الساعة 00:00 م
السبت 24 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.87 جنيه إسترليني
5.08 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.09 يورو
3.6 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

انعكاسات حرب غزة على الحالة النفسية للجنود الإسرائيليين وتهديد استمرارية خدمتهم

تغير المواقف الأوروبية من حرب الإبادة.. ما السر وما مدى التأثير؟

حماس: لا مفاوضات حقيقية منذ السبت ونتنياهو يُحاول تضليل العالم

ترجمة خاصة.. الغارديان: إسرائيل سبب ظهور العصابات الإجرامية في غزة والراعية لأنشطتها

حجم الخط
المساعدات إلى غزة.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن دولة الاحتلال الإسرائيلي هي سبب ظهور العصابات الإجرامية في غزة والراعية لأنشطتها في محاولة لتعميق الأزمة الإنسانية المتفاقمة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية على القطاع منذ نحو 14 شهرا.

وتناولت الصحيفة "اللحظات الفوضوية والعنيفة التي شهدتها قافلة ضخمة تحمل كمية من الدقيق تكفي لخبز الخبز لثلثي سكان قطاع غزة لمدة أسبوع هذا الشهر".

وأوضح مسؤولون في منظمات إغاثة دولية أن الهجوم نفذته مجموعات من اللصوص، وليس المدنيين الذين أصبحوا الآن محرومين من الغذاء في منطقة قريبة من المجاعة.

وبحسب الصحيفة كان الهجوم الذي وقع في السابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني هو الأخطر بعد شهور من تصاعد العنف الموجه ضد قوافل المساعدات في غزة، حيث حذر الخبراء من مجاعة وشيكة. وتقدر الأمم المتحدة أن ثلث أو أكثر من مساعداتها التي تدخل غزة تتعرض للنهب.

وقال أحد المسؤولين: "إنها جريمة منظمة على نطاق واسع. إنهم يأخذون الإمدادات التي تدفع ثمنها الدول للدعم الإنساني في غزة. إنها نتيجة مروعة أخرى للحرب، ومن العار المطلق أن يُسمح للأمور بأن تسوء إلى هذا الحد".

وأكد مسؤولون في مجال المساعدات الإنسانية إن الهجوم على القافلة كان له عواقب وخيمة للغاية. وقال أحد المسؤولين: "لقد توقف استلام الإمدادات والوقود بشكل كامل. وبالنسبة للوقود فإن الوضع فوضوي للغاية، لأنه يعني أننا سنظل على الأرض إلى أن يتم إصلاح الوضع".

وقال آخر إن القافلة كانت تحمل ما يكفي من الدقيق لتشغيل المخابز لخدمة 1.5 مليون شخص في وسط وجنوب غزة لمدة سبعة أيام تقريبا.

وذكر مسؤول أن برنامج الغذاء العالمي أفرغ مستودعاته بعد الهجوم، ووزع ما يكفي من الدقيق لمدة يومين. وفي الأسبوع الماضي تمكنت قافلة صغيرة من جلب ما يكفي لمدة 72 ساعة أخرى.

وقال "إن الأمر لا يتعدى مجرد الكفاف. ولا يوجد أي احتياطي على الإطلاق. وإذا نفد الاحتياطي، فسوف تغلق المخابز، وسيجوع مليون ونصف المليون شخص".

الاستهداف الإسرائيلي لعناصر الشرطة

تقول وكالات الأمم المتحدة إن حالة القانون والنظام تدهورت في مختلف أنحاء غزة بعد تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف عناصر وضباط الشرطة الذين يحرسون قوافل المساعدات في خضم حرب الإبادة على غزة.

وتمكن مئات من المجرمين المدانين من الفرار في وقت مبكر من الحرب الإسرائيلية بعد قصف السجون والمراكز الأمنية.

وتقول وكالات الإغاثة إن هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية، رفضت التصرف بشكل فعال ضد اللصوص الذين يزدادون جرأة. وقال مسؤولون إن الجيش الإسرائيلي أكد للأمم المتحدة أن طريق القافلة مؤمن.

وقال أحد المسؤولين في المجال الإنساني: "معظم عمليات النهب المنظمة تجري في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي. ليس لديهم قوات هناك، لكن طائراتهم المسلحة بدون طيار موجودة في كل مكان".

فيما قال مسؤول آخر في وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في غزة إنه رأى لصوصاً مسلحين "على مسافة قريبة جداً من دبابة إسرائيلية".

وقع الهجوم يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني حوالي الساعة 1.30 صباحاً، بعد وقت قصير من تحميل قافلة ضخمة مكونة من 120 شاحنة على الجانب الغزي من معبر كرم أبو سالم من إسرائيل في جنوب شرق القطاع.

ثم انطلقت القافلة إلى مراكز توزيع تابعة للأمم المتحدة في خان يونس، على بعد 15 كيلومترًا، ودير البلح، على بعد 25 كيلومترًا بالسيارة على طرق متهالكة. وقد دمرت الهجمات الإسرائيلية جميع المستودعات الأقرب أو أصبحت غير قابلة للوصول إليها منذ مايو.

وكان من المقرر أن تغادر الشاحنة قبل الفجر بقليل، ولكن تم تغيير توقيت انطلاقها في اللحظة الأخيرة في محاولة لخداع اللصوص.

وعبرت المركبات الرائدة منطقة قاحلة مهجورة شهدت العديد من الكمائن، ثم اتجهت شمالاً على طريق صلاح الدين، الشريان الرئيسي في غزة.

وسمح المهاجمون للشاحنات العشر الأولى بالمرور، لكنهم أطلقوا النار على إطارات الشاحنات التي تليها، مما أدى إلى عرقلة مرور الشاحنة رقم 97 التي خلفها.

وذكرت بعض المصادر أن مئات المسلحين ببنادق هجومية هاجموا في ظلام دامس تقريبا، وأطلقوا النار في الهواء أو باتجاه الشاحنات، وضربوا السائقين أو هددوهم، ثم أجبروهم على قيادة شاحناتهم إلى قواعد معدة مسبقا ومزودة بشاحنات رافعة شوكية حيث أُمروا بتفريغ حمولتها.

أزمة إنسانية مقابل مبالغ ضخمة للعصابات

قال مسؤولون في مجال المساعدات الإنسانية إن الهجوم يمثل "تغييراً هائلاً" في الحجم والطموح. فقد حققت العصابات مبالغ ضخمة في الأشهر الأخيرة من خلال سرقة وتخزين المساعدات.

وقد ارتفعت أسعار المواد الأساسية في غزة بشكل حاد مع انخفاض كميات المساعدات المقدمة بشكل حاد. وكانت كل شاحنة نهبت في السابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني تحمل أكثر من 400 كيس من دقيق القمح، كل منها بقيمة 100 دولار في أسواق غزة.

ولم تفلح الجهود الرامية إلى إنشاء طرق بديلة لتجنب أجزاء الطريق الأكثر عرضة للنهب مع استمرار القيود والهجمات الإسرائيلية.

ففي الثالث عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، تعرضت القوافل الأولى التي حاولت استخدام طريق أكثر مباشرة إلى دير البلح من معبر كيسوفيم الذي تم افتتاحه حديثاً للهجوم، حيث تعرضت 14 شاحنة من أصل 20 شاحنة للنهب. وتم نقل أربعة سائقين إلى المستشفى، ثلاثة منهم مصابون بطلقات نارية.

وقد انخفضت الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في أكتوبر/تشرين الأول.

وأنشأت حركة حماس "لجان مقاومة شعبية" بالتعاون مع العشائر المحلية لفرض نوعا من النظام ومحاولة تأمين دخول وتوزيع الإمدادات الإنسانية.

وبعد يوم من الهجوم على القافلة، قالت مصادر في وزارة الداخلية في غزة إن 20 شخصا قتلوا في عملية لاستعادة الإمدادات المنهوبة، مؤكدة أن العملية بداية لحملة أوسع لمعالجة المشكلة.

وبحسب الغارديان قال مسؤول في حماس إن العملية أظهرت أن الحركة لا تزال تحكم غزة، مضيفا أن "حماس كحركة موجودة... وحماس كحكومة موجودة أيضًا، ليست قوية كما كانت في السابق، لكنها موجودة".

وقال زعماء المجتمع المحلي إن السكان المحليين قاتلوا ضد اللصوص قبل أيام وتمكنوا من استعادة بعض الشاحنات المسروقة، والتي أعيدت بعد ذلك إلى برنامج الأغذية العالمي.

وقد برزت منطقة وسط غزة كمركز للمقاومة ضد العصابات المسلحة التي تعمل في الجنوب، حيث وردت تقارير متعددة عن وقوع اشتباكات بين مجموعات المجتمع المحلي والأسر المتمركزة هناك والعصابات التي تسرق المساعدات قبل أن تصل إلى أجزاء أخرى من المنطقة.

وقال مسؤولان في مجال المساعدات الإنسانية في غزة إن المستشفيات الميدانية في وسط وجنوب غزة شهدت حالات متعددة من الإصابات التي وقعت في ما يبدو أنها هجمات عقابية على اللصوص من قبل "المتطوعين".