استشهدت الطفلة الرضيعة عائشة عدنان سفيان القصاص، البالغة من العمر 20 يومًا، فجر اليوم الجمعة، نتيجة البرد الشديد الذي اجتاح خيمتها في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، أن الرضيعة عائشة لفظت أنفاسها الأخيرة داخل الخيمة نتيجة انخفاض درجات الحرارة الحاد وغياب وسائل التدفئة الأساسية.
ولم تعد المعاناة في قطاع غزة تقتصر على الخوف من القصف والغارات الجوية، بل امتدت لتشمل صراعاً يومياً مع قسوة الطبيعة.
ففي مخيمات النزوح المنتشرة على أطراف القطاع، يواجه السكان شتاءً قاسيًا تحت خيام مهترئة بالكاد تقيهم المطر أو البرد.
تلك الخيام، المصنوعة من أقمشة ونايلون ضعيف، تتحول مع أول زخات المطر إلى مصائد للماء والطين، ما يجعل حياة النازحين أقرب إلى مأساة مستمرة بلا أفق للحل.
ومع حلول الشتاء الثاني منذ بدء العدوان الإسرائيلي، يعيش آلاف النازحين في ظروف إنسانية صعبة. الأطفال يرتجفون من البرد، والمياه تتسرب إلى أماكن نومهم، تاركة إياهم بلا دفء أو مأوى آمن.
أما النساء والشيوخ، فيحاولون يائسين منع الغرق داخل الخيام باستخدام أواني متهالكة لإزالة المياه المتدفقة، بينما تستمر أصوات الرياح والأمطار في تهديد أمنهم الهش.
استغاثات سابقة..
وفي سبتمبر/ أيلول المنصرم، تزامنا مع فصل الخريف، كان المكتب الإعلامي الحكومي قد أطلق نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ واقع 2 مليون نازح في قطاع غزة قبل فوات الأوان، بالتزامن مع قدوم المنخفضات الجوية، وقبل دخول فصل الشتاء وظروفه المناخية القاسية.
وأكد الإعلامي الحكومي في تصريحات تابعتها "وكالة سند للأنباء" آنذاك أن 74 % من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية.
وأشار إلى أن أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يوماً بعد يوم، إذ بلغ عدد النازحين بشكل عام من 1,9 مليون نازح إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة.
وسبق أن أطلقت مختلف بلديات قطاع غزة نداء تحذيريا للنازحين في بعض المناطق بالمدينة بشأن خطر يواجه حياتهم، مع اقتراب الشتاء، والمنخفضات الجوية خلال الفصل القادم.