انطلقت في مدينة غزة، اليوم السبت، المرحلة الثالثة من الجولة الثانية، ضمن الحملة الطارئة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال تحت سن 10 سنوات، فيما تعطلت الحملة في شمالي القطاع حيث يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 29 يوما عدوانا واسعا وينفذ فيه إبادة جماعية.
وتوجه مئات الأطفال إلى مراكز التطعيم بمناطق مختلفة بمدينة غزة، لتلقي الجرعة الثانية من التطعيم، وشهدت
مناطق عديدة في القطاع إقبالا من المواطنين على نقاط التطعيم المنتشرة، رغم المخاوف من الاستهداف الإسرائيلي.
ووفق مصادر طبية، فإن المرحلة الأولى من حملة التطعيم بدأت قبل نحو شهرين، وكان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية بعد 4 أسابيع بمحافظتي غزة وشمال القطاع، لكنها تأخرت بسبب عدوان الاحتلال المتواصل شمال غزة.
وفي 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأت الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في محافظة الوسطى، ثم انتقلت إلى جنوب غزة، بينما بدأت اليوم في محافظة غزة، دون الشمال.
ويحتاج أطفال غزة إلى جرعتين من اللقاح، كل منهما على شكل نقطتين عن طريق الفم.
وجاءت عملية التطعيم بضغوط دولية عديدة على الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على معابر قطاع غزة ويحاصرها، من أجل السماح بدخول اللقاحات إلى القطاع، إثر بدء انتشار المرض بين الأطفال الذين يعانون بسبب الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية، حذرت منظمات صحية وحقوقية من انتشار وتفشي الأمراض والأوبئة في القطاع، جراء نقص الأدوية والتطعيمات، والظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي يعيشها النازحون في الخيام ومراكز الإيواء.
وقبل أيام، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن تأجيل الجولة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة يُعرض حياة آلاف الأطفال للخطر.
ووصف غوتيريش، في بيان، حالة الفلسطينيين المحاصرين في شمال غزة بأنها "لا تُطاق"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ولليوم الـ 29 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على شمال قطاع غزة، في ظل إخراج منظومة الصحة والدفاع المدني ومقومات الحياة كافة عن الخدمة.