كشفت معطيات صادرة عن وزارة الزراعة الفلسطينية اليوم الخميس، عن آثار مدمرة لحقت بقطاع زراعة وإنتاج الخضروات نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة للشهر الرابع عشر على التوالي.
ووفق المعطيات التي اطلعت عليها "وكالة سند للأنباء"، تقلصت مساحة الأراضي المزروعة بالخضار في قطاع غزة من 85.000 دونم قبل الحرب إلى 7.000 دونم بعد الحرب، ما يعني أن 78 ألف دونم قيدها الاحتلال عن زراعة الخضراوات.
ونتيجة لذلك، تقلص الإنتاج الزراعي من 405.192 طن من الخضراوات إلى 48.623 طن فقط، وهو ما يعني خسارة مالية تقدر بـ 356.569 طن، وانخفض عدد أصناف محاصيل الخضار المزروعة من 40 صنفا قبل الحرب إلى 17 صنفا بعد الحرب.
وبذلك، تراجعت قيمة الانتاج الزراعي من 268 مليون دولار إلى 32 مليون دولار فقط، وهو ما يساوي 236 مليون دولار خسارة مالية للاستهلاك المحلي و 66 مليون دولار للصادرات.
وتعتبر زراعة الخضار في قطاع غزة ذات أهمية كبيرة من حيث الهوية والتراث والثقافة في المجتمع الفلسطيني الغزّي بشكل خاص، كما تعد من أهم ركائز الاقتصاد الزراعي الفلسطيني؛ نظرا لقدرته الاستيعابية للتجارة والعمالة.
وبينت وزارة الزراعة أن مساهمة مساحة الخضروات من مساحة الإنتاج النباتي في قطاع غزة قبل الحرب بلغت 44.7%، ووصلت قيمة إنتاج محاصيل الخضار إلى 42% من إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي، و72% من إجمالي قيمة الإنتاج النباتي.
كما بلغت كمية إنتاج محاصيل الخضار 77% من كمية الإنتاج النباتي، و 65.4% من كمية الإنتاج الزراعي بشكل عام.
ووصلت نسبة الاعتماد على الإمدادات الغذائية المحلية من محاصيل الخضار وبأسعار مناسبة إلى 115%، إذ يبلغ استهلاك الفرد من الخضار 172.5 كغم سنوياً.
وبلغت كمية الخضروات المصدرة 60 ألف طن، وساهمت صادرات الخضروات بما نسبته 80.7% من قيمة الصادرات الزراعية، وبلغت قيمتها التسويقية 66.1 مليون دولار.
ولفتت وزارة الزراعة إلى أبرز التحديات التي تواجه زراعة الخضروات نتيجة الحرب العدوانية، وفي مقدمتها سيطرة الاحتلال على معظم الأراضي الزراعية والحيلولة دون وصول المزارعين إلى أراضيهم والعمل فيها.
كما يواجه مزارعو الخضار مشكلة عدم توفر مصادر للطاقة البديلة لتشغيل الآبار الزراعية لضخ المياه في ظل انقطاع التيار الكهرباء.
ويعمل تحكّم الاحتلال بالمعابر ومنع إدخال مدخلات زراعية ومستلزمات الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى شح البذور الخاصة بالزراعات الشتوية إذ أن المتوفر منها منتهي الصلاحية .
ويشتكي مزارعو الخضار من ارتفاع تكاليف الإنتاج من مبيدات وأسمدة زراعية وشبكات الري والنايلون، وكذلك ارتفاع تكاليف استصلاح الأراضي وعمليات الحراثة بسبب حجم التدمير في الأراضي الزراعية وارتفاع أسعار السولار المستخدم كوقود للآليات.