حذر رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوا، ومدير الإغاثة الطبية في الجنوب، بسام زقوت، من التدهور الخطير للأوضاع الإنسانية في القطاع، نتيجة الجوع والأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة.
ودعا "الشوا" في حديثٍ إذاعي، المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي وفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية والإغاثية، في محاولة لإنقاذ حياة النازحين الذين يعانون، خاصة الأطفال وكبار السن.
وأعرب عن قلقه إزاء الأوضاع خلال فصل الشتاء، محذرًا من زيادة عدد الخيام التي قد تغرق بسبب الأمطار والفيضانات.
وأشار إلى أن العديد من النازحين قد اضطروا للعودة إلى أنقاض منازلهم بعد أن غمرت المياه خيامهم، موضحًا أن الاحتلال يسعى إلى خلق حالة من الفوضى بين النازحين في القطاع من خلال استغلال عصابات منظمة خارجة عن القانون تقوم بسرقة المساعدات الإنسانية.
من جانبه، قال مدير الإغاثة الطبية في الجنوب، بسام زقوت، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد كارثية مع كل لحظة، مشيراً إلى أن الجوع والبرد باتا يشكلان تهديداً حقيقياً لحياة المواطنين.
وأضاف أنه تلقى مناشدات ليلية من عشرات العائلات التي غمرت مياه الأمطار خيامها، وطالبت بإيجاد مأوى لها.
وحذر من ظاهرة متصاعدة تتمثل في قيام مجموعات منظمة بالسيطرة على المساعدات الإنسانية الواصلة إلى غزة، في إطار فوضى مستمرة ينفذها الاحتلال ضمن حرب الإبادة التي يتعرض لها القطاع.
وتشير التقديرات الحكومية إلى أن عدد النازحين وصل إلى مليوني نازح في محافظات قطاع غزة، "وهؤلاء نزحوا أكثر من 5 مرات متتالية، ومازالوا تحت قهر الظروف القاسية التي يفرضها الاحتلال".
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي، أمس الاثنين أنّ قرابة 10 آلاف خيمة جرفتها مياه البحر وتعرضت للتلف خلال اليومين الماضيين، نتيجة امتداد الأمواج مع دخول فصل الشتاء والمنخفض الجوي.
وأوضح المكتب الإعلامي، أن نسبة 81% من خيام النازحين في قطاع غزة أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك بعدما أصبحت 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل، نتيجة اهترائها تمامًا.
وكرَّر إطلاق نداء استغاثة إنساني عاجل للمجتمع الدولي ودول العالم والمنظمات الدولية والأممية لإنقاذ مئات آلاف النازحين في قطاع غزة قبل فوات الأوان.
وفي الأثناء أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن ما يسمح الاحتلال بإدخاله عبر المعابر، من الدقيق والمواد الغذائية، لا يلبي 6% من حاجة السكان، الأمر الذي تسبب بأزمة حادة، خاصة في الحصول على الخبز، وهو ما أدى إلى إغلاق معظم المخابز جنوب قطاع غزة.
ولفتت "أونروا" أنّ أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة، يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف، وأن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة للأسر في القطاع، واصفةً أوضاع النازحين بأنها "مأساوية"، في ظل الجوع والبرد، وعدم قدرة المنظمات الدولية على تلبية حاجات النازحين، إثر شح الطعام والغذاء.