الساعة 00:00 م
الثلاثاء 29 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.86 جنيه إسترليني
5.1 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.13 يورو
3.62 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدد شهداء الحركة الرياضية في ارتفاع متواصل

كيف انتزعت الحرب روح الأماكن في غزة وحولتها إلى مأوى للنازحين؟

بالفيديو والصور الهاجس الذي يعصف بحياة النازحين.. المطر يغرق خيام النزوح بقطاع غزة

حجم الخط
خيام النازحين في فصل الشتاء - صورة أرشيفية.webp
غزة_ وكالة سند للأنباء

لم يعد الغزي يخشى القصف والاستهداف الإسرائيلي فحسب في هذه الإبادة الجماعية المتواصلة لشهرها الـ 14 تواليا، بل ثمة خطر محدق يخيم على ساكني الخيام من جديد في فصل الشتاء الثاني وهو المطر، في ظل مآواتهم بخيام مهترئة من أقمشة ونايلون لا تقي بردا، ولا تصمد أمام رشة مطر.

وأغرقت الأمطار خيام النازحين في وسط وجنوب قطاع غزة، بالإضافة لمراكز إيواء النازحين من شمال القطاع المحاصر لمدينة غزة في ملعب اليرموك، تزامنا مع منخفض جوي، سبق أن نبهت الأرصاد الجوية إلى تأثر البلاد فيه يومي الإثنين والثلاثاء.

وقضى كثير من النازحين ليلتهم الماضية وصباحهم في معاناة متجددة، وواقع مأساوي، حيثُ البرد والمطر الذي أنهك أجسادهم، والماء الذي تسرب لخيامهم ومضاجع نومهم.

وصباح اليوم، انتشرت مقاطع فيديو وصور مختلفة بين راود التواصل الاجتماعي بقطاع غزة، تبرز معاناتهم في ظل زخات مطرية تأثر بها القطاع، فغرقت خيام النازحين، وأخرى اقتلعتها الرياح، وتضررت ممتلكاتهم التي بالكاد أساسا استطاعوا توفيرها في ظل ظروف النزوح القاسية.

وفي إحدى الفيديوهات تتحدث بحرقة قلب سيدة نازحة من شمال القطاع لمدينة غزة بخيام ملعب اليرموك عن معاناتها، وغرق خيامهم، وهي تحمل طفلها الرضيع الذي استيقظ على الامطار الكثيفة التي لاحقته، فهربوا من الصواريخ، ولاحقتهم الأمطار، فعن أي نجاة يتحدث الغزي في حرب ضروس، وشتاء لم يعد ضيفا يحل بخفة الظل؟!.

ومن شمال القطاع إلى وسطه وجنوبه، والحال في النزوح بالخيام، والمعاناة في الأمطار تتشابه، فهذا أحد المواطنين يكتب على "فيسبوك": "أقل من 5 دقايق أمطار وخيامنا غرقت، والفراش غرق، والأطفال بدون غطاء.. كل النازحين نفس المعاناة".

لقطة الشاشة 2024-11-19 092106.png
 

كيف نام الناحون في الخيام؟ وبكلمات مختصرة تصف الحال، وتجيب عن السؤال، يعبر عنه أحدهم على "فيسبوك" قائلا: "نام النازحون ليلتهم وقوفا، ومنهم من ناموا وهم جالسين على الكراسي، بسبب غرق الخيام بمياه الأمطار.. يا رب  فرجك القريب".

لقطة الشاشة 2024-11-19 092634.png
 

إلى ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، خلال تصريحات إعلامية وصلت "وكالة سند للأنباء"، النازحون في القطاع يعانون بسبب السيول التي تتسلل إلى خيامهم.

وجدد الإعلامي الحكومي مناشدة المؤسسات الدولية التنسيق مع قوات الاحتلال لمساعدة مئات آلاف الأسر، مضيفا "مناشداتنا لا تلقى آذانا صاغية من المجتمع الدولي للأسف".

بدورها، قالت بلدية غزة إن حلول الشتاء وسط استمرار العدوان يفاقم الأزمتين الصحية والبيئية؛ بسبب تراكم الأنقاض، والركام بالشوارع.

استغاثات سابقة..

وفي سبتمبر/ أيلول المنصرم، تزامنا مع فصل الخريف، كان المكتب الإعلامي الحكومي قد أطلق نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ واقع 2 مليون نازح في قطاع غزة قبل فوات الأوان، بالتزامن مع قدوم المنخفضات الجوية، وقبل دخول فصل الشتاء وظروفه المناخية القاسية.

وأكد الإعلامي الحكومي في تصريحات تابعتها "وكالة سند للأنباء"آنذاك أن 74 % من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية.

وأشار إلى أن أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يوماً بعد يوم، إذ بلغ عدد النازحين بشكل عام من 1,9 مليون نازح إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة.

وسبق أن أطلقت مختلف بلديات قطاع غزة نداء تحذيريا للنازحين في بعض المناطق بالمدينة بشأن خطر يواجه حياتهم، مع اقتراب الشتاء، والمنخفضات الجوية خلال الفصل القادم.

مع اقتراب فصل الشتاء تبدو حاجة النازحين للمساعدات الإنسانية التي تقيهم البرد والمطر أمرًا مُلحاً، وسط نداءات ومطالبات دولية تحث على سرعة إدخالها، بينما تحذر الأرصاد الجوية من أمطار سيشهدها القطاع خلال فصل الشتاء.