابه مع الحلويات المعروفة بالاسم لكن المكونات تختلف كثيراً.

ويتابع أبو عيشة حال انتهاء الأسرى من وجبة الإفطار يحضرون أنفسهم لصلاة التراويح التي تؤدى داخل الغرف في جميع المعتقلات، ويمنع الأسرى من أدائها بشكل جماعي، عدا معتقل النقب الذي يمكن للأسرى داخل كل قسم أن يؤدوها مجتمعين.

WhatsApp Image 2019-05-06 at 13.43.08 (1).jpeg

وتزداد ساعات سهر الأسرى خلال شهر رمضان، ويستغلون هذه الأوقات في قراءة القران وقيام الليل، ومتابعة التلفاز والتحضير لوجبه السحور.

ويسعى الأسرى دوماً خلال شهر رمضان إلى كسر الروتين الذي يعيشونه، وتحاول إدارة السجون التنغيص عليهم بالعدد والنوم والتفتيش، وهو ما نجح الأسرى في تجاوزه فحولوا المعتقلات إلى مدارس وجامعات وتعبئة تنظيمية ووطنية.

معاناة الأسيرات

الأسيرات في سجون الاحتلال لا تقل معاناتهن عن الأسرى خلال شهر رمضان، خاصة أن من بينهن أمهات أجبرهن الاحتلال على ترك أبنائهن، ومع ذلك يحاولن خلق فسحة أمل خلال هذا الشهر رغم الآلام التي يعشنها.

43 أسيرة فلسطينية بينهن 16 أم يقبعن في "سجن الدامون"، وكل قسم يحتوي على (13) غرفة، في كل غرفة توجد ما بين أربع إلى ثماني أسيرات.

الأسيرة المحررة سوزان العويوي من الخليل والتي اعتقلت خلال شهر رمضان من بين أطفالها، خاضت تجربة التحقيق والأسر خلال رمضان، تشير إلى أن إدارة سجون الاحتلال لا تولي أي أهمية لشهر رمضان، ومع ذلك يحاولن الأسيرات خلق أجواء خاصة، لتخفيف معاناتهن بالبعد عن الأهل والأحبة.

وتشير العويوي التي اعتقلت عام 2018، وخضعت للتحقيق حيث كانت تغيب تفاصيل الوقت وموعد الصلاة والصيام، فيتعمد الاحتلال خلال التحقيق إحضار الإفطار بعد ساعات من حلول موعده، وكذلك السحور قبل ساعات من موعده، عدا عن ضغوط من المحققين لإجبارها على الافطار.

ووفقاً لما ترويه العويوي في حديث لـ"وكالة سند للأنباء" فإن يوميات شهر رمضان، لا تختلف لدى الأسيرات عن الأيام الأخرى، كون روتين السجن القاتل يجبر الأسيرات على الاستفاقة على العدد الصباحي، وتنظيم أوقاتهن حسب نظام إدارة سجون الاحتلال من حيث العدد والتفتيش والفورة.  

ورغم ذلك تشير العويوي الى أن لرمضان بالأسر مشاعر مختلطة حيث الخلوة، والابتعاد عن ضوضاء الحياة والفسحة للروحانيات، والعبادة بخلاف واقع الخارج الذي ينهمك فيه الناس بالانشغال بتفاصيل الحياة والالتزامات.

ورغم أن الأسيرات يعانين الفقد بأوج حالاته، يشكل هذا الشهر فترة صعبة عليهن بسبب فقدان اللمة العائلية خاصة للأمهات الاسيرات، إلا أنهن يحاولن خلق أجواء رمضانية بما أتيح لهن.

وتوضح المحررة العويوي أن الأسيرات يضعن برنامج عبادة للصلوات الجماعية وقت الفورة، بما أتيح من إدارة المعتقل، وتوزع الأوراق الصغيرة من مواعظ وأدعية وورد يومي، وبرنامج خاص لرمضان.

 وتشتكي الأسيرات وفقا للمحررة العويوي من نوعية الطعام السيئة المقدمة من إدارة المعتقل، خاصة في رمضان، في ظل الحاجة إلى خصوصية هذا الطعام، وفي أغلب الاحيان لا يكون صالحاً للاستهلاك الآدمي.

TeClp.jpg