قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن دولة الاحتلال الإسرائيلي فشلت في سحق المقاومة في غزة على الرغم من أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية والقصف المكثف بأحدث الأسلحة والقنابل وبشكل غير مسبوق في تاريخ الحروب في التاريخ الحديث.
وأبرزت الصحيفة أن المقاومة في غزة أثبتت قدرتها على تجاوز الضربات الإسرائيلية المتتالية ضد قيادتها وعناصرها وتدمير معاقلها وإغلاق المعابر الحدودية وتشديد الحصار من أجل منع تسليحها، وظهرت قادرة على إعادة بناء نفسها بل وتجنيد مقاومين جدد بشكل مستمر.
ونبهت إلى أن الإجرام الإسرائيلي غير المسبوق في غزة "خلق جيلًا جديدًا من المجندين المحتملين، وترك غزة مليئة بالذخائر غير المنفجرة التي يمكن لمقاتلي حركة حماس تحويلها إلى قنابل بدائية".
وبحسب الصحيفة تستخدم حماس هذه الأدوات لمواصلة إلحاق الضرر بجيش الاحتلال.
وأشارت إلى إعلان الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي بمقتل 10 جنود في منطقة بيت حانون شمال غزة، وما تبعه من قتل خمسة جنود على الأقل في رفح.
تحدي مستمر للاحتلال
أكدت وول ستريت جورنال أن حملة التجنيد والمعارك المستمرة للمقاومة تشكل تحديًا جديدًا لإسرائيل "فعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي ألحق أضرارًا بحركة حماس في غزة، إلا أنه اضطر على مدى أشهر للعودة إلى مناطق سبق أن توغل فيها لمواجهة معارك جديدة".
وقالت إن هذه الدائرة تسلط الضوء على صعوبة إنهاء حرب استنزفت القوات الإسرائيلية وما زالت تهدد حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال أمير أفيفي، وهو لواء متقاعد في الجيش الإسرائيلي: “نحن في وضع حيث وتيرة إعادة بناء حماس لنفسها أعلى من وتيرة القضاء عليها من قبل الجيش الإسرائيلي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس لم تعلن عن عدد مقاوميها الشهداء، كما لا يزال أعداد المجندين الجدد في الحركة غير واضح.
ونقلت عن الجيش الإسرائيلي قوله إن حماس جندت مئات الأشخاص في الأشهر الأخيرة، وأن عملية التجنيد تحدث في جميع أنحاء قطاع غزة، مع التركيز على الشمال، فيما يقول مسؤولون عرب إن "إسرائيل" أخبرتهم أن العدد قد يصل إلى الآلاف.
وبحسب الصحيفة يشن المقامون الجدد، رغم افتقارهم للخبرة، هجمات خاطفة ضمن خلايا صغيرة مكونة من بضعة مقاومين فقط، مستخدمين أسلحة خفيفة وأخرى مضادة للدروع لا تتطلب تدريباً عسكرياً كبيراً.
وأمضى الجنود الإسرائيليون شهوراً في قتال جديد مع المقاومة في شمال غزة. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها الجناح العسكري كتائب القسام على الإنترنت أساليب القتال الحالية للحركة في شمال غزة.
ويظهر أربعة مقاومين في أحد المقاطع من أواخر العام الماضي، وهم يقتربون من دبابة ويثبتون جهازاً يؤدي إلى تفجيرها، ويظهر مقاوم من حماس في مقطع آخر، يتنقل بين أنقاض مبنى مدمر قبل أن يطلق قذيفة صاروخية على دبابة.
وأوردت الصحيفة أن موقف قادة حماس في غزة بأنه "إذا لم تكن هناك صفقة شاملة تنهي معاناة جميع سكان غزة وتبرر دماءهم وتضحياتهم، فإن حماس ستستمر في القتال".
وأشارت إلى أن الاحتلال قد يكون أضعف قدرة حماس على نقل الأسلحة من خلال إنشاء ممرات أمنية داخل القطاع والسيطرة على الحدود التي تمتد 9 أميال بين مصر وغزة، ومع ذلك، كانت لدى الحركة مخزونات كبيرة من الأسلحة قبل الحرب، ولا تزال قادرة على إطلاق الصواريخ.
وقال السفير الأمريكي لدى "إسرائيل" جاك لو في 10 يناير إن الولايات المتحدة تعتقد منذ فترة طويلة أن وضع تدمير حماس كهدف كان خطأ.
ويتفق كثيرون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مع هذا الطرح.
وقال يوئيل غوزانسكي، من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: “قد تكون تلقت حماس ضربة كبيرة لكنها لا تزال موجودة”، وأضاف: “سوف يعيدون التجنيد والتسلح”.