الساعة 00:00 م
السبت 19 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

يد "إسرائيل" في سوريا.. الذريعة "أمنية" والأهداف استراتيجية

حجم الخط
472911448_630050209362658_7157937906514629514_n.jpg
رام الله/ عمان – وكالة سند للأنباء

في محاولة لاستغلال حالة الفراغ الأمني بعد سقوط النظام السوري بقيادة بشار الأسد، وانشغال السوريين بترتيب أوضاعهم الداخلية، سارعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى السيطرة على مناطق سورية، تحت حجة حماية أمنها وحدودها.

وإن كان الجيش الإسرائيلي أعلن أن انتشار قواته "مؤقت" لضمان الأمن في مرتفعات الجولان، غير أن الواقع والتصريحات الإسرائيلية تكشف حقيقة مغايرة، تتعلق بقضم الأراضي وضمها لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة الأمد.

فبعد سقوط نظام بشار الأسد، شن الطيران الحربي الإسرائيلي هجمات بأكثر من 350 طائرة داخل الأراضي السورية، شملت، وفق ما أعلن الاحتلال، قواعد عسكرية وأنظمة صواريخ ومنظومات دفاع جوي ومواقع إنتاج حربي ومستودعات أسلحة وأسلحة كيميائية.

ووُصِفت الهجمات بأنها الأكبر في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي، وأسفرت عن تدمير ما يقرب من 70-80% من القدرات العسكرية السورية، وفق التقديرات الإسرائيلية الرسمية.

وتزامنا مع تصعيد الضربات الجوية الإسرائيلية وزيادة التوغل البري، قامت القوات الإسرائيلية باحتلال مبنى محافظة القنيطرة في مدينة السلام (البعث)، وتحويله إلى قاعدة عسكرية، كما أنشأت حواجز ترابية حول القاعدة العسكرية، وزودتها بأجهزة مراقبة وتتبع.

كما تقوم تلك القوات بإطلاق النار في الهواء لتخويف السكان المدنيين الذين يقتربون من المنطقة، وتفرض حظر تجوال في القرى المحتلة بعد الساعة الثالثة عصراً.

وتسعى "إسرائيل"، بحسب محللين، لتحصيل اعتراف دولي بحقها في الأراضي التي احتلتها عام 1967، وأنها تحاول منذ عقود رفع صفة "الاحتلال" عنها، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 242، حيث يدعو مجلس الأمن الدولي "إسرائيل" للانسحاب إلى حدود ما قبل حرب 1967.

"إسرائيل الكبرى"

وفي حوارات منفصلة مع "وكالة سند للأنباء"، أكد محللان أن لدى "إسرائيل" أطماعًا استعمارية معروفة ومعلنة، في إقامة ما يطلق عليه "إسرائيل الكبرى"، وأنها سترسخ ذلك في فترة ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المرتقبة، وهو الذي اعتبر أن الجولان أراضٍ إسرائيلية لا محتلة.

وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، ياسر منّاع، إنّ لدى "إسرائيل" الكثير من الأطماع الاستعمارية انطلاقًا من إيمان قيادة الاحتلال سواء اليمينة أو اليسارية بتحقيق ما يسمونه "إسرائيل الكبرى"، وسط محاولات حثيثة لنزع صفة "محتل" عنها في أروقة المجتمع الدولي.

ولفت "منّاع"، أنه وعلى ما يبدو أن الاحتلال كان مستعدًّا ولديه خطة لاحتلال الأراضي السورية، وفقاً لسرعة التحرك التي قام بها بعد سقوط نظام الأسد بساعات، من خلال توغله لما بعد الجولان وصولاً لريف دمشق الغربي والسيطرة على القرى المأهولة هناك.

وأردف "لكن السؤال هنا هل يستطيع الاحتلال الإسرائيلي الاحتفاظ بهذه المناطق المأهولة بالسكان السوريين الذين يرفضون الاحتلال بشكل قاطع؟".

وبين المحلل السياسي "منّاع"، أن الموضوع له أبعاد عدة، فمن ناحية يرى القادة الإسرائيليون أن هذه نقاط حدودية من الضروري جداً السيطرة عليها على اعتبار إنها الخطوط الدفاعية الأولى لحماية العمق الإسرائيلي بغض النظر عمّن كان يحكم تلك البلاد، بالإضافة إلى أباعده الدينية والتوراتية والديموغرافية.

ذرائع أمنية

ورأى أن "إسرائيل" تتذرع تارة بأن هذا التوسع مؤقت وبذرائع أمنية، وتارة تعتبر أن سقوط نظام الأسد يعتبر إنهاءً لاتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974، وبالتالي من المبرر لها من الناحية الدفاعية والأمنية السيطرة على هذه المناطق، والتي تعتبر في القانون الدولي ذات سيادة، في ظل صمت دولي مستغرب.

ويعتقد مناع أن دولة الاحتلال تسعى لزرع وعي لدى دول الطوق، أنها اليد العليا وهي المنتصرة دائمًا.

والجمعة، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن "إسرائيل" تخطط لإقامة ما سمتها "منطقة سيطرة" بطول 15 كيلومترا داخل سوريا و"مجال نفوذ" استخباري يمتد لنحو 60 كيلومترا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن تل أبيب "ستحتاج إلى الحفاظ على محيط عملياتي يبلغ طوله 15 كيلومترا داخل الأراضي السورية".

وتبرر تل أبيب أطماعها هذه بعدم اطمئنانها للإدارة الجديدة في سوريا، وسط مواصلة مهاجمتها من مسؤولين إسرائيليين.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين عبروا عن "اندهاشهم" مما وصفوه بـ "عمى الغرب" تجاه نظام أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة.

دعم أمريكي

بدوره، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، الأكاديمي عمر جعارة، إن أي حراك ميداني عسكري تقوم به "إسرائيل" في المنطقة، سواء كان في لبنان أو سوريا أو الأردن أو حتى سيناء لا يتم إلا بدعم أمريكي، بل ويحقق الأجندة الأمريكية في المنطقة.

ولفت جعارة إلى أن "إسرائيل" من الناحية الأمينة في ظل وجود نظام الأسد، لم تكن بحاجة للتفكير في التوسع وحماية حدودها مع سوريا، لأن نظام الأسد كان هو من يقوم بدور الحماية لها لأكثر من نصف قرن من الزمن.

وبين أن التوسع لما وراء الحدود والتوغل في أراضي دولة مجاورة معترف فيها في بالهيئة العامة للأمم المتحدة يعد مخالفاً لأسس القانون الدولي، ويعرف وفقاً لهذا القانون بأنه احتلال غير مشروع.

وأضاف جعارة، أنه وبنظر لواقع الأمور فإن "إسرائيل" لا تملك القدرة العسكرية أو البشرية للتوسع الحقيقي، وما تقوم به ما هو إلا مناورة تحقق أجندة أمريكية في المنطقة، لأنها فقيرة في السكان أولاً، ولأنها لا تستطيع أن تمتلك من الجنود ما يكفي للسيطرة على هذه الأماكن.

واعتبر أن الولايات المتحدة اليوم تحاول فرض واقع جديد في الشرق الأوسط، يتمحور حول شرق أوسط جديد تقوده "إسرائيل" بالقوة وبفرض الهيمنة، ليس على دول الجوار فحسب؛ بل إن يدها تطال اليوم اليمن وتهدد بضرب المقاومة في العراق.

ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل 1150 كلم مربع من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية، البالغة 1800 كلم مربع، وأعلنت عام 1981 ضمها إليها، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.