الساعة 00:00 م
الأربعاء 05 فبراير 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.44 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.7 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خسائر الحركة الرياضية خلال الحرب على غزة

محمد الضيف.. الزوج والأب الحاني على لسان زوجته "أم خالد"

الحرب وارتفاع الأسعار.. تغيّب عادات وتقاليد الزيارات الاجتماعية

حجم الخط
WhatsApp Image 2024-12-11 at 11.03.46.jpeg
غزة – مجد محمد – وكالة سند للأنباء

باتت هموم المواطنين اليومية ومعاناتهم المستمرة بسبب ويلات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، أحاديث وقصص تتوارد في زياراتهم الاجتماعية، خاصة ارتفاع أسعار البضائع وأخبار الهدنة ووقف إطلاق النار.

وبجانب هذه التغيرات التي طرأت في عادات وتقاليد الزيارات الاجتماعية بين أهالي قطاع غزة، اختلفت أيضاً طبيعة الهدايا المقدمة فيما بينهم، فأصبح من الممكن إهداء بعض أصناف الخضروات، وبعض المعلبات والمنظفات، عقب إغلاق المحلات التجارية أبوابها بسبب الحصار المفروض على البضائع منذ بدء الحرب، وشح الأصناف الموجودة.

صلة رحم واجبة..

لعدة ساعات، يتجول المواطن خالد جبر على البسطات في سوق مدينة النصيرات وسط القطاع، باحثاً عما يشتريه كهدية لزيارة والدته المريضة والكبيرة بالسن، في الوقت الذي صدم أيضاً بالأسعار الباهظة.

ويقول جبر لمراسل "وكالة سند للأنباء"، إنه قرر في النهاية شراء حبتين "أفوكادو" بسعر 18 شيكلًا، وحبتين باذنجان بسعر 13 شيكلًا، حيث اعتبرها أفضل الموجود بالسوق كهدية، بعد أن كان هذا المبلغ في السابق يمكنه من شراء هدية فخمة.

ويلفت النظر إلى انقطاع منتجات الحلويات والبسكويت؛ بسبب غلاء أسعار السكر والسيرج وغاز الطهي، حيث وصلت سعر كيلو القرشلة على سبيل المثال إلى 72 شيكلًا.

من جانبها، تشير السيدة إيناس علي؛ والتي كانت تتجول في أحد الأسواق ومحلات الملابس، بحثاً عن هدية لشقيقتها التي رزقت بمولود قبل أيام، إلى الأسعار الباهظة والتي وصلت إلى حد 60 شيكلًا للقطعة الواحدة.

وتضيف إيناس في حديثها لمراسل "وكالة سند للأنباء"، أنها لجأت لبعض الملابس المستعملة لديها كهدية لشقيقتها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وتشير، إلى أن فترات الزيارات الاجتماعية باتت قصيرة بسبب ظروف الحرب، وفي الغالب تنتهي قبيل صلاة المغرب وليس كما السابق من حيث السهرات العائلية المسائية، في الوقت الذي انعدمت فيه الرحل الترفيهية.

ضيافة محدودة وحرجة..

من جانبها تقول السيدة آيات أحمد، إنها باتت تتحرج من زوارها عند تقديم الضيافة لعدم توفر أصناف في السوق، وكذلك ارتفاع أسعار الشاي والقهوة بشكل ملحوظ، والتي وصلت إلى حد 60 شيكلًا للوقية.

وتضيف آيات في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء"، أنها اضطرت لتقديم بعض من أصابع بسكويت التمر فقط، لشقيقيها اللذان قدما لزيارتها بعد فترة من الغياب، في الوقت الذي طلبا منها عدم تقديم أي ضيافة كحال أغلب المواطنين عندما يزورون بعضهم في هذه الأيام.

الحرب وارتفاع الأسعار عنوان الزيارة..

ولعلها باتت قضايا الحرب والمجازر وارتفاع الأسعار الباهظة، حديث المواطنين خلال الزيارات الاجتماعية، ولم يعد كما السابق تبادل التهاني أو الضحكات بعد أن فقدت الحياة بريقها في قطاع غزة منذ أكثر من عام.

ويقول المواطن محمد خليل، إنه لأكثر من ساعة لم تكن الأحاديث خلال الزيارة لشقيقه سوى أخبار الهدنة وإلى أين وصلت، وكذلك تبادل أسعار البضائع في السوق كل في منطقته ما بين البريج والزوايدة، وأيهما أرخص سعرا وما هو متوفر لديهم وما هو مقطوع.

ويبين "ضيف سند"، أن الزيارات أصبحت كلها عبارة عن أماني وأدعية بانتهاء الحرب، والعودة للحياة السابقة، وتبادل المناسبات السعيدة.

سلوك اجتماعي طبيعي..

من جانبه يقول دكتور علم النفس درداح الشاعر، إن ما يحرك السلوك الاجتماعي هو نظام الحاجات، حيث يبدأ بالحاجات الأكثر أهمية ثم الأهم ثم الأقل أهمية، وبالتالي نحن في واقع نحتاج لوقف الحرب والشعور بالأمان وهو أهم الحاجات في حياتنا.

ويضيف الشاعر في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن التركيز في أحاديث الزيارات على ارتفاع أسعار السلع وأخبار وقف إطلاق النار، ينبع كون الشعور بالأمن كحاجة لدى الإنسان، وتكرار الإنسان حديثه وشعوره يتمحور حول حاجته وهي وقف الحرب.

وأردف: "وبالتالي كل أحاديث الناس حول وقف الحرب، وفي حال أشبعت هذه الحاجة وتحقق وقف إطلاق النار، تعود الاهتمامات الأخرى مثل الاهتمام بالمال والتجارة والزيارات".

ويشير ضيفنا، إلى أن هناك خشية لدى الإنسان في حال خرج لزيارة سيكون هناك ضرر، وأصبحت الزيارات قليلة لحين ميسرة أمنية تساعده على الذهاب، وهذه الحاجة قد يتم إشباعها بعد وقف إطلاق النار، ويعود المجتمع الفلسطيني لروابطه الاجتماعية كما كان قبل الحرب.