الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

بالفيديو الألغام.. خطر يتربص بالفلسطينيين في الضفة الغربية

حجم الخط
WhatsApp Image 2024-12-28 at 9.49.14 AM.jpeg
بيت لحم- وكالة سند للأنباء

صوت الانفجار القوي والدخان المنبعث، جعلا الفلسطيني ياسر رشايدة يهرع للمكان لمعرفة ما يجري، وهناك كانت الصدمة.

إلى أشلاء متناثرة، تحول جسم نجله محمد (7 سنوات) نتيجة انفجار لغم أرضي، من مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اتخذ من المنطقة مكانًا لتدريبات عسكرية، قبل سنوات.

حسرة كبيرة تجرعها رشايدة، الذي كان يرعى أغنامه في قرية الرشايدة، جنوب شرق بيت لحم، حاله حال ستة آباء آخرين في نفس القرية، خسروا أبناءهم بنفس الطريقة، خلال سنوات سابقة.

وقال ياسر رشايدة لوكالة سند للأنباء "كنت أرعى الأغنام في منطقة سهلية بجانب القرية، وابتعد نجلي بعض المسافة عني، وإذا بصوت انفجار قوي في مكان قريب، ذهبت ووجدت أن ابني محمد فارق الحياة وجسمه مقطّع".

وتابع أن ذلك اللغم كان مدفونًا يبدو في التربة، وبرز جزء صغير منه فقط للخارج، وربما يعتقد من يراه بأنه مجرد قطعة حديدية ولا يعلم مدى الخطر الذي يحتويه".

مأساة كبيرة وخطر محدق

وتعيش قرية الرشايدة مأساة كبيرة، ويخشى سكانها التعرض لخطر الذخائر غير المنفجرة بأي وقت، كونهم يعتاشون على تربية الثروة الحيوانية، ولا بد لهم من الخروج والتنقل بها للرعي في البرية.

وقال فواز رشايدة، أحد مواطني القرية، لوكالة سند للأنباء، إن قرية الرشايدة فقدت 7 من أبنائها نتيجة تلك الذخائر غير المنفجرة، فيما تعرض نحو عشرين آخرين لتشوهات وعاهات بسبب التعرض لها.

وأشار أن جهودًا بذلت في السابق للتخلص من تلك الذخائر في القرية ومحيطها، ولكن هناك حاجة لمزيد من العمل من أجل إزالة كل الألغام والقذائف، والتخلص من الخطر الذي يمكن فيها بشكل تام.

جهود لإزالة الألغام

المركز الفلسطيني لمكافحة الألغام، التابع لوزارة الداخلية، هو الجهة الوحيدة تقريبا التي تعمل على التخلص من الذخائر غير المنفجرة بمناطق الضفة، في حال سمحت سلطات الاحتلال بذلك، وفق المنطقة وتصنيفها.

ويقول المركز إنه من أصل 16 حقول ألغام بالضفة، فقد عمل على تطهير 11 منها، بمساعدة خبراء أجانب.

لكن المركز يواجه إشكالية جديدة، يخلقها استمرار عدوان الاحتلال وعملياته العسكرية بمناطق الضفة الغربية، والتي تسبب في "تلوث" مناطق جديدة بالذخائر والقذائف، وتزيد الخطر على الفلسطينيين.

وقال نائب مدير المركز العقيد عيسى غنيمات، إن "مشكلة الذخائر غير المنفجرة موجودة مذ العهد البريطاني، وتمت عمليات إزالة سابقا، ولكن حجم تلك المخلفات تضاعفت بعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، والنشاطات والتدريبات العسكرية التي يقوم بها الجيش في مختلف مناطق الضفة".

وأضاف غنيمات لوكالة سند للأنباء، أن الخطر يزداد في المناطق المصنفة ج، والتي تخضع إداريا وعسكريا للاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، حيث اتخذ منها الجيش مواقع للتدريب.

وأردف غنيمات "تتوزع تلك المخلفات والذخائر المتروكة في مناطق مسافر يطا جنوب الخليل، ومنطقة جنوب شرقي بيت لحم، وكذلك مناطق طوباس وتياسير شمال الضفة الغربية".

وبين أن "الذخائر غير المنفجرة تزداد أيضًا في المناطق التي تشهد اقتحامات إسرائيلية مستمرة، واشتباكات ومواجهات مسلحة، وهو الأمر الذي بدا أكثر وضوحًا بعد السابع من أكتوبر 2023، حيث تصاعدت اعتداءات الاحتلال واقتحاماته للمدن والمخيمات".

وعن حجم تلك المخلفات، أجاب العقيد غنيمات "ليست لدينا تقديرات دقيقة، ولكن معظم المناطق التي شهدت مواجهات، زاد فيها التلوث بالذخائر".

وفيما يتعلق بالأضرار التي تسببت بها، أوضح غنيمات تسجيل 485 حادثًا، خلفت إصابات ووفيات، وهي إحصائية سجلت حتى كانون أول 2023.

تصاعد الخطر بعد 7 أكتوبر

ومضى بالقول "بعد السابع من أكتوبر2023، زاد الوضع تعقيدًا، بسبب اتساع المواجهات مع الاحتلال، ولفت إلى تسجيل 100 حادث انفجار منذ ذلك الوقت حتى اليوم، خلفت عدة إصابات، من بينها 4 وفيات".

وحذر غنيمات من خطورة الوضع القائم في الضفة الغربية، خاصة في مدن جنين وطولكرم وقلقيلية ونابلس وأريحا، ومخيماتها، وهي التي تتكرر فيها المواجهات والاشتباكات مع جيش الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة.

ولفت إلى أن عملية إزالة الألغام تعيقها تقسيمات الضفة، ومعيقات الاحتلال في مناطق ج.

وقال "تمكنا من خلال جهات دولية من الحصول على خرائط لأماكن انتشار الألغام في بعض المناطق جنوب وشمال الضفة، وحصلنا على إحداثيات لها، وحاولنا بكل الجهود وكل الطاقة إزالتها، ولكن الاحتلال يرفض تقديم التسهيلات في هذا الشأن، سواء بتوفير المعدات أو الدخول لتلك المناطق".

وأردف "تدخلت جهات دولية للضغط نحو تمكيننا من العمل، ولكن مع الأسف الاحتلال يرفض التعاون، خاصة في المناطق المصنفة ج".

وشدد العقيد غنيمات على أهمية التوعية بخطر تلك المخلفات، وعدم الاقتراب منها أو لمسها.

ووفق جهات أممية، فإن تكلفة تركيب لغم تبلغ 3 دولارات فقط، ولكن تكلفة إزالة لغم تصل إلى 300 دولار.