حذر مدير المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" بمدينة غزة، فضل نعيم، اليوم الخميس، من أزمة حقيقية تعصف بمرضى الأورام في شمال قطاع غزة، في ظل الحصار الإسرائيلي للشهر الثاني على التوالي.
وحول تفاصيل الأزمة التي تعصف بمرضى الأورام في شمال القطاع، أشار "نعيم" خلال تصريحات إعلامية إلى أن العلاج الكيماوي والإشعاعي غير متوفر، إلى جانب عدم القدرة على إجراء العمليات اللازمة.
وبيّن مدير المستشفى المعمداني أنه لا يتوفر اختصاصي مناسب لمرضى الأورام؛ بسبب الانشغال جراء حجم الاصابات الهائل، وعدم القدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من مرضى السرطان.
ولفت إلى أن هناك مشكلة بعدم توفر الوسائل التشخيصية، مثل: الرنين المغناطيسي، والقدرة على قراءات العينات، بالإضافة لانعدام كثير من متطلبات قراءة العينات كالصبغات اللازمة لتحضير العينات وقراءتها تحت المجهر.
وأشار إلى تفاقم الأزمة بعد استشهاد الطبيبين حسام حمادة، و محمد الدبور، الأخصائيين الأهم في مجال مرضى الأورام بشمال القطاع، مضيفا أنه "لم يتبق إلا أخصائي واحد بالشمال، وهو الطبيب المنعم لبد.
ونوّه إلى تمكن طبيب استشاري جراحة أورام واحد من الدخول لمدينة غزة، ضمن وفد مؤسسة الرحمة العالمية، لافتا إلى أنه فحص عددا من المرضى، وأجرى عدد من العمليات في مستشفى الخدمة العامة.
وأضاف أن هذا الطبيب الوافد سيجري يوم الجمعة 8 عمليات لمرضى آخرين بمستشفى المعمداني، لافتا لتوافر عيادة أورام عن بعد في "المعمداني"، بالتعاون مع مستشفى المطلع في نابلس، كل إثنين وخميس من أيام الأسبوع.
وأوضح "نعيم" أن هناك 3 أقسام من مرضى الأورام بشمال القطاع، وهم: من تعافوا من المرض ويحتاجون للمتابعة الدورية، ومن بحاجة للعلاج ولم يستكملوه بعد، والذين أصيبوا بالمرض في العام الماضي سواء اكتشفوا إصابتهم أم لا.
بالأرقام.. مرضى الأورام بقطاع غزة
وتشير المعطيات الصحية إلى وجود 14 ألف مريض بقطاع غزة بحاجة للعلاج بالخارج في ظل الإغلاق الذي يفرضه الاحتلال على معبر رفح البري منذ شهر مايو/ أيار الماضي، ومنع إدخاله المستلزمات الطبية والأدوية.
ومن بين هؤلاء المرضى، 10 آلاف مريض بالسرطان بحاجة لاستكمال علاجهم، منهم 4200 سيدة ونحو 750 طفلاً مصاباً بالسرطان وأمراض خطيرة أخرى، ذلك في الوقت الذي يتم تشخيص نحو 200 حالة مرضية شهرياً بالسرطان.
واستناداً لمعطيات نشرتها وزارة الصحة فإنه حتى نهاية شهر يوليو/ تموز 2024، توفي 436 مريضاً بالأورام، فيما توفي 650 مريض من أصل 1400 مريض بالكلى، بعد عدم تمكنهم من إجراء عمليات الغسيل الكلوي، وعدم تحويلهم للعلاج بالخارج.
حصار شمال غزة واستهداف المنظومة الطبية
وخلال أكثر من شهر من الحصار على شمال غزة، واصل الاحتلال استهداف المرافق الصحية، حيث تعرضت مستشفيات "كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي" لقصف مباشر، ما ألحق أضرارًا كبيرة بها، وخرجوا عن الخدمة في أكثر من مرة.
ومرارا وتكرارا، جددت وزارة الصحة مناشداتها بضرورة إيفاد فرق طبية وجراحية عاجلة لمستشفيات شمال غزة، وخاصة مستشفى كمال عدوان التي تعرضت لعداون ممنهج خلال العملية العسكرية المتواصلة منذ أكثر من شهر، لكن "دون جدوى" حتى الآن.
وفي وقت سابق، صرح مدير المستشفيات الميدانية بغزة، مروان الهمص، بأنه لا يوجد أي خدمة طبية جراحية في شمال قطاع غزة؛ نتيجة إجبار الاحتلال الأطباء المتخصصين إما بالنزوح نحو مدينة غزة، أو اعتقالهم مثلما فعل مع جراحي كمال عداون.
ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي حصاره المطبق على شمال قطاع غزة، لليوم الـ 34 تواليا، تزامنا مع ارتكابه أبشع المجازر ضد المدنيين لا سيما في معسكر جباليا وبيت لاهيا بشمال القطاع.
وارتقى أكثر من 1800 شهيد، و4 آلاف جريح، وفقد المئات، خلال شهر من الحصار على شمال القطاع بحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فيما اعتقل أكثر من 600 فلسطيني وفقا لمؤسسات الأسرى.
ويعاني شمال قطاع غزة أوضاعًا صعبة، في ظل نقص المياه الصالحة للشرب والأدوية والمواد الغذائية، ومنع إدخال المساعدات، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي وعمليات التجريف والنسف، مما فاقم الأزمة الإنسانية.
ودخلت حرب "إسرائيل" العدوانية وجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد المدنيين في قطاع غزة، اليوم الخميس، اليوم الـ 398 على التوالي، تزامنًا مع استمرار حصار شمال القطاع وارتكاب جرائم إبادة.
وبحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر 2023 إلى 43,391 شهيدا، و102,347مصابا بجروح متفاوتة.