الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

بدخول مربعينية الشتاء..

خاص بالفيديو شُح الأدوية وبَرد الخيام يفتك بالنازحين جنوب قطاع غزة

حجم الخط
شح الأدوية وبرد الخيام يفتك بالنازحين جنوب قطاع غزة
غزة - وكالة سند للأنباء

يُشكِّل شُح الأدوية التي يفتقدها المرضى في قطاع غزة هاجساً يفتح الطريق للأمراض بالتفشي في أجساد النازحين، وأبدان الأطفال الهزيلة، دون وجود بنية صحية وتغذية أو حتى مأوىً يقيهم البرد والمرض.

وتسببت المنخفضات الجوية على قطاع غزة منذ بدء تساقط الأمطار، بغرق 10 آلاف خيمة وفقاً لتصريحات جهاز الدفاع المدني، وسط تحذيرات من انتشار الأوبئة ونزلات البرد بسبب اكتظاظ النازحين ونقص الموارد، والدخول في "مربعينية الشتاء".

اكتظاظ مهول..

يقول طبيب الأنف والأذن والحنجرة محمود القانوع في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إنهم يقومون في النقطة الطبية المتواجدة غرب خانيونس جنوب قاطع غزة، خاصةً منطقة "أصداء"، برعاية النازحين هناك، والتي يتجاوز عدد السكان فيها 60 ألف مواطن، أي ما يقارب من 12 إلى 15 ألف عائلة متواجدة في هذا المربع.

ويشير إلى أن عشرات الحالات اليومية تمر على النقطة الطبية، أبرزها حالات أمراض الجهاز التنفسي، والتهابات الجهاز الهضمي، وذلك نتيجة سوء التغذية، وسوء مواد التعقيم والتنظيف، ما أدت لمشاكل كثيرة في الجهاز الهضمي من إسهال ومشاكل معوية.

ويُرجع الطبيب "القانوع" كثرة انتشار أمراض الجهاز التنفسي إلى تواجد العائلات في الخيام التي لا تأوي من برد الشتاء ولا حر الصيف، فتخترق البرودة أجساد الكبار، وأجساد الصغار الهزيلة التي تفتقر إلى المناعة بسبب سوء التغذية.

ويُوضح في حديثه لمراسلنا أن هذه الأمراض بحاجة إلى علاجات جيدة وفحوصات ومتابعة دورية وتصوير أشعة؛ مستدركاً "لكنها خدمات طبية غير متوفرة، حتى العلاجات نادرة التواجد، وصعوبة الحصول عليها نتيجة إغلاق المعابر".

"بدنا علاج لأطفالنا"..

ولا ينفك السيد محمد حجاج من استخدام الطرق التقليدية "كمادات المياه"، في محاولته خفض حرارة جسم طفلته الصغيرة، التي تعرضت لنزلة برد خلال الليلة الماضية(..)

ويُبدي "حجاج" وهو أحد النازحين من حي الشجاعية إلى مواصي خانوينس، خوفه وقلقه على صحة أطفاله، خاصةً أن معاناتهم بدأت تتفاقم أكثر منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، خاصة الشهور الخمسة الأخيرة.

ويصف ضيف "وكالة سند للأنباء" معاناة طفلته التي أصيبت بارتفاع درجة حرارتها، دون أن يتمكن من توفير أدنى مسكن لها أو خافضٍ للحرارة، ما اضطره للبقاء من ساعات الصباح حتى مساء أمس، في محاولةٍ لخفض درجة حرارتها.

ويزيد "عندي 10 أطفال أكبرهم 18عاماً، وأصغرهم 3 شهور، أنا بدي علاج لأولادي، لا أطلب الوقوف معنا بأي شيء غير توفير العلاج اللازم للأطفال".

بدوره، يتساءل أحد المواطنين النازحين في مواصي خانيونس، ""هل تنتظرون منا دفن أطفالنا حتى ترسلوا لنا الأدوية"؟

ويَذكر لمراسلنا أنه توجه إلى العيادة الطبية للحصول على أقل شيء وهو دواء مُسكِّن "أكمول" لكنه لم يجد، مضيفاً "نحن صامدين رغم الشتاء والحرب، ولكن والله الوضع صعب وتعُز علينا المناشدة، لكننا بحاجة لعلاج لنا ولأطفالنا".

أدوية مفقودة..

وبهذا الصدد، يؤكد الصيدلي خالد خليل أن أمور الدواء صعبة للغاية؛ خاصةً أن الاحتلال حَشَرَ الناس في منطقة ضيقة، مكتظة بالنازحين والخيام المتهالكة، ما أثر بشكل سلبي على النازحين والمرضى، وتسبب بانتشار الأوبئة والأمراض.

ويتابع لـ"وكالة سند للأنباء" أن الصيدليات والعيادات الطبية تفتقر إلى أنواع كثيرة من الأدوية، فهناك احتياجات جمَّة في أدوية الجلدية بأنواعها كافة، كذلك أدوية الرشح والسعال، وأدوية الأمراض المزمنة، مطالباً بتوفير الأدوية قدر الإمكان حتى يتسنى للأطباء والصيادلة من خدمة أهالي قطاع غزة.

وفي وقت سباق، جدد المكتب الإعلامي الحكومي في بيان له إطلاق "نداء استغاثة إنساني عاجل للمجتمع الدولي ولجميع دول العالم ولكل المنظمات الدولية والأممية، لإنقاذ مئات آلاف النازحين بقطاع غزة قبل فوات الأوان".

ويأتي ذلك في بدء المنخفضات الجوية بالقدوم على القطاع، وسط حالة متهالكة بين الخيام والصحة، وشُح إمكانيات الحماية من الأمراض.

ويوضح "الإعلامي الحكومي" أن جيش الاحتلال منع إدخال 250 ألف خيمة وكرفان "منازل متنقلة"، إلى القطاع في ظل واقع إنساني خطير.