قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن العالم يقف متفرجًا على "أبشع إبادة جماعية وأوسع عملية لتدمير النظام الصحي وقتل واعتقال المرضى والطواقم الطبية دون أن يحرك ساكنًا"، مع تصاعد القصف على القطاع وازدياد الضغط على مستشفياته.
وأوضحت الوزارة، في تصريح سابق اليوم، أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، حيث تحتجز مئات المرضى والطواقم الطبية إلى جانب عدد من النازحين من المناطق المجاورة الذين لجأوا للمستشفى طلبًا للأمان.
وأشارت الوزارة إلى أن المستشفى يعاني نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية، بما فيها الأدوية والأدوات الطبية، مشيرة إلى أن "الوضع داخل المستشفى كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى."
وناشدت وزارة الصحة أحرار العالم للتدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مستشفى كمال عدوان الذي يعاني من تدهور غير مسبوق في خدماته بسبب الحصار الشديد وعرقلة توريد المواد الطبية الأساسية، وسط ظروف معيشية صعبة يعيشها المصابون والمرضى في المستشفى.
وفي السياق، وقال متحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية ماهر سمرة لـ "وكالة سند للأنباء" إنّ عملية الاقتحام جاءت بعد تعرض الطوابق العليا في "كمال عدوان" للقصف المباشر، تبعه زيارة أجراها وفد أممي للمستشفى محملًا بكميات من الوقود وبعض المستلزمات الطبية.
وأضاف سمرة أنّ الوفد الأممي طمأن الكادر الطبي حيال مخاوف من إخراج المستشفى الوحيد في شمال القطاع عن الخدمة، وتعريض حياة المرضى والجرحى داخله للخطر، لكن الاحتلال فور مغادرة الوفد، هدم سور المستشفى واقتحمها وطالب كل المتواجدين فيها بالخروج للساحة.
وتعرض "كمال عدوان" الذي يعد أحد المستشفيات الرئيسية في شمال القطاع، للاستهداف مرات عدة في الآونة الأخيرة، عبر قصفه بالقذائف الدخانية والرصاص، واستهداف المناطق المحيطة به والطرق المؤدية إليه، فضلًا عن إعاقة عمل الطواقم الطبية ومنع وصول الوقود والمستلزمات الطبية اللازمة لتشغيله.
وتؤكد مؤسسات حكومية وحقوقية أنّ الاحتلال تعمد منذ بداية الحرب، استهداف المستشفيات وعمل على تدمير بنيتها التحتية وارتكاب مجازر فيها واعتقال وقتل العاملين في القطاع الطبي، ومنع إدخال الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية للقطاع؛ ما أدى لخروج غالبيتها عن الخدمة وانهيار المنظومة الصحية.