الساعة 00:00 م
الأحد 20 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"لا أحد قادر على إنقاذ الضحايا"

ترجمة خاصة.. الغارديان: انقطاع الكهرباء يخفي أهوال العدوان الإسرائيلي على شمال غزة

حجم الخط
شمال غزة.webp
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

عندما عادت خدمة الإنترنت إلى جباليا في شمال غزة بعد انقطاع آخر يوم الخميس الماضي، لجأ الصحفي في قناة الجزيرة أنس الشريف إلى حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي لإخبار العالم بما حدث خلال الساعات التي انقطعت فيها الخدمة في المنطقة.

وقال الشريف إن الغارات الجوية الإسرائيلية أصابت عدة منازل في نفس الشارع مما أسفر عن استشهاد وإصابة ما يقدر بنحو 150 شخصًا - لكن لا أحد يعرف على وجه اليقين.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الحصار الإسرائيلي المشدد على جباليا وعدة أجزاء أخرى من شمال قطاع غزة يعني أن فرق الدفاع المدني والمسعفين لم يتمكنوا من القدوم لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض.

ولم يتمكن أي صحفي من الوصول إلى هناك أيضاً، باستثناء الشريف الذي يعيش بالقرب من المنطقة.

"لا شيء سوى الموت والدمار"

وقال الشريف في مقطع فيديو من الشارع الهادئ المظلم: "لا دفاع مدني، ولا تغطية، لا شيء سوى الموت والدمار. لا أحد يأتي لإنقاذهم".

وبعد عدة أيام، لا توجد حتى الآن روايات رسمية أو شاملة عن الغارات على منطقة الحواجة، وهو الوضع الذي تكرر في مختلف أنحاء شمال غزة حيث أصبحت الحركة والاتصالات صعبة على نحو متزايد بعد أربعة أسابيع من الهجوم الإسرائيلي المتجدد على المنطقة.

وقد عمدت دولة الاحتلال بشكل روتيني إلى تشويش شبكات الهاتف والإنترنت في غزة خلال حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام.

كما تكون الشبكات غير متصلة بالإنترنت بشكل روتيني بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية أو نقص الكهرباء أو الوقود للمولدات.

لكن المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والمسعفين والإعلاميين على الأرض في شمال غزة يقولون إن المشكلة تزداد سوءاً، مما يؤثر على جهود إنقاذ الأرواح التي يبذلها عمال الإنقاذ والمسعفون، فضلاً عن قدرة الصحفيين على تغطية الأخبار.

استحالة تنسيق الرعاية

لقد أصبحت الاتصالات بين المستشفيات والعاملين في المجال الصحي ووكالات الإغاثة متقطعة، كما أدى التوغل البري إلى زيادة خطورة التنقل، مما يجعل من الصعب تنسيق الرعاية والعلاج وجمع بيانات الضحايا بدقة.

وقد أوقفت خدمة الدفاع المدني أنشطتها يوم الأربعاء الماضي بعد أن تعرضت طواقمها لهجوم من قبل القوات الإسرائيلية ودمر قصف الدبابات آخر سيارة إطفاء لديهم.

وقد بذلت رجاء، وهي صيدلانية تبلغ من العمر 28 عامًا، مع صديقتين لها، قصارى جهدها لمساعدة الجرحى بعد الغارات الجوية على بيت لاهيا يوم السبت والتي أسفرت عن استشهاد 40 شخصًا على الأقل.

لم تكن هناك طريقة للاتصال بالمستشفيات الثلاثة التي لا تزال تعمل في المنطقة، ولم تصل سيارات الإسعاف أبدًا؛ ويُعتقد أن عددًا غير معروف من الأشخاص دُفنوا تحت المباني المنهارة.

قالت رجاء "لقد ساعدنا في نقل المصابين أو نقلهم على عربات تجرها الحمير إلى منزلنا. كان لدينا بعض الأدوات، لذا كان بوسعنا تقديم بعض الإسعافات الأولية، لكننا شاهدناهم جميعًا وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة. كان هناك طفل صغير بجمجمة مفتوحة لا يزال على قيد الحياة، لا أعرف كيف".

وتابعت "هذا هو أكثر ما يؤلمني، الشعور بالعجز. لو كانت هناك سيارات إسعاف، لكان معظمهم على قيد الحياة الآن".

استهداف ممنهج للصحفيين

أسفرت العملية الجوية والبرية الإسرائيلية الجديدة في شمال قطاع غزة عن استشهاد 800 شخص على الأقل، بحسب مصادر طبية ووزارة الصحة في القطاع.

وفي صباح الثلاثاء، قال مسؤولون فلسطينيون إن 60 شخصا على الأقل استشهدوا في غارة إسرائيلية أخرى على بيت لاهيا.

ويقول ما يقدر بنحو 400 ألف شخص متشبثين بالعيش في الشمال إن الظروف هي الأسوأ منذ بدء حرب الإبادة حتى الآن.

فقد هاجمت قوات الاحتلال المستشفيات والملاجئ، كما ينفد الغذاء والمياه بسبب الحصار المفروض على إيصال المساعدات والحصار الذي يركز على جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، والذي يقيد الحركة بشكل مطرد.

وقال العديد من الأشخاص الذين تحدثت إليهم صحيفة الجارديان إن المياه النظيفة نفدت منذ أكثر من أسبوع، وأنهم يشربون كميات صغيرة من مياه الصرف الصحي يوميًا للبقاء على قيد الحياة.

كما أن انقطاع الاتصالات والقيود المفروضة على الحركة تساهم في قلة أو تأخير الإبلاغ عن سفك الدماء والمعاناة الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي الجديد في شمال القطاع.

وإلى جانب هذه الصعوبات، يبدو أن "إسرائيل" صعدت من حملتها ضد الصحفيين المحاصرين في القطاع: فقد استشهد خمسة صحفيين في غارات جوية إسرائيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وفي الأسبوع الماضي زعمت "إسرائيل" أن ستة صحفيين آخرين ما زالوا يعملون في شمال غزة ــ بما في ذلك الشريف ــ هم أعضاء في المقاومة مما قد يحولهم إلى أهداف.

وأفاد تقرير جديد صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأن دولة الاحتلال قتلت حتى الآن أكثر من 170 صحفياً على الأقل ودمرت 86 منشأة إعلامية في غزة.

وقالت فيونا أوبراين، مديرة منظمة مراسلون بلا حدود في المملكة المتحدة: "إننا نشعر بالفزع الشديد إزاء الاتهامات المستمرة التي لا أساس لها والتي تربط الصحفيين في غزة بالمقاومة".

وأضافت "إن قيام (إسرائيل) بنشر وثائق تزعم أن هذا ليس دليلاً كافياً أو ترخيصاً بالقتل ويعرضهم لخطر أكبر".

وتابعت "كانت هناك محاولة منهجية من جانب (إسرائيل) لمنع التغطية الإعلامية لأحداث غزة ومنع نشر القصة، وأبرز هذه المحاولات كانت من خلال قتل الصحفيين وسط إفلات تام من العقاب".