"هذا بكري هذا عمري، والله عمري"، عادت صرخة الوداع المؤلمة لصباحات غزة، عادت لتملأ مستشفيات قطاع غزة، وتطل على أهلها بدموع الفراق وألم الوداع المر.
صباح اليوم الثاني لعودة حرب الإبادة على قطاع غزة تلون بالدم الأحمر القاني، جادت به عائلة الفلسطيني علاء أبو هلال، حيث ظهر مودعا لطفله الأول، وزوجته الحامل بالشهر السابع، بعدما قتلهم الاحتلال وهم نائمين في خيمتهم بمواصي رفح.
يقول أبو هلال والدموع تحرق وجنتيه:" وضعت زوجتي وابني في مواصي رفح، على أساس إنها منطقة آمنة، ورجعت لأتفقد بيتي في حي الجنينة، وبت ليلتي فيه، صحيت على رنة الجوال حكولي تم استهداف الخيمة التي فيها زوجتك، استشهدت زوجتك الحامل وابنك".
ويتابع:" تاريخ ميلاد زوجتي وابني في نفس اليوم في 20/2، واستشهدا في نفس التاريخ 19/3، كل من شافهم حبهم، كان نفسي أبني حياتي وأكون عيلة، لكن ربنا طلبهم، ومش راح يكونوا غاليين عليه".
وفي مشهد عكس حجم الصدمة الكبيرة التي تعرضت لها أم فلسطينية فصرخت قائلة: "قتلوا أولادي، ما خلو إلي حد" يالله عليك فيهم يالله".
وجاورتها أم بكت بحرقة وتصبرت بالدعاء بعد استشهاد أبنائها في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، قائلة:" يارب إنت حسبي ونعم الوكيل يالله".
وأظهر مقطع لشاب يهرول في ساحة المستشفى الأوروبي بعدما استشهد أفراد من عائلته في قصف الاحتلال خيمة بمواصي خانيونس، قائلا:"إلا ما يجي البوم اللي نخبط فيه على رأس نتنياهو، قطعا، أهلي مدنيين وأطفال وبقول احنا بنقاتل حماس".
وأظهر مقطع آخر طفل كأنه يحدق في الفراغ، وهو ينظر إلى جثامين عائلته التي استشهدت بالكامل في قصف إسرائيلي بقطاع غزة.
وأظهرت مشاهد تكدس الشهداء في المستشفى المعمداني، في مشهد اليوم الثاني من استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، تزامنا مع أداء بعض الفلسطينيون صلاة الجنازة على 6 شهداء في ساحة المشفى وسط دموع القهر والفقد والحزن.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، استئناف جريمة الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، عبر استهدافات مدفعية وغارات جوية مُكثفة؛ طالت مختلف مناطق القطاع.
وأسفرت عمليات القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي، وفق معطيات نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية ومصادر طبية، عن ارتقاء أكثر من 460 شهيدًا؛ 75% منهم أطفال ونساء ومسنون، بالإضافة لقرابة الـ 650 إصابة.