قدم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وزراء حزبه "قوة يهودية"، اليوم الأحد، استقالتهم من الحكومة الإسرائيلية تنفيذا لتهديد سابق بالانسحاب من الحكومة إذا تمت المصادقة على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي دخل حيز التنفيذ اليوم.
وأصدر حزب "ابن غفير"، بيانا أعلن فيه انسحابه من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، ردا عما أسماه "التنازل عن إنجازات الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، وانسحاب القوات من مناطق القطاع، ووقف القتال في غزة".
وأكد البيان أن وزراء حزب "قوة يهودية" الثلاثة؛ إيتمار بن غفير، ويتسحاق فاسرلاوف، وعمحاي إلياهو، قدموا استقالاتهم رسميا إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وكان ابن غفير قد صوّت ضد الاتفاق في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغّر (الكابينت) الجمعة الماضية، وقال في مقطع فيديو إنه يشعر بـ"الفزع" بعد الاستماع إلى تفاصيل الاتفاق.
وحاول "ابن غفير"، إقناع وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش بالاستقالة إلى جانبه في حال تمرير الاتفاق، لكن الأخير اكتفى بمعارضتها خلال التصويت عليها أمام الحكومة الموسعة والكابينت الجمعة وفجر السبت.
وصدقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، على قرار وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بأغلبية 24 وزيرا في الحكومة، ومعارضه 8 وزراء.
وإلى جانب استقالة الوزراء الثلاثة، قدم أعضاء الكنيست التابعين لحزب "قوة يهودية"، تسفيكا فوغل، وليمور سون هار ميلخ، ويتسحاق كرويزر، استقالتهم من مناصبهم في اللجان البرلمانية المختلفة.
وفي وقتٍ سابق من الأسبوع المنصرم، قال "ابن غفير" في خطاب ألقاه إنه قد يعود للحكومة إذا ما استأنفت "إسرائيل" الحرب على قطاع غزة مباشرة بعد انقضاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، المتوقع أن يمتد على مدار الـ 42 يوماً، بدءاً من صباح اليوم.
يأتي هذا بعدما عقد حزب "الليكود" الحاكم سلسلة اجتماعات على مدار الأسبوع الأخير، هدفت إلى البحث في أسماء مُرشحين محتملين لخلف "ابن غفير" في وزارة الأمن القومي، ويتسحاق فسرلاوف في وزارة النقب والجليل.
وفي خضم هذه الاجتماعات، طالبت أوساط رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بإبقاء الوزارات في أيدي وزراء "الليكود"، وعدم تقاسمها مع الشركاء الائتلافيين.
وطوال شهور الحرب، واصل الوزيران بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير التعبير عن رفضهما لأي اتفاق مع حركة حماس يتضمن وقف إطلاق النار، وهددا بالانسحاب من الحكومة في حال التوصل إلى اتفاق.
وقد أكد خبراء إسرائيليون أن نتنياهو واصل عرقلة المفاوضات خلال الأشهر الماضية، خوفًا من انهيار حكومته، خاصة مع التقدم في ملف محاكمته.